استمرت قوات الاحتلال في شن هجمات ضد قطاع غزة، وأعلن عن استشهاد ثلاثة مواطنين، وذلك على وقع تشديد إجراءات الحصار، الذي يهدد بوقوع كوارث صحية وبيئية وتفش أوسع للمجاعة، مع نفاد الطعام من الأسواق، ومناطق توزيع المساعدات.
وجاء ذلك في الوقت الذي استمرت فيه قوات الاحتلال في شن هجمات متفرقة على قطاع غزة، حيث استهدفت قوات الاحتلال التي تحتل “محور فيلادلفيا” الفاصل بين مدينة رفح والأراضي المصرية، عدة مناطق في رفح، بإطلاق نار من رشاشات ثقيلة.
وكان من بين المناطق المستهدفة حي تل السلطان، وكذلك المنطقة المحيطة بمعبر رفح البري، الذي يسلكه المرضى في رحلات علاجهم للخارج.كما استهدفت قوات الاحتلال عدة مناطق متفرقة تقع شرق مدينة خان يونس، وأخرى تقع على الحدود الشرقية لوسط قطاع غزة.
وفجر الأربعاء سمع المواطنون دوي انفجار هائل شرق مدينة غزة، يعتقد انه ناجم عن قيام جيش الاحتلال بنفيذ عمليات نسف.
وقالت وزارة الصحة في غزة، إن مشافيها استقبلت 12 شهيدا، خمسة منهم جرى انتشالهم، و7 شهداء جدد، إضافة إلى 14 إصابة خلال الساعات الـ24 الماضية.
اختفاء رغيف الخبز
وفي هذا السياق، يشتد الحصار المفروض على قطاع غزة منذ بداية الأسبوع الماضي بشكل أكبر، مع استمرار نفاد سلع جديدة من الأسواق، ويشتكي المواطنون من انعدام الخضروات تقريبا من الأسواق، فيما يباع ما يتوفر منها بأثمان مرتفعة.
ويشتكي المواطنون أيضا من نفاد مخزون غاز الطهي من مناطق نزوحهم، لعدم حصولهم على الحصة الشهرية التي كانت تمنح لهم وقدرها ثمانية كيلو جرامات من الغاز شهريا، بسبب استمرار سلطات الاحتلال في إغلاق المعابر، وهو ما وسع من نطاق استخدام الأسر الغزية لمواقد الحطب البدائية، في تجهيز ما توفر من طعام.
وتزداد في هذه الأوقات الخشية من توقف مخابز إضافية عن العمل، بعد أن أجبرت خمسة منها في مدينة خان يونس على التوقف، بسبب نفاد الوقود المخصص لتشغيل مولدات الطاقة، ولنفاد غاز الطهي الذي يستخدم في تشغيل الأفران، وهو ما ينذر بحدوث “أزمة رغيف الخبز”، في ظل اعتماد غالبية السكان على المخابز، لعدم توزيع مساعدات دقيق على السكان مؤخرا بالقدر الكافي.
وحاليا يتواجد 18 مخبزا عاملا في كافة مناطق قطاع غزة، وبالأصل لم تكن تكفي حاجة أكثر من 2.2 مليون نسمة.
وفي دلالة على ذلك، تحتشد أعداد كبيرة من المواطنين عند بوابات المخابز، ومنهم من ينتظر لأكثر من خمس ساعات، من أجل الحصول على ربطة خبز، لا تكفي احتياجات أسرته اليومية.