عاش قطاع غزة أجواء صعبة جدا، جراء التصعيد العسكري الإسرائيلي الخطير، والذي بدأ عقب الإعلان الرسمي عن اتفاق وقف إطلاق النار، المقرر أن يدخل حيز التنفيذ ظهر يوم الأحد القادم، حيث شنت قوات الاحتلال سلسلة غارات جوية عنيفة على مناطق عدة في القطاع، فيما قامت القوات المتوغلة بعمليات متسارعة نسفت فيها الكثير من المباني، ما أدى إلى وقوع عشرات الضحايا، فيما نفت مصادر محلية أي انسحابات لجيش الاحتلال من محاور التوغل.
وفي التفاصيل، فإنه بمجرد انتهاء المؤتمر الصحفي الذي أعلن فيه رئيس الوزراء القطري، التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار، شرعت الطائرات الحربية الإسرائيلية بشن سلسلة غارات جوية عنيفة، أسفرت عن سقوط عشرات الضحايا، وإحداث دمار جديد في القطاع.
وذكرت وزارة الصحة أن قوات الاحتلال ارتكبت 8 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة، وصل منها للمستشفيات 81 شهيد و188 اصابة خلال الـ 24 ساعة الماضية.
وأشارت إلى ارتفاع حصيلة العدوان الاسرائيلي الى 46,788 شهيد و110,453 اصابة منذ السابع من اكتوبر للعام 2023، فيما لا يزال هناك ضحايا تحت الركام وفي مناطق يصعب الوصول إليها.
وقال محمود بصل المتحدث باسم جهاز الدفاع المدني، إنه منذ لحظة الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار ليل الأربعاء، حتى ظهر الخميس قتلت قوات الاحتلال 77 مواطنا بينهم 66 شهيدًا في مدينة غزة وحدها، لافتا إلى أن من بين الشهداء 20 طفلاً و25 امرأة، إضافة إلى وقوع أكثر من 200 إصابة متفاوتة.
وشنت قوات الاحتلال سلسلة غارات دامية على مدينة غزة، كان أعنفها تلك التي استهدفت فيها مربعا سكنيا يضم عدد من البنايات في محيط منطقة البركة في حي الشيخ رضوان شمال المدينة، ما أدى إلى استشهاد 20 مواطنا، وإصابة العشرات، غالبيتهم من الأطفال والنساء، فيما لا يزال هناك مواطنون تحت ركام المنازل المدمرة.
وسقط خمسة شهداء وعدد من المصابين، جرّاء قصف طائرات الاحتلال منزلاً لعائلة “خليفة” في حي الرمال غربي المدينة، كما استشهد خمسة مواطنين من حي الشجاعية شرق المدينة، هم ابنة الصحفي همام الحطاب وأسرة شقيقه، وأصيب آخرون بجراح، جراء قصف طائرات الاحتلال منزلهم.
وأعلنت فرق الإسعاف عن سقوط شهيدان، وأكثر من 30 إصابة، جراء قصف طائرات الاحتلال مدرسة الفلاح التي تؤوي نازحين في حي الزيتون جنوب شرقي المدينة، فيما سقط أربعة شهداء وعدد من الإصابات، جراء قصف طائرات الاحتلال شقة سكنية في محيط مفترق الشعبية بحي الدرج وسط المدينة، كذلك أصيب عدد من المواطنين، جرّاء قصف إسرائيلي استهدف مخازن بالقرب من سوق الشيخ رضوان، وآخرون أيضا اثر غارة استهدفت شقة سكنية لعائلة “أبو وطفة” في ذات الحي.
كذلك، قامت المدفعية الإسرائيلية بقصف منطقة الصفطاوي شمالي المدينة، كما استهدفت آليات الاحتلال المتوغلة في مناطق شمال غرب غزة بإطلاق النار الكثيف عدة مرات على أحياء الصفطاوي والكرامة ومنطقة السودانية، فيما قامت مسيرة إسرائيلية من نوع “كواد كوبتر” بإطلاق النار عل محيط دوار الصاروخ في شارع الجلاء القريب، وسجل أيضا قيام زوارق حربية بإطلاق القذائف بتجاه ميناء الصيادين غربي المدينة.
بالموازاة، أبقت قوات الاحتلال على هجماتها الخطيرة على مناطق شمال قطاع غزة، والتي دمرت معظم أحيائها بشكل كامل، وانتشلت فرق الإنقاذ شهيدين وعدد من الاصابات بعد استهداف طائرات الاحتلال الإسرائيلي منزل لعائلة “البرش” في منطقة جباليا البلد.
وأصيب ثلاثة مواطنين جراء قصف طائرات الاحتلال مجموعة من المواطنين بالقرب من دوار الحلبي في جباليا، كما قصفت منزلا في منطقة جباليا البلد، فيما شهد ليل الأربعاء وحتى فجر الخميس، عمليات نسف كبيرة نفذتها قوات الاحتلال وطالت مربعات سكنية في مخيم جباليا ومنطقة بيت لاهيا وبيت حانون، حيث نشرت وسائل إعلام عبرية صورا جديدا لعمليات الهدم في بيت حانون.
ونشرت ”سرايا القدس” -الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي– صورا تظهر قصف مقاتليها قوات الاحتلال الموجودة على امتداد محور نتساريم الذي يفصل شمال قطاع غزة عن جنوبه.
وقالت ”السرايا” إن القصف -الذي تم بقذائف الهاون من داخل أحد البيوت المدمرة- تم بالتعاون مع قوات الشهيد عمر القاسم.