ميريام بلعة
الشرق – الحكومة اللبنانية مستنفرة بكامل وزاراتها وإداراتها لتأمين الجهوزيّة التامة لمواجهة الحرب الإسرائيلية الشاملة المتوَقعة على لبنان… ومَن يقرأ في هذه السطور لا يسعه سوى القول «أسمع كلامك يعجبني، أشوف أمورك أستعجب»… كلام مطمئن، وواقع مُخيف! ربطة الخبز سترتفع في شهر أيلول المقبل إلى 75 ألف ليرة مع رفع الدعم عن الطحين، والعتمة عمّت لبنان 24 ساعة متواصلة.. لا فيول عراقي ولا غيره استطاع تجنيب البلاد هذه «الكارثة الإنسانية» بامتياز! وإن كان هذا الوضع يخيّم على لبنان في فترة ما قبل الحرب المحتَمَلة، فكيف سيكون إذاً عند اندلاعها؟! حينها ماذا ستنفع خط الطوارئ وبرامج الإغاثة والاستعدادات التي يتحدثون عنها، إن لم يكن هناك تيار كهربائي لتسيير عمل المستشفيات والأفران والمرافق الأخرى الأساسية للوطن والمواطن؟! .. «إنها «المهزلة» في حدّ ذاتها» يقول نقيب أصحاب المستشفيات سليمان هارون، «يتحدثون عن استعدادات وتجهيزات للحرب، والعتمة تعمّ لبنان؟!» بهذه العبارة يستغرب هارون عبر «المركزية» «الكلام عن خطط طوارئ تعدّها الحكومة بكامل وزاراتها وأجهزتها لمواجهة أي حرب شاملة مع إسرائيل، فيما العتمة شاملة، كما أنها لم توفّر لغاية اليوم كميات الفيول المطلوبة لمواجهة الحرب المحتملة!». وعقب هذا التحفّظ، لا يتردّد هارون في طمأنة المواطنين إلى أن المستشفيات كافة المنتشرة على الأراضي اللبنانية «قد أمّنت المخزون الكافي من المستلزمات الطبيّة والأدوية لمدة ثلاثة أشهر على الأقل»، لكنه يعقّب بالقول: أما في مسألة تأمين الكهرباء فالأمر خارج إطار صلاحياتنا بل من صلاحية الحكومة التي نستغرب كيف أنها تتوقّع حرباً شاملة على أراضيها ولا تستعدّ لها عبر تأمين الفيول اللازم لمستشفياتها ومرافقها وأفرانها… لا يمكن استيعاب هذا الوضع لا منطقياً ولا إنسانياً ولا وطنياً! ويتابع: يتحدثون عن حرب شاملة ومواجهة مع العدو وخطط طوارئ.. والتيار الكهربائي مقطوع؟! لا يوجد بلد في العالم ينقطع فيه التيار الكهربائي لمدة 24 ساعة متواصلة سوى في لبنان!