يوسف فارس
الشرق – لا يعلق المراهنون كثيرا من الامال على إمكانية تبدل الموقف الأميركي من الحرب الدائرة في غزة ولبنان بعيد الانتخابات الرئاسية الأميركية لانه سواء فازت كامالا هاريس او دونالد ترامب فان ثمة خطوطا عريضة محل اجماع أميركي تسير عليها الولايات المتحدة وفق ما يحقق مصالحها بالدرجة الأولى سواء على المستوى الدولي او ما خص الشرق الأوسط ولبنان. مع فارق بسيط جدا وهو الاختلاف في اليات تحقيقها بين رئيس يمارس سياسة خشنة ورئيس يعتمد سياسة لينة . وبالتالي من السذاجة القول ان التغيير الرئاسي في الولايات المتحدة هو انقلاب سياسي ونهج جديد وسياسات جديدة ، علما ان في صلب المصالح الأميركية تقع أولوية دعم إسرائيل وحمايتها وتأكيد حقها في الدفاع عن نفسها ما يعني ان سياسة الرئيس الأميركي الجديد ستكون استمرارية للسياسات السابقة، لذا فان المقاربة المنتظرة في العهد الرئاسي الأميركي الجديد هي نفسها التي اعتمدت في عهد الرئيس بايدن كما في العهود الرئاسية السابقة.
وما يجب التنبه اليه ان الولايات المتحدة حاليا في مرحلة انتقالية بين عهدين حتى لو فازت هاريس نائبة الرئيس الحالي لان اكتمال الإدارة الأميركية الجديدة معها او مع ترامب يتطلب شهرين ان لم يكن اكثر.
خلاصته والمرجح ان المسعى الأميركي للحل السياسي سيرحل الى ما بعد تشكل الإدارة الأميركية الجديدة أي بعد اشهر ولو تغير الأشخاص وتحت العناوين والطروحات نفسها التي سبق للموفد اموس هوكشتاين ان طرحها على الجانب اللبناني.
عضو كتلة الاعتدال الوطني النائب سجيع عطية يقول لـ»المركزية» ان الثوابت الأميركية وفي طليعتها دعم إسرائيل والدفاع عنها لا تتغير بتغير الإدارة والرئيس .لذا الرهان على تغيير في السياسية الأميركية حيال لبنان والمنطقة هو في غير محله سواء فازت هاريس او ترامب. لكن اللافت ان هناك مصلحة أميركية راهنا بوقف الحرب خصوصا على الجبهة اللبنانية، حيث يبدى لبنان الكثير من الليونة من اجل بلوغ الامر ووقف المجازر وهدم القرى والمنازل ليس في المنطقة الحدودية وحسب بل في غالبية الجنوب والبقاع. في أي حال ان لم يعد هوكشتاين قبل نهاية الأسبوع باجواء إيجابية من إسرائيل تمهد لاتفاق على وقف الحرب وتطبيق القرار 1701 او اقله هدنة تؤدي الى نشر الجيش في الجنوب وانسحاب حزب الله الى الليطاني فذلك يعني سقوط كل طروحات وقف النار والانتقال الى مرحلة انتظار ستمتد الى تسلم الإدارة الاميركية الجديدة مهامها، وهو ما يتطلع اليه نتنياهو الذي يسعى الى تحصيل المزيد من الدعم المادي والعسكري من المرشحين الرئاسيين ترامب وهاريس .هنا الخوف يكبر من ان يكون يرمي الى كسب المزيد من التنازلات من لبنان ليس بما يطلبه من ضمانات وتطبيق القرارات الدولية وحسب انما بما يتصل بنزع سلاح حزب الله والدفع لمواجهات وفتن داخلية.