الشرق – تيريز القسيس صعب
تقدم سقوط النظام السوري خلال الايام الماضية على كل الملفات الدولية والعربية، وتوجهت كل الاتصالات والاهتمامات نحو سوريا، وما يمكن ان تحمله الساعات والاشهر المقبلة من متغيرات وتبدلات، ليس فقط في سوريا فحسب، بل أيضا على دول الجوار السوري بشكل خاص والمنطقة بشكل عام. ووسط الترقب والمتابعة لمجريات الأحداث، يتابع المراقبون الدوليون الخطوات التي قد يقوم بها رئيس الحكومة السورية الانتقالية محمد البشير حول الدور الذي يمكن ان يحرزه في مسألة تشكيل الحكومة وتعيين وزراء حكومته.
وباعتقاد ديبلوماسيين في دول القرار فإن رئيس هيئة تحرير الشام احمد الشرع لا خيار لديه في الوقت إلا العمل والمساعدة على القبول بحكومة ائتلافية تجمع جميع الفصائل السورية تحت راية الدولة السورية، على أن يتبعها لاحقا إجراء انتخابات نيابية تحت إشراف دولي وعربي.
وفي هذا الإطار كشفت المعلومات ان مسؤولين في ألجامعة العربية وبالتنسيق مع مراجع دولية كبرى بدأوا فعليا إجراء اتصالات ومشاورات مع عدد من الدول العربية المجاورة لسوريا بهدف مشاركتها في القوة الدولية المزمع اشرافها على الانتخابات المقبلة في سوريا، لاسيما مع الأردن ومصر ودول أخرى….
الا ان المعلومات لم تتحدث عن الخطوات التي سيتم اتخاذها في عملية الاشراف في انتظار معرفة مصير التشكيلة الحكومية، الا انها اكدت أن اقنية الاتصال والتواصل مع المعارضة السورية قطعت شوطا مهما في هذا الخصوص.
فسوريا قد تواجه تحديات جديدة بعد سقوط الأسد، في حال لم تتوافق الفصائل الثورية، كما سيلعب الجولاني دورا سياسيا لافتا وبارزا في استيعاب هذه الفصائل بهدف تشكيل حكومة ائتلافية او وحدة وطنية، وذلك تجنبا لاي صدامات محتملة مع الجماعات الكردية، في اشارة الى الدور التركي في هذا الاطار.
ويشير المراقبون إلى ان تأثير الحرب الروسية الاوكرانية، والحرب الإسرائيلية على لبنان وحماس، ساهما في عدم قدرة روسيا وإيران تقديم الدعم للنظام السوري.
ويؤكد المتابعون ان اتفاقات ولقاءات حصلت بين زعماء دول في احد عواصم القرار نتجة عنها التوافق على قرار اسقاط النظام السوري مقابل ترضيات روسية حصل عليها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعدم المساس بالقواعد البحرية الروسية على الساحل السوري. وهذا ما يفسر الانسحاب المسبق للقوات السورية من حلب وريفها وغياب ما يسمى بمقاومة الجيش السوري….
وبالتالي فإن المنطقة اليوم امام مشهدية جديدة ومختلفة في التحالفات والاستراتيجيات، على أمل أن تحمل في مضمونها السلام الحقيقي والاستقرار الدائم لشعوب منطقة الشرق الاوسط التي تحملت بما فيه الكفاية من البطش والحروب واستبداد الحكام لنصف قرن تقريبا.