الفاتيكان يدخل على خط لجم إسرائيل ولقاء بكركي نجح بكسر الجليد الداخلي

كتبت القسيس صعب

لم تسجل زيارة امين سر دولة الفاتيكان إلى لبنان الكاردينال بيترو بارولين خرقا ما على مستوى الأزمة اللبنانية، لكنها طبعت محطات مهمة خلال جولته على المسؤولين خصوصا وأن الفاتيكان بشخص قداسة البابا يولي أهمية كبرى للملف اللبناني وللمسيحيين في الشرق الاوسط.
ووفق مصادر سياسية شاركت في اللقاء المسيحي – الإسلامي في بكركي بحضور بارولين، نقلت عن المسؤول الفاتيكاني التزام قداسة البابا فرنسيس بعدم التخلي عن مسيحيي الشرق.
وقال المرجع وفقا لبارولين ان الفاتيكان حريص جدا على مساعدة لبنان ودعمه في المحافل الدولية، كاشفا انه أجرى ويجري اتصالات ديبلوماسية حثيثة ومكثفة مع المراجع الدولية العليا لحضهم على ايجاد حل ديبلوماسي للصراع العسكري القائم عند الحدود اللبنانية الاسرائيلية.
وكشف نقلا عن المسؤول الكنسي ان الفاتيكان أجرى اتصالات في الأسابيع الماضية مع مسؤولين اسرائيليين رفيعي المستوى قبل توجه بارولين إلى بيروت، وحثهم على ضرورة التزام الهدوء عند الحدود الجنوبية، والسعي الى تطبيق القرار 1701 لما له من غطاء دولي واقليمي، وتجنب اي توسعة للحرب مع لبنان لما لهذا الامر من تداعيات سلبية ليس فقط على لبنان واسرائيل، بل أيضا على دول المنطقة باسرها.
ورأى انه في حال نشوب حرب موسعة فإن تداعياتها قد تغير قواعد اللعبة السياسية والعسكرية في الشرق الاوسط.
وأكد المرجع الذي لم يشأ الكشف عن اسمه ان الفاتيكان اعلم الجهات كافة انه ليس لديه سلاح ولا موقع في مجلس الأمن الدولي، إنما لديه شبكة اتصالات دولية غنية ومثمرة مع الدول الفاعلة تؤهله للعب دور متميز وفاعل عن غيره من الدول.
من هنا فإن تاثيرات ومواقف الفاتيكان الخارجية نابعة من قوة اتصالاته واهتماماته في المحافظة على الوجود المسيحي في الشرق وإرساء السلام العادل بين الشعوب.
وبحسب المراجع الديبلوماسية فإن زيارة بارولين التي تحمل في مضمونها وشكلها هدفا اجتماعيا ودينيا، الا انها تحمل في طياتها ايضا اهتماما فاتيكانيا مهما في متابعة الملف اللبناني بكل مندرجاته وتفاصيله، وذلك عبر شبكة اتصالاته الديبلوماسية في محاولة منه لحماية لبنان الدولة، لبنان الوجود وليس فقط حماية المسيحيين.
فالبابا فرنسيس يعبر دائما عن قلقه الشديد من اختفاء هوية لبنان المتجسدة بالوجود المسيحي فيه، وانفتاحه على الحضارات والاديان المسلمة في المنطقة، كما يتوقف دائما عند خطورة استمرار الشغور الرئاسي وعدم توافق اللبنانيين على اختيار رئيس لهم، اضافة الى مخاطر نشوب حرب اقليمية في المنطقة.
الا ان المشهدية غير الاعتيادية التي جمعت امس رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل والزعيم الزغرتاوي سليمان فرنجية، لم تكن مجرد صدفة او قواعد برتوكولية، انما جاءت بعد سلسلة لقاءات واتصالات اجراها المسؤول الفاتيكاني معهما، والتي افضت الى كسر الجليد او وقف الاتهامات المتبادلة بينهما.
ويعول بعض المسؤولين على هذا اللقاء الذي قد يحث خطوة مهمة في جدار الملف الرئاسي على الرغم من ان الاجواء الدولية والاقليمية لا تتوقع حلا قريبا لهذا الملف قبل اتضاح صورة المفاوضات الاميركية – الإيرانية.
ونقل مسؤول فاتيكاني ارتياحا شديدا للقاء الذي جمع امين سر الفاتيكان مع الرئيس نبيه بري، وقال أن بارولين شرح بشكل واضح قلق الفاتيكان من عدم توافق المسؤولين في لبنان على انتخاب رئيس وانعكاسه على الاوضاع الاجتماعية والاقتصادية في لبنان، كما على الدور الريادي السياسي الذي يلعبه لبنان في ربط ثقافات وحضارات الشرق والغرب.
ودعا إلى ضرورة التزام جميع القوى بالمسؤولية الوطنية واعلاء مصلحة البلاد على كل المصالح، مشددا ان لا خلاص للبنان من دون توافق قياداته.

Tk6saab@hotmail.com

 

التعليقات (0)
إضافة تعليق