نشرت صحيفة ” الغارديان” تقريراً أعده جيسون بيرك، مراسل الشؤون الأمنية الدولية، قال فيه إن “حماس” لا تزال قوية في المناطق التي قال الجيش الإسرائيلي إنه “طهّرها” في شمال غزة.
ويرى خبراء أن قدرة “حماس” على العودة لمناطق أجبرت بداية الحرب على الانسحاب منها يهدد بـ “حرب لا نهاية لها”.
ويعتقد المحللون أن عدد عناصر “حماس” في مناطق الشمال، التي زعم الجيش الإسرائيلي أنه طهّرها، ربما كان أكبر مما هو موجود في رفح، جنوبي غزة، التي تزعم إسرائيل أنها “آخر معاقل” الحركة.
ويعتقد أن أكثر من مليون غزي غادروا رفح بعد إصدار الجيش الإسرائيلي تعليمات لهم، وفي أكبر موجة نزوح منذ بداية الحرب، قبل عدة أشهر.
وظل الجيش الإسرائيلي يردد مراراً أن “حماس” لديها أربع كتائب في رفح، التي توغّلَ فيها، إلا أنه يقاتل الآن في جباليا، ثاني أكبر المخيمات عدداً للسكان قبل الحرب في غزة. وخاض الجيش، في الشهر الماضي، معارك وصفها بأنها “الأشد شراسة”، والتي واجهها منذ بداية الحرب، قبل تسعة أشهر تقريباً.
وقال إيال حالوطا، مدير مجلس الأمن القومي ما بين 2021- 2023: “علينا تذكر أن هناك مزيداً من مقاتلي “حماس” المسلحين في شمال غزة، وبالمناطق التي خرج منها الجيش الإسرائيلي أكثر من رفح. وهذه هي أرقام الجيش الإسرائيلي، ولهذا السبب كان عليه العودة إلى جباليا والزيتون. “حماس” تسيطر على هاتين المنطقتين”. وزعم المسؤولون الإسرائيليون، بمن فيهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن العملية الحالية في رفح ستحقق أهداف الحرب بتدمير قدرات “حماس”، ومنعها من تهديد إسرائيل، وتحرير الأسرى الإسرائيليين لديها. ويعلق بيرك بأن المعارك بين قوات خفيفة متحركة لـ “حماس” والقوات الإسرائيلية القوية تؤكد قدرة “حماس” على العودة إلى أجزاء من غزة، والتي أجبرت على الانسحاب منها بداية الحرب، ما يهدّد بنزاع طويل يستمر أشهراً، بل سنوات، في وقت تحاول فيه إسرائيل قمع مقاومة عنيدة.
وقال الجيش الإسرائيلي إن “حماس كانت تسيطر بالكامل على جباليا، قبل وصولنا بأيام قليلة”، وبعد أربعة أشهر من زعم المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هغاري أن المسلحين يعملون بطريقة متفرقة، و”بدون قيادات”.
وأنهى الجيش الإسرائيلي عمليته في جباليا الأسبوع الماضي، لكن لا يعرف إنْ كان قد هَزَمَ المقاتلين، أم أنهم انتقلوا لأماكن أخرى.
وعودة “حماس” ليست مقتصرة على الجانب العسكري، بل والقيام بجهود حثيثة للحفاظ على سلطتها في المجال المدني. ويقول ميخائيل ميليشتاين، من مركز موشيه ديان لدراسات الشرق الأوسط وأفريقيا: “هذا ليس نوعاً من حكومة ظل، بل السلطة المهيمنة البارزة في غزة، وهي “حماس”، وقادة “حماس” مَرِنون، وتكيّفوا مع الوضع الجديد”.
وقال جو شمالة (26 عاماً)، والذي فرّ من المخيم: “كانت هناك سيطرة لحماس عبر الشرطة، ولكن بدون ظهور لأنها مستهدفة، وكانوا يقومون بالواجبات الأساسية، وليس مثل الوضع قبل الحرب”.
وأدارت “حماس” مؤسسات مدنية أخرى، وإن بدون ظهور، ولكن بطريقة فعالة للحكم.
ويعلق بيرك بأن المصاعب التي تواجه الجيش الإسرائيلي بهزيمة “حماس”، ربما لم يدفعها للموافقة على مبادرة بايدن لوقف إطلاق النار.
ويزعم الكاتب، نقلاً عن مصادر، أن يحيى السنوار، زعيم “حماس” في غزة يعتقد أن الأزمة الإنسانية في غزة، والغضب الدولي المتزايد من إسرائيل حول العالم، يعتبران مصدر قوة لحركته.
وقال المصدر: “يعتقد السنوار والضيف أنهما سيموتان في الحرب، أو ستقتلهما إسرائيل، ولا يحترمان أي شيء مثل “الجنائية الدولية”، وربما كانت التهم إزعاجاً ثانوياً لهنية، إلا أن هناك عدة أماكن سيجدها آمنة له من الاعتقال”.