العراق ينفي توقفه عن تزويد لبنان بالوقود

شكوى إلى مجلس الأمن حول «جدار الصوت»

بين بيروت وبغداد والجزائر «يسوح» ملف الكهرباء اللبناني وتياره المنعدم الوجود، وقد بات عملة نادرة يحلم بها اللبنانيون الغارقون في عتمة فساد اداراتهم وحكامهم المتعاقبين، واقصى ما تفعله حكومتهم توجيه كتاب للتفتيش المركزي لاجراء تحقيق في اسباب إنقطاع تيار بالكاد يرونه منذ نحو 15 عاماً ، فيما كتب كثيرة سبقته لم تصل الى جواب، لانهم جميعهم «دافنينو سوا».

وفي ظلام الصفقات تنعدم الرؤية السياسية وتنشط سياسة التبرير والترقيع وتفتح حنفيات «الشحادة» من الدول الشقيقة والصديقة لتمنّ على اللبنانيين ببعض من الفيول والغاز ، في حين تتهيأ حنفيات مياههم لموسم جفاف يفرضه غياب الكهرباء كما بشر مدير المؤسسة اليوم.

الكهرباء

 ازمة الكهرباء بقيت اذا في واجهة الاهتمامين الرسمي والشعبي متقدمة على ما عداها من اهتمامات سياسية وامنية. في السياق، وجه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي كتاباً إلى رئيس هيئة التفتيش المركزي، لاجراء تحقيق فوري في موضوع الانقطاع الكلي للتيار الكهربائي. ايضا اجتمع رئيس الحكومة مع وزير الطاقة والمياه وليد فياض الذي قال «عقدت اجتماعا مع دولة الرئيس ووضعته في التطورات بالنسبة لأزمة الكهرباء التي حصلت، وساهم دولة الرئيس في معالجة الموضوع خلال اليومين الماضيين، واستطعنا تامين الديزل من منشآت النفط، حيث كان هناك بعض العرقلة على مستوى الإدارة بسبب عدم وجود صلاحية لاتخاذ القرار. آليات اتخاذ القرارات فيها الكثير من البيروقراطية مما يؤخر العمل كثيرا.

الخارجية تثمن

 بدوره، ثمّن وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال عبدالله بوحبيب، خلال استقباله سفير الجزائر لدى لبنان رشيد بلباقي، المبادرة الأخوية المقدّرة جداً لفخامة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون بتزويد لبنان بشكل فوري بالفيول لسدّ حاجته في قطاع الكهرباء. ونقل بوحبيب للقيادة الجزائرية، عبر السفير بلباقي، إمتنان الحكومة اللبنانية وتقديرها الكبيرين لقرار الرئيس تبون، وهو قرارٌ ليس مستغربا أن يصدر عنه وعن دولة الجزائر الشقيقة التي لطالما وقفت الى جانب لبنان وشعبه ودعمتهما في أصعب الظروف التي مرّت ولا تزال عليهما.

العراق ينفي

 الى ذلك، نفى المتحدث الرسميّ باسم الحكومة العراقية، باسم العوادي، ما يشاع عن توقف العراق عن تزويد لبنان بالوقود. وأوضح أنّ التأخير حصل لأسباب فنية ولوجستية تتعلق بالنقل والشحن. وقال العوادي لوكالة الانباء العراقية (واع)، إنّ العراق ملتزم بالاتفاق، الذي وقع بين بغداد وبيروت، «والأهم والأصدق هو الالتزام الاخويّ والقوميّ والإنسانيّ من الحكومة العراقية والشعب العراقي تجاه اشقائنا في لبنان في الأوقات العصيبة الحالية». وأكد أنّ الشحنة الجديدة ستحمل خلال الايام المقبلة. أما رئيس الوزراء العراقي فبلّغ من جهته رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي خلال زيارته إلى بغداد، أن العراق سيستمر بإرسال شحنات الوقود، بل ان العراق مستعد لزيادتها إذا اقتضت الحاجة.

متابعة للتطورات

 على صعيد آخر، وفي المواكبة الدولية للتطورات اللبنانية السياسية والعسكرية، تابع رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة المستجدات السياسية والميدانية وتطورات الاوضاع في لبنان والمنطقة خلال لقائه السفير الفرنسي هيرفيه ماغرو.ايضا، اجتمع ميقاتي مع وزير الخارجية بوحبيب في السراي وعرض معه التطورات والاتصالات الديبلوماسية الجارية.

الجنوب

 ميدانيا، ووسط ترقب لاتصالات وزير الخارجية الاميركية انتوني بلينكن في تل ابيب حيث يحاول دفع محادثات التهدئة في غزة قدما، استمر التصعيد جنوبا. فشن الطيران الحربي الاسرائيلي بعد الظهر غارة استهدفت منزلاً في الساحة العامة لبلدة طيرحرفا في القظاع الغربي من قضاء صور. وألقى الجيش الاسرائيلي قذائف فوسفورية على منطقة تل نحاس مما أدى إلى اندلاع حريق قرب مركز قوة «اليونيفيل». وتعرض وادي حامول اطراف الناقورة في القطاع الغربي لقصف مدفعي. كما خرق الطيران الحربي جدار الصوت على دفعتين فوق بيروت وضواحيها وكسروان، وصولا الى صيدا ومنطقة جزين وعلى علو منخفض.

«حزب الله»

 في المقابل أعلن «حزب الله»انه و»بعد منتصف الليل، و»بعد مراقبة ‏ومتابعة لقوات الجيش الإسرائيلي وعند رصد تسلُّل مجموعة من جنوده إلى حرش حدب عيتا، تصدّى ‏لها مجاهدونا واستهدفوها بالأسلحة الصاروخية وقذائف ‏المدفعية، ممّا أجبرها على التراجع وأوقعوا فيها إصابات مؤكدة». وأعلن الجيش الإسرائيلي، في وقت مبكر صباحا، أنّ «طائراتنا هاجمت بالأمس مبانٍ عسكرية لحزب الله في عيتا الشعب وبيت ليف وحولا في جنوب لبنان». وصدر عن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة بيان أعلن أن غارة العدو الإسرائيلي على بلدة حولا هذا الصباح أدت إلى استشهاد شخصين. ونعى حزب الله «الشهيد المجاهد عباس بديع ملحم «جهاد» مواليد عام 1990 من بلدة مجدل سلم في جنوب لبنان». ونعى «الشهيد المجاهد محمد علي حسن قدوح «أمير» مواليد عام 2005 من بلدة الغندورية في جنوب لبنان».

شكوى للامم

 الى ذلك، وبناء على تعليمات وزير الخارجية وجهت بعثة لبنان الدائمة في نيويورك شكوى إلى مجلس الأمن حول خرق الطيران الحربي الإسرائيلي لجدار الصوت فوق المناطق اللبنانية ومن ضمنها العاصمة بيروت. وأدان لبنان في متن الشكوى هذه الخروقات التي تشكل إنتهاكاً صارخاً لسيادة لبنان ومجاله الجوي، ولقرار مجلس الأمن رقم ١٧٠١ (٢٠٠٦)، إضافة الى خرقه لعدد من أحكام القانون الدولي الإنساني، الذي يحظر كافة أساليب العقاب الجماعي والترهيب المعنوي الذي تمارسه إسرائيل من خلال ترويع جميع المدنيين وبث الذعر بينهم، الامر الذي يؤثر بصورة خاصة على الشرائح الأكثر ضعفاً في المجتمع مثل الأطفال.

التعليقات (0)
إضافة تعليق