رد الرئيس فؤاد السنيورة في حوار مع قناة “الحدث – العربية” على سؤال عما اذا كان حزب الله بات الآن يقدم أو يمهد للتراجع عن التعهدات التي تم على اساسها وقف إطلاق النار، قال السنيورة: “على ما يبدو الآن، فإنه يتمنى ذلك، ولكن هذا التفاهم الجديد الذي جرى مع الرئيس بري يضع آلية ومرجعية جديدة ومحددة لتطبيق القرار 1701، وهو التفاهم الذي وافق عليه حزب الله من خلال الرئيس بري، وهو الذي بات يتحمل هذه المسؤولية، وهو قد أصبح الجهة المكلفة من قبل حزب الله والموكل إليها الموافقة على هذا التفاهم. هذا علما أن القرار 1701، وفي الأصل، يحدد وبشكل لا يقبل الإنكار، أن لا وجود ولا يجوز أن يكون هناك سلاح خارج سلطة الدولة اللبنانية وقوات اليونيفيل في المنطقة جنوب الليطاني، وهو ما ينص عليه الاتفاق 1701. ولكن هذا التفاهم الجديد ينص أيضا على أنه: “بدءا من منطقة جنوب الليطاني سيجري تفكيك كافة البنى التحتية والمواقع العسكرية ومصادرة كل الأسلحة غير المرخص بها، والتي تتعارض مع هذه الالتزامات”، أي أن البداية هي من منطقه الجنوب. وهذا يعني بعباره أخرى وصراحة وبكل وضوح ومنعا لأي التباس أن عدم وجود هذا السلاح الخارج عن سلطة الدولة اللبنانية سيمتد إلى المناطق الأخرى في لبنان شمالي خط الليطاني. وهذا الامر هو الذي يحاول ممثلو حزب الله القول أن شمال الليطاني غير وارد في هذا التفاهم، وهذا غير صحيح. هم بالفعل يريدون أن يوهموا انصارهم بأنهم انتصروا، وبالتالي يحاولون القول أن هذا التفاهم يبدأ وينتهي جنوبي خط الليطاني ويقتصر على تلك المنطقة”.
واشار الى ان “الحزب يريد أن يتفلت من هذه التعهدات التي التزم بها الرئيس نبيه بري بالنيابة عن الحزب وبتفويض منه. وبالتالي بات على الرئيس بري أن يتحمل المسؤولية، وهو يعلم تمام العلم بأن عليه أن يقوم بأمرين اثنين، بداية أن يجهد من أجل أن يبادر المجلس النيابي إلى انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وبالتوازي مع ذلك ان يصار الى بذل كل ما يستطيع من اجل اقناع حزب الله بان ينخرط في المساعي التي تؤدي الى عودته الى الدولة وبشروط الدولة، وبحيث يكون اللبنانيون جميعا منتصرون بوحدتهم وتضامنهم وسعيهم الحثيث لإنقاذ لبنان”.
ورأى السنيورة أن معظم الجماعات التي كانت تؤيد حزب الله اكانوا من المسيحيين أم من المسلمين هذه المجموعات كلها تقريبا قد تراجعت عن تأييدها له، وبالتالي لم يعد لدى حزب الله القاعدة الداعمة التي كانت تؤيده في الماضي. أصبح الداعمون له الآن يقتصر على من يؤيدونه من الذين هم من مناصريه والمستفيدون منه، أكان ذلك في الجانب العسكري ام في جانب المؤسسات العديدة الأخرى لحزب الله. ولكن التأييد العام للحزب في لبنان قد انحسر بشكل كبير. ومع ذلك يجب المحاذرة من القيام بأي عمل غير متبصر يكون بنتيجته إعطاء الحزب أي ذريعة جديدة للاحتفاظ بسلاحه”.