اعتبر الرئيس فؤاد السنيورة في حوار مع قناة “الشرق” في الامارات العربية المتحدة، ان يوم انتخاب العماد جوزاف عون رئيسا للجمهورية، هو “يوم سعيد جدا بالنسبة للبنانيين، كونه وضع حدا للفراغ القاتل في سدة الرئاسة الذي استمر لأكثر من سنتين، وأدى إلى عدم قدرة لبنان على إعادة تكوين مؤسساته الدستورية، وحال دون أن تكون لدينا حكومة كاملة الصلاحيات تتولى مسؤوليات الحكم ومعالجة المشكلات الضخمة التي بات يعاني منها لبنان. هذا يوم سعيد جدا حقا، ليس فقط في أننا استطعنا إنجاز عملية انتخاب الرئيس، ولكن أيضاً لأنه كان من الملفت الخطاب المميّز الذي ألقاه فخامته وتناول فيه جميع القضايا الأساسية التي يطمح اللبنانيون أن يجدوا لها معالجات صحيحة ودائمة. اللبنانيون يريدون أن تكون لهم دولة تكون سلطتها كاملة وغير منقوصة، وأن تكون هي الجهة الوحيدة التي تحتكر حمل السلاح في الداخل ولها الحق في استعماله عند الاقتضاء. ذلك لأنه لا تستقيم الأمور بوجود قوى مسلحة أخرى في لبنان تعتدي على الدولة وتمنعها من ممارسة دورها وسلطتها وقرارها الحر”.
ورأى ان “الدور الذي لعبته الخماسية كان هاماً وأساسياً في التوصل إلى هذه النتيجة الحاسمة. وفي مقدم أعضاء هذه الخماسية يجب أن نعترف وأن نقدّر عالياً الدور البناء والكبير الذي لعبته المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمير محمد بن سلمان. هذا الدور الوطني والعربي. وهو الذي أدّى إلى أن يتحقق هذا الانتخاب، بحيث أصبح لدينا اليوم رئيساً جديداً للجمهورية. حتماً هناك مشكلات كبرى أوقعنا أنفسنا فيها، وأوقعت المجموعات السياسية الحزبية والطائفية والمذهبية والميلشياوية لبنان فيها، والتي حصلت بسببها كل تلك الممارسات التي عانى ولا يزال يعاني منها لبنان واللبنانيين، وعلى مدى أكثر من عقدين. لقد جرى الضرب بعرض الحائط بالدستور اللبناني وباتفاق الطائف، وأدّت إلى تلك الممارسات الخاطئة التي كانت تحصل إلى السيطرة على الدولة اللبنانية وجعل إدارات الدولة ومؤسساتها وأجهزتها عرضة للمنازعات والانقسامات الزبائنية بين شتى الأحزاب الطائفية والمذهبية والميليشياوية، بحيث بات الولاء فيها لتلك الأحزاب وليس للدولة”.