طوني جبران
الشرق – مما لا شك فيه ان اللقاء الثنائي الذي جمع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس المنتخب دونالد ترامب قد رسم خريطة طريق واضحة لعبور المرحلة الانتقالية الفاصلة بين السلف والخلف وهي الفترة الممتدة حتى العشرين من كانون الثاني المقبل، بحيث يمكن ان تتحول الى آخر التجارب المشتركة بين الديمقراطيين الذين يستعدون لاخلاء البيت الابيض لصالح الجمهوريين العائدين إليه بعد استراحة استمرت لاربع سنوات امضاها ترامب متدربا على طريق العودة الى المكتب البيضاوي. على هذه الخلفيات قرأت مراجع ديبلوماسية وسياسية عبر «المركزية» الحراك الذي تلى لقاء الأربعاء الماضي ولا سيما على مستوى الوضع في جنوب لبنان من اجل خفض التصعيد والسعي الى تجميد العمليات العسكرية، مع ما يستلزم ذلك من إجراءات تقود الى وقف شامل ونهائي لوقف إطلاق النار وهو ما قال به القرار 1701 منذ صدوره في 11 آب العام 2006 من دون ان تتطور الأمور الى المرحلة التي يسعى إليها الجميع اليوم، بعد مرور 17 عاما على صدوره وما عكسه من هدوء نعم به الجنوب الى ان انتهت هذه المرحلة بانقلاب الامور رأسا على عقب في صباح الثامن من تشرين الأول العام الماضي . انطلاقا مما تقدم، تشير التقارير الديبلوماسية الواردة من واشنطن والتي اطلعت على اجزاء منها «المركزية» ان ما انتهت اليه قمة بايدن – ترامب بدات بالظهور سريعا وبشكل لم يكن متوقعا. فبالاضافة الى مشروع التفاهم الذي نقلته السفيرة الاميركية في بيروت ليزا جونسون في اليوم التالي الى رئيس مجلس النواب نبيه بري جاءت الخطوة الاكثر اهمية بتحديد الموفد الرئاسي الأميركي اموس هوكشتاين غدا الثلاثاء موعدا لزيارة لبنان حسب المعلومات الاولية التي توفرت قبل ان ينتقل الى اسرائيل في اليوم التالي. لكن مصادر سياسية وديبلوماسية لبنانية قالت لـ «المركزية» ان لبنان لم يتبلغ باي موعد رسمي بعد لزيارة هوكشتاين ولكن كان على علم انه مستعد للتحرك فور تسلمه الرد اللبناني على المشروع الجديد شرط «أن يوفر مدخلا الى حوار لم ينته بعد، ولكن يمكنه ان يفتح الطريق أمامه للقيام بالزيارات المكوكية بين بيروت وتل ابيب لمواصلة الجهود المؤدية الى سد الفجوات بين الطرحين اللبناني والاسرائيلي ان كان ذلك ممكنا». والى تلك المرحلة، لفتت المراجع الديبلوماسية الى ان استباحة العمليات العسكرية الاسرائيلية في الأيام القليلة الماضية كل قواعد الاشتباك التقليدية وتجاوز السقوف العسكرية السابقة تدل الى أنها قررت رفع نسبة الضغوط العسكرية في رسالة دموية للاسراع بالتفاهم المطروح اميركيا بطريقة تؤدي الى تلبية الرغبة الاميركية المشتركة لبايدن وترامب بانهاء هذا الملف بطريقة ترضي طموح الرئيس الذي يستعد لمغادرة البيت الأبيض بانجاز كان يريده منذ فترة طويلة كما بالنسبة الى ما يريده من يستعد لدخول المكتب البيضاوي متسلحا بمثل هذا التفاهم الذي يمكّنه من الغوص في الكثير من التفاصيل تلبية لتعهدات قطعها للأميركيين العرب واللبنانيين والفلسطينيين بإحلال السلام في المنطقة ووقف المجازر التي ترتكب فيها.