الشرق – أشار مفتي محافظة بعلبك الهرمل الشيخ بكر الرفاعي في رسالة «منبر الجمعة»، إلى استشهاد يحي السنوار، فقال: «نظرنا إليه وهو بين الركام وقد أصابت الجراح كل جزء فيه، فلم نكن نرى السنوار، بل كنا نسمع صدى يهمس منشداً: «سأحمل روحي على راحتي (…)». أضاف :» أما الجنود الصهاينة الذين كانوا بالقرب من رأسه الشريف، فلا يعنون لنا شيئاً. فلطالما رقصت على جثث الأسود كلاب. وأما هو، فقد عاش لقضيته عزيزاً كريماً مجاهداً، ومات في سبيلها، معفّر الوجه، مخضب الجسد، دمُه بلون الدم، وريحه ريح المسك». واعتبر أن «عملية طوفان الأقصى، التي اخترقت الجدار الحديدي في غلاف غزة، عمّقت الأزمة الوجودية في الكيان الصهيوني الذي أذل أهل الأرض وجيرانهم، وأشاع الخوف والقلق حتى بين من أغراهم التطبيع. في المقابل، دفعت المقاومين الرافضين للخضوع إلى الخيار الحاسم: إذا كان لا بد من الموت، فلنمت واقفين». وأضاف: «شكراً غزّة، لأنك علّمتنا أن مجلس الأمن عصابة، وأن القانون الدولي مجرد حبر على ورق، وأن شِرعة حقوق الإنسان ورقة ذات معايير مزدوج (…)».
ورأى ان «التضامن الاجتماعي الحاصل اليوم مع النازحين في لبنان يستحق التقدير، وهو أقل الواجبات الوطنية في هذا الظرف العصيب»، وقال: «أما ما يحدث على مواقع التواصل الاجتماعي من نشر للشائعات والأخبار الكاذبة وإثارة الفتن هو جريمة تهدف لبث الرعب والقلق في صدور الناس». ولفت الى أن «ما عجز الصهاينة عن فعله في غزة، يحاولون الآن تطبيقه في لبنان، مستعينين بقدرات تدميرية هائلة ودعم أميركي مفتوح، وأحدث ما ابتكره الذكاء الاصطناعي من أساليب الإرهاب والاغتيال الأعمى». وقال :»إسرائيل اليوم لم تعد مجرد كيان استعماري استيطاني، بل هي آخر احتلال في هذا القرن، تحاول تخليد التطهير العرقي الذي ارتكبته عام 1948، بل وتسعى لتوسيعه».