كتب عوني الكعكي:
كثر الحديث عن أن «الحزب» خسر أمام إسرائيل في الحرب. لذلك أصبح هناك واقع جديد بالنسبة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية وبالنسبة لتشكيل الحكومة.
انطلاقاً من ذلك أقول لكل مسؤول أو حزبي: إنّ الربح في الحرب أو الخسارة ليست لـ «الحزب» فقط، بل هي لكل لبناني.
أما النقطة الثانية التي أريد أن أتحدّث عنها هي موضوع إعطاء وزارة المالية للثنائي الشيعي. إنّ هذه الضجة القائمة حول هذه الوزارة هي «جعجعة بلا طحين»، وهنا لا بدّ من سؤال بسيط: هل إعطاء المالية للثنائي الشيعي تعني أنهم سيحكمون الدولة بهذه الوزارة؟ لهؤلاء أقول: أين مجلس الوزراء؟ وهل يستطيع أي وزير في أي حكومة أن يأخذ قراراً لا توافق عليه الحكومة مجتمعة وعلى رأس الحكومة رئيس للجمهورية لا يمكن أن يمرّ قرار إلاّ بتوقيعه؟
اما بالنسبة لقضية الحرب مع إسرائيل واتفاق الهدنة الذي يفرض على إسرائيل الانسحاب التام بتاريخ الأحد المقبل، فلا بدّ من القول هنا إنّ العدو الإسرائيلي هو قبل كل شيء عدو شرس غدّار ينتظر الفرصة لينتقم من لبنان بغض النظر عن طموحاته في احتلال جزء من لبنان أو الحديث عن ضمّ نهر الليطاني إليه، وذلك بالنسبة لحاجته للمياه.
في الحقيقة، إن العهد الجديد الذي جاء بتدخل خارجي خاص، خصوصاً من الولايات المتحدة، هو الحامي والضامن لسلامة لبنان. ونحن رأينا كيف تمّ انتخاب الرئيس جوزاف عون بعد انقضاء سنتين ونصف السنة، وكيف كانوا يقولون إنه بحاجة الى تعديل دستوري… وكيف كانوا يقولون إنّ هناك اختلافاً كبيراً بين نواب الأمة حول انتخابه. فجأة «هبط الوحي» وذهب النواب لانتخاب فخامة الرئيس جوزاف عون.
كذلك الحال بالنسبة للاستشارات النيابية من أجل اختيار رئيس للحكومة.. فكيف نام الرئيس نجيب ميقاتي رئيساً مكلفاً، وأفاق على تسعة أصوات فقط لا غير… بينما نال الرئيس نواف سلام 84 صوتاً.
أما بالنسبة لتشكيل الحكومة، فإنني أنصح المعارضة أن لا تتوقف عند وزارة المالية، خصوصاً أن الأسماء المطروحة لهذه الوزارة من أفضل وأكفأ الأسماء المطروحة بغض النظر عن طائفتهم.
المهم اليوم أن نلملم جراحنا وأن نعيد بناء ما هدمته الحرب في جنوب لبنان وبقاعه، والأهم في الضاحية الجنوبية لأنّ نسبة الدمار عالية جداً قد تفوق 40 % من المباني. علماً ان هناك 72 قرية لا يوجد فيها «حجر على حجر» في الجنوب، بالإضافة الى خسارة 400 مبنى في مدينة صور والنبطية… هذه المباني التي سوّيت بالأرض.
أمام هول الدمار وهول الحرب، لا بدّ أن نتجاوز خلافاتنا الداخلية اليوم… ونعود لنجلس مع بعضنا البعض.. المهم والأهم الاستقرار والأمن وإعادة بناء الوطن، والعمل على أن يعود لبنان الى أهله، وعودة العلاقات المميزة مع الدول العربية. علماً أنه لا سياحة ولا استثمار ولا مستشفيات ولا طبابة ولا جامعات ولا مدارس إلاّ في عودة أهل الخليج، خصوصاً السعودية الى لبنان.
نقطة أخيرة، يجب أن نتذكرها وهي أن اليوم غير الأمس، إذ لا يوجد في سوريا بشار الأسد الرئيس الهارب، والحرس الثوري هرب الى إيران، و «الحزب» خسر قائده الشهيد حسن نصرالله وقادته من الصف الاول والثاني والثالث، لذلك فإنّ اليوم لا يشبه الأمس.
aounikaaki@elshark.com