كتب عوني الكعكي:
لا نبالغ حين نقول: إنّ ربّ العالمين أنعم على لبنان وعلى اللبنانيين برئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري. هو رجل عاقل ويمكن أن نقول إنّه «داهية» بكل تواضع…
العقل والتعقّل عنده هو المبدأ الأول في الحياة، ودائماً وأبداً يعتمد بكل صغيرة وكبيرة على لغة العقل..
أدركت عندما استمعت منذ يومين الى مقابلة تلفزيونية مع محطة M.T.V، أجراها الزميل مارسيل غانم مع الزعيم وليد بك جنبلاط، أنّ هنك حلاً قريباً، وسيكون هذا الحل من خلال الرئيس نبيه بري…
بالفعل، لأوّل مرّة أستطيع القول: «عند الامتحان يكرم المرء أو يُهان».. والزعيم وليد جنبلاط أثبت في تلك المقابلة أنه زعيم وطني كبير لا يخطئ في المحطات الأساسية.
بالعودة الى الحديث عن أن هناك مشروعاً لوقف إطلاق نار بين العدو الإسرائيلي وأبطال المقاومة، يبدأ بوقف إطلاق نار لمدة 4 أسابيع… وهناك الكثير من الأمور التي سيتم الاتفاق عليها. وبما أن الموضوع عند الرئيس نبيه بري، فيمكن القول إنّه بيدٍ أمينة.
وقبل الوصول الى الاتفاق، إذا حصل، لا بدّ من التوقف عند بعض المحطات:
أولاً: مَن كان يصدّق أنّ أبطال المقاومة اللبنانية استطاعوا أن يتحدّوا أكبر جيش في المنطقة لمدة سنة، مع الملاحظة أن جيش العدو الإسرائيلي لا يزال يخاف أن يقدم على أي اجتياح برّي خوفاً من الخسائر الكبيرة التي سيتعرض لها والتي لا قدرة له على تحمّلها.
ثانياً: مقارنة بالحروب الأخرى مع العدو الإسرائيلي، يمكن القول إنّ أبطال المقاومة اللبنانية أثبتوا، كما أثبت أبطال «طوفان الأقصى»، إنهم بالفعل شرفاء، وأبطال مقاومون لا يهابون الموت، وهم مستعدون دائماً لبذل الغالي والنفيس من أجل قضية يؤمنون بها.
ثالثاً: الجيوش العربية لم تصمد أكثر من ستة أيام في حرب 1967… لكن تلك الحرب كانت مؤامرة لإسقاط الرئيس جمال عبدالناصر.
أما ما جرى في حرب تشرين، فقد أظهر أن الرئيس حافظ الأسد رحمه الله، كان بطلاً من أبطال الرؤساء العرب، إذ استطاع جيشه أن يصل الى نهر الأردن خلال ساعات.
كذلك فعل الرئيس محمد أنور السادات، وهو كان صريحاً جداً عندما أعلن في اليوم الثالث للحرب أن تهديداً أميركياً تبلغه، لذلك فإنّ عليه أن يوقف الحرب، وإلاّ سوف تُزال مصر من الخارطة.
رابعاً: التضحيات الكبيرة التي قدّمها أبطال المقاومة اللبنانية دخلت التاريخ.. وبالرغم من أن لبنان آراءه مختلفة حول كيفية دخول لبنان في الحرب المساندة لأبطال غزة، فقد تحمّل أبطال المقاومة، ولا يزالون، النقد والتجريح.. لكن البطولة هي في عدم الردّ والإبقاء على الهدف المحدد.
خامساً: القضية اليوم في أميركا… ويبدو أن رئيس وزراء العدو الاسرائيلي المجرم والسفّاح بنيامين نتنياهو قال إنه أعطى التوجيهات بالقبول بوقف إطلاق النار والتفاوض.
على كل حال، بالرغم من عدم صدقية المجرم نتنياهو، نحن لا نزال نراهن على الحل السياسي، لأنّ الأثمان التي دفعتها شعوب فلسطين ولبنان واليمن والعراق كبيرة وكبيرة جداً.
والمصيبة الكبرى، أن العدو الإسرائيلي مدعوم بالمال بشكل مخيف، وبالسلاح بشكل غير معقول، من قِبَل أكبر وأقوى دولة في العالم، بينما الفلسطينيون واللبنانيون والعراقيون واليمنيون لهم ربّ يحميهم و «يجبر خاطرهم»… والله على كل شيء قدير.