توحي المشهدية السياسية في لبنان بأن الوقت حان لـ”تقليعة” قوية للعهد ومن ضمنها الحكومة السلامية التي يبدو مسار عمل وزرائها سريعا جدا ،غداة تسلّم بعضهم وزاراتهم، حتى ان وزير الخارجية يوسف رجي سافر الى فرنسا للمشاركة في مؤتمر يعقد فيها حول سوريا. والوقت يبدو حان ايضا لنهاية مسار الاعتكاف الحريريّ الذي يُستحضر عند كل استعراض سياسي لمسار الرجل الذي عانى ما لم يعانِه أي زعيم سني من تحديات وعراقيل رمت به إلى خارج اللعبة السياسية واضطرته الى تعليق عمل تياره المستقبلي، على ان يبقى الخبر اليقين غدا الجمعة كما قال إبان خروجه من قصر بعبدا عقب اجتماعه مع رئيس الجمهورية العماد جوزف عون.
وبين البيان الوزاري والواقع الحدودي الجنوبي وزيارة الرئيس سعد الحريري لبيروت، تمحورت الحركة المحلية امس.
لقاءات بعبدا
فعشية اجتماع ثان للجنة صياغة البيان، في السراي، مقرر غدا، تواصلت عمليات التسليم والتسلم في الوزارات. في السياق.
وسط هذه الاجواء، وفي وقت بوشرت عملية فتح الطرقات المؤدية الى المجلس النيابي في ساحة النجمة، استقبل رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون في بعبدا امس، رؤساء الحكومات السابقين. الحريري قال خلال خروجه من القصر: اسمعوني الجمعة، اي في ذكرى اغتيال الرئيس رفيق الحريري. اما الرئيس نجيب ميقاتي فقال “تشرفت بلقاء فخامة الرئيس وكان هناك بحث في الأوضاع الراهنة وخاصة ما يتعلق بالتطورات الحاصلة في الجنوب واقتراب الانسحاب الإسرائيلي يوم 18 شباط الجاري”. كذلك استقبل عون الرئيسين فؤاد السنيورة وتمام سلام.
بيت الوسط
وكان الرئيس سعد الحريري استقبل امس في بيت الوسط السفيرة الأميركية في لبنان ليزا جونسون، في حضور رئيسة مؤسسة الحريري بهية الحريري والمستشارين غطاس خوري وهاني حمود، وعرض معها التطورات المحلية والإقليمية. وزار الحريري السراي ايضا كما سيعقد سلسلة لقاءات اليوم مع مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان وميقاتي.
نفي لبناني
من جهة ثانية نفى مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية في بيان ما بثته محطة “الحدث” عن اتفاق بين لبنان وإسرائيل على تمديد وقف النار لما بعد عيد الفطر.
واشار البيان الى ان “الرئيس جوزيف عون أكد مراراً إصرار لبنان على الانسحاب الكامل للعدو الاسرائيلي ضمن المهلة المحددة في 18 شباط الجاري.”
وفي السياق، صدر عن المكتب الاعلامي لرئيس مجلس النواب نبيه بري ما يلي: “ما نسبته قناة الحدث عن مصادر حول إتفاق بين الرئيس نبيه بري وحزب الله على تمديد وقف النار مرة ثانية هو محض إختلاق ومزيف تماماً” .
وكانت مصادر “الحدث” قد اشارت إلى أن إسرائيل ولبنان اتفقتا على تمديد إتفاق وقف النار إلى ما بعد شهر رمضان وعيد الفطر، وهما ينتظران قرار دمشق بشأن مزارع شبعا حيث التوجه لإقرارها أراض سورية.
ولفتت المصادر الى أن إسرائيل ستبقي قواتها في بعض مناطق الجنوب اللبناني خاصة في القطاع الشرقي وتعهدت بالانسحاب التدريجي من الجنوب خلال الأيام المقبلة .
وكشفت المصادر عن أن رئيس مجلس النواب نبيه بري اتفق مع حزب الله على تمديد اتفاق وقف النار مرة ثانية، مشيرةً إلى أن المبعوثة الأميركية للبنان ستعود خلال أيام إلى بيروت وإسرائيل لتثبيت الاتفاق.
من جهة أخرى، أكدت المصادر أن إسرائيل لم تتعهد بوقف الاغتيالات في لبنان، وأن قادة من حزب الله على رأسهم نعيم قاسم و وفيق صفا على رأس قائمة استهدافات إسرائيل.
هذا، وأعلنت هيئة البث الإسرائيلية نقلاً عن مسؤولين كبار في الحكومة أنّ “إسرائيل حصلت على إذن أميركي بالبقاء بعد تاريخ وقف إطلاق النار في نقاط عدّة في لبنان”.