لارا يزبك
الشرق – في المواقف التي اطلقوها بعد زيارتهم البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في الديمان امس، بدا ان النواب الخارجين او المقالين من التيار الوطني الحر، ذاهبون نحو خيار وسطي في اللعبة السياسية الداخلية.
فقد قال رئيس لجنة المال النائب ابراهيم كنعان باسم الوفد بعد اللقاء «من الطبيعي ان نلتقي مع الثوابت الوطنية والسيادية التي عبّرت عنها بكركي تاريخياً ونحن نعرف حجم ورمزية ودور هذا الصرح بالمفاصل الوطنية الاساسية، لذلك كان لقاؤنا مع البطريرك حامل الهموم الوطنية والمسيحية الكبيرة لنؤسس لإطار وآلية عمل الى جانبه، لنواجه الاستحقاقات بالمرحلة الآتية». ولفت كنعان الى ان «حراكنا يتخطّى الاشخاص والمصالح الشخصية الى دعوة للقاء مع الجميع حول مجموعة من الخطوات بعيداً عن كل التراكمات الماضية لأنه لا يمكن بناء مستقبل مشترك بروحية التفرقة والتشرذم والاحقاد والتخوين بين اللبنانيين والاخوة والشركاء بالوطن». وأشار الى ان الخرق الاول المطلوب هو الخرق الرئاسي من خلال تحالف وطني نسعى لتحقيقه لإنقاذ لبنان من حالة الفوضى والانهيار الحاصل واعادة تكوين السلطة وانطلاقة جديدة على كل المستويات، مشددا على ان الجمود والتصلّب في السياسة اليوم يقفلان علينا أبواب الحلّ من الداخل ويجعلاننا بحالة عجز يحدّ من قدرة تأثيرنا على الحلول ويضعاننا تحت رحمة تسوية خارجية ليس لنا رأي أو تأثير فيها. وقال «ان هدفنا من خلال حركتنا التي ستتبلور تباعاً بالمرحلة المقبلة، خلق ديناميكية داخلية مسيحية وطنية تحدث خرقاً في المشهد المقفل ونحن نمد ايدينا للجميع».
بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ»المركزية»، فإن رفض هؤلاء النواب الخطأ في اداء رئيس التيار النائب جبران باسيل، وانتفاضهم على هذا الشواذ، أمر مرحّب به. كما ان تحديدهم اين سيتموضعون في البازل السياسي المحلي، هو حقٌ لا يمكن لأحد ان ينكره عليهم في الدول الديمقراطية، ولبنان منها.
غير ان ما تشير اليه المصادر وما يُستشف مما قاله كنعان، هو ان النواب الاربعة يتجهون نحو تبنّي «شعارات» جميلة، عن الوحدة والتضامن والتلاقي بين اللبنانيين، اي انهم يكررون نوعا ما، ما يقوله نواب يقفون اليوم في «الوسط»، ولا يريدون اغضاب ايٍ من الفريقين المتصارعَين اليوم في لبنان، وهما حزب الله وحلفاؤه من جهة، والمعارضة مِن جهة ثانية.
فسببُ الستاتيكو السلبي الذي نعيشه منذ اشهر، تضيف المصادر، على الصعيد السياسي عموما والرئاسي خصوصا، هو ان ثمة نوابا «رماديين» يضعون «رجلا في البور ورجلا في الفلاحة»، كما يقال في العامية. وبالتالي اذا اختار النواب الخارجون من التيار هذا التوجه، سنكون نغرق في مزيد من المراوحة السلبية، والامر ذاته سيحصل ان هم وقفوا على المسافة ذاتها بين الحق اي الدستور الذي ينادي به المعارضون وبكركي ايضا، وبين الباطل والاجتهادات الدستورية… والاخطر ايضا، ان بعضا من هؤلاء النواب يبدو سيحسم خياره الى جانب حزب الله.. فهل يُشبه هذا التوجّه مبادئ «التيار» التاريخية؟! الاسابيع المقبلة لا بدّ ستكشف التوجه الذي سيعتمدونه، تختم المصادر.