كتب عوني الكعكي:
لا أبالغ عندما أقول إنّ لا حلّ بين إسرائيل والفلسطينيين.. وذلك بكل بساطة… لأنّ إسرائيل لا ولن تسمح بإقامة دولة فلسطينية… وهذا الكلام ليس جديداً بل هو منذ 75 سنة وإسرائيل تكذب وتماطل وتتهرّب، بالرغم من جميع الاجتماعات التي حصلت خلال 75 عاماً… الوحيد الذي استطاع أن يسترجع سيناء هو الرئيس الراحل محمد أنور السادات…
وكي لا نظلم المقاومة اللبنانية والإسلامية نعترف أنها الوحيدة في العالم العربي التي أجبرت إسرائيل على الانسحاب من لبنان بعد احتلاله عام 1982 حيث وصلت قوات العدو الاسرائيلي الى بيروت، بعد حصار دام 100 يوم. احتلّت بيروت ولكنها لم تبقَ أكثر من 3 أيام داخل بيروت، وكان ذلك بفضل البطل خالد علوان الذي دخل الى مقهى «الويمبي» قرب سينما الحمراء وقتل 3 ضباط يهود كانوا يرتشفون القهوة… مما أجبر إسرائيل على الخروج من بيروت وتدريجياً من لبنان، حيث أعلنت إسرائيل وللمرة الأولى في تاريخها أنها تنسحب من لبنان، وكان ذلك بعد احتلال دام من العام 1982 في شهر حزيران الى العام 2000… مع الإبقاء على مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، وهو ما يُسمّى بـ «مسمار جحا».
بالعودة الى الواقع، أي الى الأرض، فإننا نرى الوضع على الشكل التالي:
أولاً: هناك طريق مسدود أمام العدو الاسرائيلي لتحقيق أي انتصار عسكري على «حماس»، بالرغم من تدمير غزة عن بكرة أبيها… وقتل 40 ألف امرأة وطفل وبريء، وجرح أكثر من 100 ألف غالبيتهم من النساء والأطفال، والأهم انه لم يتبقَ لغاية اليوم في غزة بيت سليم واحد أو غرفة واحدة سلمت من التدمير الممنهج من قِبَل العدو الاسرائيلي… طبعاً ولم تسلم المستشفيات وعددها 25 ولا دُوَر العبادة من كنائس ومساجد، والجامعات ولا المدارس ولا حتى أي مؤسّسة إنسانية…
على كلّ حال، بالرغم من مرور 10 أشهر أي أكثر من 300 يوم، وإسرائيل عاجزة عن تحقيق انتصار عسكري وعدم تلبية هدفين أعلنهما المجرم رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو وهما:
أ- تحرير المخطوفين.
ب- والقضاء على «حماس».
والمصيبة الأكبر أن نتنياهو يعلم أنه عاجز عن تحقيق أي هدف، وبالرغم من ذلك لا يريد ولا يتجرّأ أن يقبل بالهزيمة.
ثانياً: ليس أمام الفلسطينيين، وأعني هنا أهل غزة الأبطال «شعب الجبارين»، إلاّ هدف واحد وهو إقامة دولة فلسطينية مستقلة وهذا ما لا تقبل به إسرائيل.
ثالثاً: لا شك أن أميركا محرجة جداً، خصوصاً أنه في الوقت الذي تدور فيه هذه الحرب، الشعب الاميركي مشغول بالانتخابات الرئاسية والمسؤولون أيضاً همّهم الوحيد الانتخابات، والأسوأ أن «ورقة» اليهود في الانتخابات الاميركية هي ورقة أساسيّة، لذلك يريد الرئيس الحالي جو بايدن أن يحقق أي وقف لإطلاق النار يؤدي الى حلّ بين اليهود والفلسطينيين.
رابعاً: الدول العربية تتخذ عدّة مواقف:
أ- البعض لا يبالي خاصة دول المغرب العربي.
ب- السعودية التي تقف موقف المتردّد الذي لا يعرف… ماذا يفعل.
ج- دول الخليج التي يبدو أنها مغلوب على أمرها ولا تستطيع أن تعارض أو ترفض بعد علاقات التطبيع مع إسرائيل.
د- دول المساندة وعلى رأسها لبنان الذي بكل فخر حقق انتصاراً كبيراً بإلهاء جبهة فلسطين الشمالية، وهجّر 100 ألف يهودي، وشلّ مطار بن غورين، وأوقف مرفأ إيلات، واستطاعت المقاومة البطلة أن تشغل إسرائيل، ولكن بثمن غالٍ في الأرواح والممتلكات.
أما سوريا فإنها تتفرّج وكأنّ الموضوع لا يعنيها.
العراق مشارك بشكل أو بآخر. أما المفاجأة الكبرى فكانت اليمن التي استطاعت أن تقفل ميناء إيلات وتمنع السفن المتجهة الى إسرائيل من الإبحار في البحر الأحمر.
أخيراً، قال يحيى السنوار في مقابلته الأخيرة متوجهاً الى نتنياهو: «أعطيك مهلة شهرين وبعدها سوف تأتي وتجلس على الطاولة، والحلّ الوحيد أمامك هو أن تجلس وتعترف بقيام دولة فلسطينية».
على كل حال، سوف أنشر مستقبلاً الخسائر المالية والبشرية التي تكبّدها العدو الإسرائيلي لأول مرّة في تاريخه… والتي تخطت المليارات من دون احتساب ثمن الاسلحة.