الحلو وهارون لـ «الشرق» المستشفيات تحت السيطرة لغاية الساعة وتعمل باللحم الحي ومستشفيات الجنوب تعاني من نقص بالمحروقات

الصاروخ الإسرائيلي يضرب بعرض الحائط المواثيق الدولية

كتبت ريتا شمعون

الشرق – إن إستمرار الإعتداءات الإسرائيلية وتوسعها سيضع المستشفيات العاملة خصوصا قي الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية لبيروت امام تحدّ جديد،  خصوصا  أن الصاروخ الإسرائيلي لم يفرّق بين مقاوم ومسعف، وبين مركز إيواء ومخزن أسلحة ، وبين نقطة عسكرية وحي سكني.

فلم تسلم المستشفيات والفرق الإغاثية في لبنان من الإستهدافات الإسرائيلية في إطار عدوانها على لبنان، ما أدّى الى إستشهاد وإصابة أفراد من الطواقم الطبية وخروج 4 مستشفيات في جنوب لبنان عن الخدمة، وأضرار في مستشفيات البقاع « تل شيحا ورياق وتمنين».

ورغم مناشدة الدولة اللبنانية المجتمع الدولي وقف العدوان على لبنان  ووقف الإنتهاكات وتحييد المدنيين والمسعفين والصليب الأحمر اللبناني والدفاع المدني والجمعيات والمنظمات الصحية في لبنان، تستمر المجازر التي ترتكب بحق الشعب اللبناني ، وتضرب إسرائيل يوميا بعرض الحائط جميع الأعراف والمواثيق الدولية والقانون الدولي والإنساني في لبنان.

نقابة أطباء لبنان وجهت نداءً عاجلا الى منظمة الصحة العالمية والأمم المتحدة لوقف « المجزرة» الإسرائيلية بحق الجهاز الطبي اللبناني. وكذلك  قالت نقابة الممرضات والممرضين في لبنان أن إسرائيل تستهدف في « حربها المدمرة» المستشفيات والأطباء والمسعفين وهو ما اعتبرته « تحديا صارخا» للقوانين والمواثيق الدولية.

أولا وقبل أي كلام نوجه التحية « للجيش الأبيض « كما سمّاه الدكتور جوزف الحلو مدير العناية الطبية في وزارة الصحة قائلاّ: هناك جهود جبارة يقوم بها القطاع الصحي في لبنان لمحاولة السيطرة على العدد الكبير من الجرحى والمصابين مشيرا الى أن عدة مستشفيات في الجنوب خرجت عن الخدمة  مستشفى مرجعبون الحكومي، ومستشفى ميس الجبل، ومستشفى بنت جبيل»  بالإضافة الى مستشفى  خاص وهو مستشفى صلاح غندور في بنت جبيل نتيجة القصف الإسرائيلي.

ولفت الحلو،  في حديث لجريدة «الشرق» الى انه في الضاحية الجنوبية  لبيروت كل المستشفيات تعمل لكن ليس بطاقتها الكاملة، ولا تستقبل حالات باردة « إنما فقط الحالات الطارئة والجرحى، فالطواقم الطبية تعمل بجهد وإصرار رغم مخاوف حصول نقص بالمواد الطبية ومخاوف أكبر من إستهداف اسرائيلي مؤكدا ضرورة إطلاق تحرك دولي وفاعل لوقف الحرب «نحن لا نريد الحرب في لبنان». وأكد أن المستشفيات في جهوزية وفق الخطة التي وضعت منذ اشهر، مشيرا الى ان الوضع تحت السيطرة لغاية الساعة، وهي تعمل «باللحم الحي» وقد تسلمت وزارة الصحة مساعدات ومستلزمات طبية من الأمم المتحدة  واليونيسف ومن الدول الصديقة لإغاثة لبنان وتعزيز الموارد المتاحة  لدينا وتوزيعها الى فرق الرعاية الصحية لضمان مواصلة تقديم الخدمات الطبية بشكل منتظم. ودعا الحلو، الى تحييد القطاع الطبي عن الحرب « المستشفيات والصليب الأحمر اللبناني والهيئات الصحية» حفاظا على الخدمات الطبية الضرورية في ظل هذه الأوضاع،  معتبرا أن الذي يحصل  اليوم هو بمثابة خرق لمواثيق الأمم المتحدة وشرعة حقوق الإنسان وخاصة في شقها المتعلق بحق الطبابة والإستشفاء لكل إنسان كما أنه يناقض اتفاقية جنيف.

ويذكر الحلو ، بتفاصيل الرعاية الطبية المقدمة للنازحين ويشجعهم على التواصل معها على الخط الساخن 1787، والذي أضيف اليه الخط الساخن 1214، بحيث يكون الرقمان مخصصين لخدمة النازحين المرضى وتحويل الذين يحتاجون لغسيل كلى الى المراكز المتخصصة وتحويل مرضى السرطان الذين يأخذون العلاج الإشعاعي الى أقسام العلاج النهاري في المستشفيات الحكومية في اماكن النزوح، وكذلك تامين أدوية مرضى السرطان التي كانوا يستلمونها من الصيدليات مجانا ، مضيفا: من المعروف اننا  كفريق  عمل في وزارة الصحة نعمل في ظروف صعبة لا يتخطى راتب  الموظف 300 دولار شهريا.

وكشف الحلو، عن انه لم يتم تسجيل أي امراض معدية لغاية الان في مراكز النزوح في مختلف المناطق اللبنانية، لكنه متخوفا من ظهور أمراض معدية بسبب الإكتظاظ في مراكز النزوح، حيث نزح حوالى ربع اللبنانيين بساعات قليلة وهو ما يعتبر حدثا غير مسبوق في تاريخ البلاد. ويخشى الحلو، من تداعيات خطيرة على صحة المواطن اللبناني  الذي يعاني من أمراض صدرية جراء استخدام إسرائيل الأسلحة المحرمة دوليا وغبارها التي تتسبب بالكثير من الأمراض خصوصا عند استنشاقه، لذلك قد يحتاجون الى ادوية أو الى رعاية طبية.

نقيب المستشفيات الخاصة في لبنان سليمان هارون، يؤكد في حديث لجريدة « الشرق» أن المستشفيات الخاصة في لبنان دخلت حالة تأهب ، منذ  بدء الحرب ومع « تفجيرات البيجر» وأحهزة الإتصالات التي خلّفت آلاف الجرحى ومئات الشهداء ، وهي اليوم في حالة إستنفار الى أقصى درجة لاستقبال أعداد المصابين الذين يتوافدون  من مناطق العمليات العسكرية، ولكن بدأنا نواجه صعوبات تتمثل في صعوبة استيعاب مرضى غسيل الكلى والعناية الفائقة والأجهزة الإصطناعية الى اقصى حدود قدرتها الإستيعابية مشيرا الى ان  المستشفيات  لا شك أنها تعاني بسبب الضغط الزائد على البنية التحتية الصحية جراء  النزوح الكبير.

وكشف عن تأجيل جميع العمليات غير المستعجلة في المستشفيات التي تقع خارج مناطق العمليات العسكرية لافتا الى انها مازالت تعمل حاليا بشكل طبيعي. وأكد ان خطة الوزارة تشمل التغطية الصحية الكاملة للجرحى، موضحا: أن التعرفات الجديدة التي ستطبقها المستشفيات بالتعاون مع وزارة الصحة بهدف التخفيف عن كاهل النازح في ظل هذه الظروف، لافتا الى أن الإجراءات تفيد جميع النازحين  الذين ليس لديهم تأمين صحي من التغطية الإستشفائية التي تقدر بنحو 75% من الفاتورة للنازح الذي يبلغ من العمر 64 سنة وما فوق، و65%  من الفاتورة للمرضى ما دون 64 سنة.

وتحدث هارون، عن أهمية التعاون والتنسيق الكبير بين غرفة العمليات التابعة لوزارة الصحة والمستشفيات ، ونتيجة لذلك، تمكنا من توزيع المرضى على المستشفيات وفق قدرتها الإستيعابية والإختصاصات الموجودة فيها، مشددا على ضرورة تأمين الدعم المادي للمستشفيات لأن العمليات التي أجريت مكلفة جدا والإصابات كانت بليغة ، وبحسب علمنا ، أن وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال فراس الأبيض يبذل جهدا في هذا المجال « بتقديم تمويل إستثنائي للمستشفيات  تحقيقا لحسن استجابة  القطاع الصحي.

أما بالنسبة للعناصر البشرية من أطباء وممرضين وممرضات يشير هارون، الى انهم جاهزون ميدانيا، وقد جرى تدريبهم للتعامل مع الحالات الطارئة في الحرب، والدليل أنهم تمكنوا  من الإستجابة الى حدّ كبير مع تداعيات حرب تموز2006  مرورا بكورونا وإنفجار مرفأ بيروت، وآخر المحطات توسع الحرب الذي تزامن مع التدفق الكبير لضحايا  الحرب من شهداء وجرحى ، متخوفا أن تطول الحرب وان لن تتمكن المستشفيات من الإستمرار والقيام بواجباتها تجاه الإصابات سيما وأن الوضع المالي لهذه المستشفيات حرج جدا .

بالتوازي، أخلت إدارات المستشفيات التي خرجت عن الخدمة معظم موظفيها من اطباء وممرضين وإداريين، وتوزعوا هؤلاء على مستشفيات أخرى،  بعضهم تضررت منازلهم واصبحوا بحكم النازحين، الأمر الذي أثر على عملهم فضلا عن وضعهم العائلي، لافتا الى ان عملية النزوح  لم  تكن في الحسبان قد أثرت بشكل كبير على الأطفم الطبية .

ردا على سؤال، لا شك أن مخزون  المستلزمات الطبية في المستشقيات يكفي قائلاً: على المدى القصير نحن قادرون على الصمود، ولكن لا أمل في نجاح أي خطة إذا استمرت الحرب ، فإن بعض المستلزمات الطبية (بعض القياسات من براغي العظام وصمامات وراسورات القلب) بدأ ينقص ، هذا الأمر يترتب علينا إستيرادها من الخارج عبر طائرات الشحن  التي علّقت رحلاتها الى لبنان متخوفا من  أن تؤدي إطالة امد الحرب الى إنهيار قدرات الجسم الطبي في لبنان.

ومع خطورة الطرقات، لم تعد شركات  المحروقات ترسل الكميات الكافية  الى الجنوب وبات  توفيرها أصعب بسبب استمرار القصف الإسرائيلي ، ما أثر على وضع المستشفيات في المنطقة كمستشفى نبيه بري الحكومي  الجامعي في النبطية مما أجبر إدارة المستشفى على شراء المحروقات على نفقتها الخاصة وفق مديرها العام الدكتور حسن وزني في حديث لجريدة « الشرق»  والإعتماد بشكل كبير على المولدات الخاصة على مدى 24 ساعة بسبب إنقطاع الكهرباء.

وزني أكد، أن المستشفيات  في الجنوب إستقبلت ولا تزال  تستقبل يوميا الجرحى ، إلا أنه إنخفض عدد الجرحى والشهداء نتيجة نزوح العائلات الجنوبية، لافتا الى أن مخزون الأدوية والمستلزمات لا زال قائما، وقال وزني، العاملون في المستشفى من أطباء وممرضبن وممرضات نواجه تحديات غير مسيوقة تتعلق بجهود محفوفة بالمخاطر من أجل معالجة الجرحى والمرضى في المناطق الجنوبية  التي تتعرض يوميا للغارات الإسرائيلية متخوفا من الأسواء.

 فالوضع حرج الأدوية ترسل المستلزمات الكافية للمستشفيات والمراكز الصحية في جنوب لبنان ،  وأيضا شركات المحروقات وبات توفيرها اصعب من ذلك.

التعليقات (0)
إضافة تعليق