عند عقدة الوزير الشيعي الخامس تعقدت، وكما دخل الرئيس المكلف نواف سلام خرج، خلافا لرئيس المجلس النيابي نبيه بري الذي دخل الى قصر بعبدا من الباب الرئيسي وخرج من باب خلفي لأن “الاستيذ حردان”، وطارت مع حرده آمال عقدت على اعلان تشكيل الحكومة امس، بعدما اكتملت عدة الولادة واستُدعي امين عام مجلس الوزراء القاضي محمود مكيّة الى قصر بعبدا في مؤشر الى نضوج التشكيلة وتلاوة مراسيم التشكيل.
والواضح ان الرهان بات معقودا على جولة مشاورات جديدة هذا الاسبوع تتسم بدفع قوي من رئيس الجمهورية جوزاف عون، واجتراح صيغة لحل عقدة الشيعي الخامس، علما ان بعض الاساط تحدثت عن حظر اميركي على حزب الله وطلب منع اشراكه في الحكومة، الا ان مصادر المعارضة قالت ان هذا الكلام ليس الا تعبئة شعبوية لبيئة الثنائي باعتبارها مستهدفة وتعمية على جوهر الحقيقية المتمثلة في اصراره على التحكم بقيادة قمرة الميثاقية المذهبية في الحكومة السلامية، فلو ان واشنطن فرضت حظرا حكوميا على الحزب، لما خاض سلام معه مفاوضات منذ اللحظة الاولى ولا انزل اسماء في مسودة تشكيلته.
حكومة مبيض
حصل ما لم يكن متوقعا. امس، زار الرئيس المكلف قصر بعبدا وقصده ايضا الرئيس بري. غير ان المفاجأة كانت في ان الخلاف على المقعد الشيعي الخامس في الحكومة وعلى اسمه، تجدد، فلم يحصل التشكيل وعادت الامور الى المربع الاول. فبعد نحو ساعتين على اجتماع رئاسي ثلاثي في قصر بعبدا، غادر بري القصر من الباب الخلفي ، فيما بقي الرئيسان عون وسلام، حيث افيد ان العقدة لا تزال في اختيار الوزير الشيعي الخامس. ليخرج بعد خمس دقائق سلام من دون الادلاء بأي تصريح، واكتفى بالقول ردا على سؤال ما اذا كان “مشي الحال” في عملية التشكيل “مشي الحال وما مشي الحال”.
وأفيد ان سلام طرح اسم لميا مبيض للتنمية الادارية فرفضه بري، ثم طرح بري اسم القاضي عبد الناصر رضا بديلاً فرفضه سلام. وتردد ان “لدى تمسك سلام بإسم لميا مبيض للمقعد الشيعي الخامس رد بري “اعملها حكومة مبيض” ومن ثم غادر الاجتماع من الباب الخلفي للقصر”.
وعلمت “المركزية” ان الرئيس عون يتولى معالجة إشكالية الوزير الشيعي الخامس الذي يصر بري على ان يكون له رأي في تسميته.
عاداتهم القديمة
تعليقا، كتب عضو تكتل الجمهورية القوية النائب غياث يزبك على “اكس”: اعطى الرئيس بري صورة متقدمة و غير مطَمئِنة من قصر بعبدا لِما سيكون عليه اداء الثنائي داخل مجلس الوزراء.في اختصار،الشباب لا زالوا على عاداتهم القديمة، إما ان يحصلوا على ما يفرضونه او يعطِّلون. واذا انتظر العهد والرئيس المكلّف الثنائي علّه يقلِع عن خصاله غير الحميدة، فانهما سينتظران كثيراً والدولة لن تقلع. لقد بدأت تترسخ قناعة لدى اللبنانيين مفادها انه اذا أُسندت الى الثنائي كل الحقائب السيادية والخدماتية لا نستغرب ان يطلب المزيد. هذه هي اشكاليات الجمع بين الساعين الى الدولة والسعاة الى السلطة وقد خَبِرنا مساوئ الجمع بين الدولة والدويلة.
من جانبه، كتب النائب مارك ضو عبر “إكس”: خامس ما في…ما في خامس”.
اعتراض الاعتدال..
وكانت الاعتراضات على التشكيل تواصلت قبل وصول سلام الى بعبدا. فأعلن تكتل “الاعتدال الوطني” في بيان “تناولت بعض المواقع الإعلامية أخباراً عن إنقسام وتفكك في كتلة الاعتدال الوطني. يهمنا أن نوضح للإعلام وللرأي العام بعض النقاط: إن تكتل الاعتدال الوطني شكل عنوانا للتلاقي لجميع المكونات السياسية وكان عراباً بالحفاظ على الشراكة الوطنية بين كافة الكتل ومن خلال مبادراته الداعية للوحدة والتضامن للحفاظ على المؤسسات والحياة الدستورية في البلاد. ومن هذا المنطلق نؤكد أن كتلة الاعتدال الوطني والذي تمثل عكار والمنية والضنية هي موحدة تحت عنوان واحد هو إنماء مناطقها والدفاع عن حقوق مناطقها”. واكدت أن “لإعضائها الحق بإبداء ارائهم السياسية بكل حرية وديموقراطية وأن أي قرار يتخد يكون بالتشاور والتشارك بين كافة أعضائها وبالإجماع وهي وجدت كي تبقى”، واشارت الى ان اجتماعا موسعا سيعقد في مطلع الأسبوع لمناقشة الأوضاع الراهنة على الساحة السياسية”.
.. والوطني المستقل
بدوره، أشار “التّكتّل الوطني المستقل” إلى أن “بعد المسار الإستنسابي وازدواجيّة المعايير التي اتّبعها الرئيس المكلّف نواف سلام، الذي أظهر انحيازاً فاضحاً لبعض القوى السياسية على حساب قوى أخرى، إذ أنه في الوقت الذي يدّعي فيه عدم رغبته في تمثيل الأحزاب السياسية، نراه يمنح قوى محدّدة وزارات سياديّة وخدماتيّة أساسية، وذلك في تناقض صارخ مع ما يُروّج له”.
خروقات
على صعيد آخر، وعشية وصول الموفدة الاميركية مورغان اورتاغوس الى بيروت، نفذ الجيش الاسرائيلي عمليات نسف لما تبقى من منازل في بلدة كفركلا، وقام بعمليات تفجير يومية في البلدة الحدودية. وينتظر اهالي البلدة منذ ايام الدخول اليها ولكن من دون جدوى حتى الساعة. وتوجه الناطق باسم الجيش الاسرائيلي افيخاي أدرعي لسكان الجنوب قائلا: تم تمديد فترة تطبيق الاتفاق ولا يزال جيش الدفاع منتشرًا في الميدان ولذلك يمنع الانتقال جنوبًا. جيش الدفاع لا ينوي المساس بكم. من أجل سلامتكم يحظر عليكم العودة إلى منازلكم في المناطق المعنية حتى إشعار آخر. كل من يتحرك جنوبًا يعرض نفسه للخطر.