الشرق – ناشد امين عام المجلس الاسلامي العربي السيد محمد علي الحسيني امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله وقف الحرب في جنوب لبنان تجنبا للدمار الواسع الذي سيصيب كل لبنان .
وجاء في رسالة مفتوحة وجهها الحسيني لنصرالله: سماحة السيد، نعلم بالتأكيد بأن رسالتنا ستصلكم وستقرؤونها. واننا نعلم مدى اطلاعكم ومتابعتكم لما يجري، فهذا شغلكم الشاغل طبعًا. لكن دعنا نذكركم بأن الغالبية العظمى من القادة عبر التاريخ كانت لديهم نقاط ضعف أدت إلى خسائر وهزائم وحتى كوارث على شعوبهم ودمار لأوطانهم والأمر بسبب العنجهية والثقة المطلقة التي تؤدي إلى التهور، وعدم الأخذ بالنصائح لأنهم ظنوا أنهم فوق النصيحة وأعلم وأفهم من الناصح. يجب أن تعلموا أن إسرائيل بعد السابع من أكتوبر لم تعد كما كانت قبل هذا التاريخ بكل ما تعرفونه عنها. لذا، لا يمكن الاعتماد على الخبرات والتجارب السابقة مثل حروب 1993 أو 1996 أو 2006. إسرائيل اليوم تحارب تحت شعار حرب الوجود واستعادة الردع. منذ أكثر من 10 أشهر، قرى وبلدات الجنوب معرضة للدمار اليومي وسقوط الشهداء وحرق المحاصيل والتهجير، دون أي أفق أو فائدة تعود على لبنان والمواطنين، وإذا سُئل اللبنانيون جميعًا، سوف يقولون بإجماع: «توقف، نحن لا نريد حربًا لا ناقة لنا فيها ولاجمل، وليس لنا فيها مصلحة، ولا فائدة». سماحة السيد، استمرارك في فتح جبهة الجنوب انتهت مدة الصبر عليه، وكل الجهود الديبلوماسية نفدت، بسبب رفضك لها، وهذا ليس تهديدًا، بل نصيحة وتوعية بما سيحدث من ردات الفعل العسكرية ومن الدمار الذي سيصيب لبنان وشعبه من دون أي رادع. واعلم أن إسرائيل ستستخدم أسلحة غير تقليدية، والله شاهد على ما أقول (…) والمعاناة لشعبنا والمأساة ستكون غير مسبوقة هذه المرة، فلا مكان للناس يأويهم، ولا مساعدات ستقدم، ولا طريق للإمداد لأنه لا مطار ولا مرفأ ولا طريق برية مع سوريا والحصار سيكون طويلا وقاسيا جدا، فضلا عن تحرك النائمين وما أكثرهم.
لذا، لا تغرنك أية ضمانات دولية بأن الغضب الإسرائيلي سيكون محصورا او محدودا، وأنها لن تعتدي على لبنان كل لبنان، و سيدفع اللبنانيون كلهم الثمن غاليا، خصوصا الشيعة منهم، فالمشاريع التي ستعد لهذا البلد مستقبلا بعد الحرب ستعيد الشيعة إلى غياهب العزلة والتهميش. أقسم صادقا أن الحرب على لبنان قاب قوسين أو أدنى، وأنت وحدك يمكنك أن توقفها وتنقذ بلدنا من الدمار، والمواطنين من الهلاك، باتخاذ قرار شجاع تاريخي بوقف العمليات العسكرية فورا، والإعلان عن ذلك صراحة، ودع الجيش اللبناني يتولى المسؤولية الكاملة على الحدود.