كتب عوني الكعكي:
نعم إنها الجمهورية العربية السورية الوطنية، وليست الجمهورية التابعة لسلطة ولاية الفقيه…
لا يمكن للشعب السوري الوطني العروبي، أن يصبح تابعاً لولاية الفقيه…
السوريون منذ التاريخ وطنيون الى أقصى الحدود، عروبيون الى أقصى الحدود. وقبل هذا وذاك ليس عندهم نزعات طائفية لأنّ الوطن عندهم هو الأهم.
منذ ما قبل 1950، كان فارس الخوري المسيحي رئيساً لجمهورية سوريا، والأهم ان دمشق هي أقدم مدينة في التاريخ.. وأنّ «باب توما» هو من المناطق التاريخية، وهو يقع ملاصقاً لحارة اليهود، واليهود تاريخياً موجودون في سوريا ولم يتركوها يوماً إلاّ في الفترة الأخيرة.
بالعودة الى ما حصل مؤخراً.. فإنّ الثوار الوطنيين السوريين، الذين انتفضوا ضد الظلم والقهر وضد الحكم المتفرّد الذي لا يريد بشار أن يشاركه فيه أحد، قاموا بواجبهم الوطني، فهم وجدوا أن نصف الشعب السوري مهجّر منذ عام 2011، أي منذ بداية الثورة.
والمصيبة أنه بعد كل الاجتماعات التي تحصل في موسكو، وبعد كل النصائح التي يوجهها الرئيس فلاديمير بوتين للرئيس بشار الأسد بضرورة إجراء مصالحة مع الشعب السوري.. كل هذه المحاولات فشلت، ولا يزال الرئيس بشار مصرّاً على أن يحكم سوريا وحده بنظام ديكتاتوري واضح.
المصيبة الأكبر أن الرئيس بشار أدار وجهه للعرب، وذهب الى إيران ظنّاً منه أنها الدولة الأقوى والتي تسمع منه، وتنفذ ما يريده، متناسياً أن مصلحة ولاية الفقيه هي فوق الجميع بالنسبة لإيران، وأنّ كل الادعاءات بتحرير القدس و«فيلق القدس»، كل هذا كذب بكذب. فالمطلوب السيطرة على الدول العربية. وبالفعل سيطرت على أربع دول هي: فلسطين وسوريا ولبنان والعراق وقسم من اليمن.
مصيبة الرئيس بشار أنه كان يظن نفسه أذكى من مسؤولي ولاية الفقيه، فلو كان يملك الحد الأدنى من الذكاء لعرف أنه يوم قُتل اسماعيل هنية في طهران لم تفعل إيران شيئاً… لقد كان رد الإيراني على إسرائيل التي تجرأت واغتالت الزعيم الفلسطيني وسط طهران وفي الأماكن المخصصة للحرس الثوري. وهذه الأماكن، معروف بأنها سرّية لا يعلم أحد عنها شيئاً… لم يكن الردّ سوى مسرحيات مفتعلة.
كذلك يوم قتل اللواء قاسم سليماني في بغداد.. فماذا كان الرد الايراني؟ لا شيء.
كذلك قتل أمين عام «الحزب العظيم» السيّد حسن نصرالله، الذي كان يُعتبر رمزاً للمقاومة.. كل هذا جاء الرد بإطلاق 300 صاروخ، واستغرقت الرحلة الصاروخية 4 ساعات من طهران الى صحراء النقب. والمصيبة الأكبر ان صواريخ «قيصر عامر» لم تجرح أحداً، ولم تؤذِ حتى «نملة».
إنّ ما يجري اليوم في سوريا الوطنية الجديدة إثر ما أقدم عليه أبو محمد الجولاني، «أحمد حسين الشرع» الذي يبدو من مظهره أنه (نيولوك) ومقابلته مع «CNN» بتعيين المطران حنّا جلوف محافظاً لمدينة حلب هو قمة الوطنية.
بالفعل، هذا التعيين يعني اننا أمام مرحلة جديدة قديمة، أي العودة الى الجذور.. لأنّ سوريا لم تكن يوماً طائفية… بل العكس كما ذكرنا في بداية الحديث عن الرئيس المسيحي فارس الخوري.
طلب الثوار من جميع الموظفين الإلتحاق بأعمالهم، وليس هناك أي مشكلة مع أي مواطن… وتمّ تأمين الانترنت لكل أهالي حلب، كذلك الكهرباء 24/24 في المدينة، وأثناء تحرير حلب كان الثوار يقصدون المناطق المسيحية ويؤمّنون لهم الخبز والأكل والشراب وكل ما يحتاجونه. كذلك الحال بالنسبة للمناطق العلوية… وهذا أيضاً يدلّ على نبذ الطائفية وقمة الوطنية. فحكام سوريا الجدد ليسوا طائفيين، ولا يريدون الانتقام من أحد، بل يريدون تحرير المواطن من حكم بشار الفاشي وحكم ولاية الفقيه.
من هنا، أتوقع أن تعود سوريا الى أصالتها وعروبتها ومحيطها العربي.
ووداعاً ولاية الفقيه.