على إيقاع الحرب المستمرة في غزة والمهددة بالتمدد نحو الضفة الغربية، وفي ظل توسع رقعة الاستهدافات العسكرية الاسرائيلية من الجنوب البقاع وصولا الى الحدود اللبنانية- السورية مجددا في الساعات الماضية وارتفاع منسوب المواجهات بين حزب الله والإسرائيليين، بقي تركيز لبنان الرسمي منصباً امس على استحقاق التجديد لليونيفيل، مع عقد مجلس الامن جلسة خاصة امس وافق خلالها بالاجماع على التمديد لقوات اليونيفل في لبنان لمدة 12 شهرا، وعلى الاثر صدر عن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي البيان الآتي:
«صوت مجلس الأمن الدولي بالإجماع قبل قليل على قرار التمديد لقوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان «اليونيفيل» سنة إضافية. وفي هذه المناسبة، أود أن أعرب عن امتنان لبنان العميق لأعضاء مجلس الأمن على جهودهم الدؤوبة في تجديد ولاية اليونيفيل، وأخص بالذكر دولة فرنسا حاملة القلم على كل ما بذلته من جهود في سبيل تأمين الإجماع على هذا الأمر، وعلى كل ما تبذله من أجل لبنان والاستقرار فيه.
كما نتوجه بالشكر إلى الولايات المتحدة الأميركية على تفهمها الخصوصية اللبنانية التي لم تدخر جهدا في سبيل الحفاظ على مهام اليونيفيل، لا سيما في هذا الظرف الدقيق. وأشكر الدول الصديقة والشقيقة التي دعمت التمديد، لا سيما دولة الجزائر التي قادت حملة دعم قرار التمديد وتقف باستمرار الى جانب لبنان في كل المجالات. ونشكر جميع أعضاء مجلس الأمن الذين صوتوا مع التمديد. ولا بد أيضا من توجيه التحية الى معالي وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب على ما بذله في سبيل إصدار هذا القرار بما يتوافق مع المصلحة اللبنانية العليا.
إن التجديد لولاية اليونيفيل أمر ضروري للحفاظ على الاستقرار في جنوب لبنان، ونحن نقدر الدعم والتعاون المستمر من مجلس الأمن في هذا الصدد. ونؤكد التزام لبنان في العمل بشكل وثيق مع اليونيفيل لمواجهة التحديات والتهديدات التي تواجه الاستقرار في الجنوب. كما نجدد التزام لبنان تطبيق القرارات الدولية ذات الصلة، وفي مقدمها القرار 1701».
خطر الحرب
يذكر انه بعد التصويت على القرار أكد ممثل الولايات المتحدة في مجلس الأمن الدولي، أن «أفعال حزب الله تهدد المدنيين في كل من إسرائيل ولبنان».
وأضاف الممثل في جلسة التمديد لـ”اليونفيل” في لبنان: «لا يجب أن يكون لبنان منطلقًا لهجمات على إسرائيل».
وتابع: «الاستقرار والهدوء يعودان عند وجود آليات تنفيذ للقرار عند الخط الأزرق».
وقال: «يجب إنشاء منطقة جنوب الليطاني خالية من الأسلحة إلاّ أسلحة الجيش اللبناني واليونيفيل».
من جهتها، شددت ممثلة فرنسا في مجلس الأمن الدولي خلال جلسة التمديد لليونيفيل، أن «على إيران ومن يدعمها التوقف عن الأعمال الاستفزازية».
وأضافت: “على الأطراف التوقف عن انتهاك الخط الأزرق».
وتابعت: «خطر اندلاع الحرب جنوب لبنان كبير».
اليونيفيل في السراي
وكان الرئيس ميقاتي عرض مع سفيرة الولايات المتحدة الاميركية ليزا جونسون العلاقات الثنائية بين البلدين والتحضيرات الجارية لعقد جلسة لاقرار التمديد لولاية القوات الدولية.
كما واصل وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال عبدالله بوحبيب لقاءاته مع سفراء عدد من الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن، بشأن تمديد ولاية اليونيفيل.
استهداف سيارة
اما في الميدان، فقصفت مسيرة إسرائيلية امس سيارة على طريق دمشق- بيروت قرب جسر الزبداني. وأشارت وسائل إعلام سورية إلى سقوط 4 قتلى في استهداف السيارة. ولفتت معلومات الى ان احد ضحايا الغارة هو محمد طه من بعلبك فيما الآخرون من حركة الجهاد الاسلامي.
قطوعات الحساب
على الصعيد الاقتصادي، رأس رئيس الحكومة اجتماعا خصص للبحث في موضوع قطوعات الحساب شارك فيه وزير المال يوسف الخليل، رئيس ديوان المحاسبة القاضي محمد بدران والقاضية نيللي ابي يونس، الامين العام لمجلس الوزراء محمود مكية، المدير العام لوزارة المالية جورج المعراوي وعدد من المسؤولين في وزارة المالية. بعد الاجتماع قال الوزير الخليل «ان مشروع الموازنة سيسلم قريبا الى الوزراء تمهيدا لبحثه في مجلس الوزراء».
المرفأ: من جهة ثانية، أكدت المحامية سيسيل روكز من روما، شقيقة الضحية في انفجار مرفأ بيروت جوزف روكز أننا لن نسكت عن جريمة تفجير المرفأ ولن نسمح باسكاتنا وسيُحاسَب كل الفاسدين. وقالت في مداخلة اذاعية «قداسة البابا فرنسيس يعلم كل التفاصيل وستكون هناك متابعة حثيثة للموضوع»، مشيرة الى ان الفاتيكان حثّ الشعب اللبناني على أن يطالب بحقوقه مثنيا على شجاعة القاضي طارق بيطار.» أضافت «لن نسمح للظلم ان يكمل وسنتابع وسنصل الى أماكن أخرى». اما وليام نون، شقيق جو نون، فاكد من جهته ان لدى المسؤولين في الفاتيكان كل تفاصيل انفجار المرفأ حتى الصغيرة منها. ولفت الى ان الموضوع ليس مذهبيا وسنلتقي فرقاء آخرين مشيرا الى ان اللقاء العملي كان مع الكاردينال بارولين. وقال «التفاصيل سنتكلم بها فور تحقيق النتائج ويجب ان يعرف اللبنانيون انهم ليسوا متروكين والبابا يتابع التفاصيل». أضاف نون: «مطلبنا عنوانه عريض تدعيم القضاء اللبناني بلجنة دولية وقداسة البابا أدرى وهو يأتي من الارض ويفهم ما نريد وسنعلن عن الخطوات فور تحقيق النتائج» مؤكدا ان الجرم هو عرقلة التحقيق بحسب البابا فرنسيس. وأوضح نون أن المحيطين بالبابا يعلمون كل التفاصيل والحل للأسف ليس لبنانياً وقال: «المسؤولون لدينا لا يسيرون الا بالضغط، لذلك نحن مضطرون ان نضيء على الموضوع في الخارج ولن نتوجه بشيء الى الدولة لانها غير موجودة ونتّكل على بعض القضاة النزيهين وللأسف القاضي جمال الحجار ليس على قدر المهمة حتى اللحظة».