التسوية السياسية قادمة مع عودة الرئيس سعد الحريري

المحامي أسامة العرب
إن التسوية السياسية في لبنان حتمًا قادمة، وتتضمن إجراء انتخابات رئاسية وتشكيل حكومة جديدة، ومرحلة جديدة يكون فيها للرئيس سعد الحريري الدور الأبرز. حيث يعود السبب الرئيسي في ذلك إلى العلاقة الوثيقة التي تربط الشيخ سعد بالشعب اللبناني، إذ يتمتع بمحبة كبيرة ومصداقية في السياسة، مما يجعله خيارًا مفضلًا للكثيرين، حتى في ظل غيابه عن الساحة السياسية بقي محبوبًا ومؤثرًا.
دور الشيخ سعد الحريري في المستقبل السياسي
يعرف الرئيس سعد الحريري جيدًا المصلحة العامة، ويدرك أن الوقت قد حان للعودة بعد كل التغيرات التي شهدها لبنان وسوريا والمنطقة، لاسيما أن لبنان يُبنى على توازن طائفي دقيق، وأي اختلال في هذا التوازن يؤدي إلى مشكلات كبيرة، كما يعلم الجميع من تاريخ البلاد منذ الاستقلال في عام 1943. كما يمثل الرئيس سعد الحريري الخيار الأفضل لرئاسة الحكومة في إطار تسوية تضمن انتخاب رئيس جديد للجمهورية اللبنانية في الجلسة المقبلة في ٩ كانون الثاني.
الأهمية لدى الطائفة السنية لعودة الرئيس سعد الحريري
رغم احترامنا لمختلف القيادات، إلا أن الشيخ سعد الحريري يمثل العمود الفقري للطائفة السنية، وعودته تُعتبر ضرورية لتحقيق التوازن والاستقرار للبلاد، مما يسمح للبنان بالاستمرارية نحو مستقبل أفضل. حيث يعرف الحريري مصلحة الطائفة السنية كما يعرف مصلحة البلد ككل، وهذا ما يجعله خيارًا استراتيجيًا لرئاسة الحكومة في هذا الوقت الحرج بالذات.
الموقف السعودي والدولي
إضافة إلى ذلك، فإن الموقف السعودي من عودة الشيخ سعد الحريري إلى رئاسة الحكومة قد تأثرت بتطورات دولية وإقليمية، أبرزها الموقف الأمريكي والفرنسي الداعم لوسطية الحريري واعتداله. حيث تشير الأوساط السياسية إلى أن الرياض لم تعد تمانع في عودة الحريري وتوليه رئاسة الحكومة، وهو ما يعزز من احتمال عودته إلى الساحة السياسية بقوة.
الدعم الشعبي والدولي
مع تزايد الاقتناع الشعبي والدولي بأن الحريري هو الأبرز والأقوى على الساحة السنية، وأنه يمثل شخصية محورية تحظى بقبول كافة الأطراف نظرًا لاعتداله وخطابه المتزن الجامع لكافة القوى السياسية، يتصدر اسمه قائمة المرشحين لتولي منصب رئاسة الوزراء في الحكومة المقبلة. وهذا الأمر يُعد ضروريًا لتخفيف التوترات الطائفية والتركيز على الحوار الوطني البنّاء والحفاظ على السلم الأهلي وتطبيق مقررات الشرعية الدّولية، بالإضافة إلى تقريب لبنان من محور الاعتدال قدر الإمكان.
التسوية الإقليمية والدولية
عودة الرئيس الحريري ستكون جزءًا من تسوية إقليمية دولية تهدف إلى حل مشكلات لبنان المعقدة وتطبيق القرارات الدولية، مع الأمل في أن تشهد المنطقة بأكملها في الأسابيع المقبلة المزيد من التغيرات الديمقراطية والإصلاحات السياسية والاقتصادية. حيث يتزامن هذا مع تطورات أخرى مثل تسوية قضية جنوب لبنان وتنفيذ القرار 1701، مما يعزز التفاؤل بالمستقبل.
الرؤية المستقبلية للشيخ سعد الحريري
الحريري يمثل نقطة تلاقٍ بين مختلف الأطراف الداخلية والخارجية، وهو قادر على تقديم رؤية مستقبلية قائمة على الحوار والتفاهم. لذا، فإن عودته ليست فقط ضرورة سياسية، بل أيضًا اقتصادية واجتماعية، حيث يمكنه المساهمة في إعادة بناء الاقتصاد اللبناني المتدهور وجذب الدعم الدولي والإقليمي.
الدعم الدولي
لا يمكن إغفال أن الحريري يتمتع بدعم دُوَليّ واسع، لاسيما من الولايات المتحدة وفرنسا، وهما دولتان لهما تأثير كبير على السياسة اللبنانية. وهذا الدعم يسهل عليه تجاوز العقبات السياسية الداخلية، ويوفر له منصة قوية لإطلاق مبادرات تساهم في استقرار لبنان على المدى الطويل.
الحاجة إلى القيادة الحكيمة
إن المرحلة المقبلة تتطلب قيادة قوية وحكيمة قادرة على التعامل مع التحديات الكبيرة التي يواجهها لبنان. والرئيس سعد الحريري، بخبرته وشعبيته ودعمه الدُّوَليّ، يبدو أنه الرجل المناسب لهذه المرحلة. وعليه، فإننا نتطلع إلى مستقبل أفضل للبنان، مستقبل يحقق فيه التوازن والاستقرار، ويعيد الأمل إلى الشعب اللبناني.
المحامي أسامة العرب

التعليقات (0)
إضافة تعليق