وجه البابا فرنسيس إلى المؤمنين الكاثوليك في الشَّرق الأوسط، رسالة، قائلا “أُفكِّر فيكم وأُصلِّي من أجلكم. أودُّ أن أكون معكم في هذا اليوم الحزين. قبل سنة اشتعلت شرارة الكراهية، ولم تنطفئ بل تفجَّرت في دوامة من العنف، وسط العجز المخزي في الأسرة الدّوليَّة والدّول الكبرى عن إسكات الأسلحة ووضع حدٍّ لمأساة الحرب. الدِّماء تسيل، والدُّموع أيضًا. الغضب يتزايد، ومعه الرَّغبة في الانتقام، ويبدو أنَّ لا أحد يهتمُّ بما يُفيدُ ويريده النَّاس: الحوار، والسَّلام. لن أتعب من التِّكرار والقول إنَّ الحرب هزيمة، وإنَّ الأسلحة لا تبني المستقبل بل تدمِّره، وإنَّ العنف لن يجلب أبدًا السَّلام. والتَّاريخ يُثبِت ذلك، ومع ذلك، يبدو أنَّ السَّنوات العديدة من الصِّراعات لم تُعلِّمْنا شيئًا”.
وأكد انني “معكم، أنتم سكَّانَ غزَّة، المعذَّبين والمُرهَقين، أنتم كلّ يوم في فكري وصلاتي. أنا معكم، أنتم المُجبَرين على ترك بيوتكم، وترك المدرسة والعمل، مشرَّدِين تبحثون عن أيّ اتجاهٍ للهرب من القنابل. أنا معكم، أنتنَّ الأمَّهات اللواتي تذرفن الدُّموع وتنظرن إلى أبنائكنَّ الَّذين ماتوا أو جُرِحوا، كما كانت مريم تنظر إلى يسوع ابنها. ومعكم، أنتم الصِّغار الَّذين تسكنون أراضي الشَّرق النَّبيلة، حيث مكائد الأقوياء تسلِبكم حقَّكم في اللَّعب. أنا معكم، أنتم الَّذين تخافون أن ترفعوا نظركم إلى العُلى، لأنَّ السَّماء تمطر نارًا. أنا معكم، أنتم الَّذين لا صوت لكم، لأنَّهم يتكلَّمون كثيرًا على خطط واستراتيجيّات، وينسُون وضع الَّذين يعانون من الحرب، وهي حرب يَجبُرُ الأقوياءُ غيرهم على خوضها. لكن هؤلاء ينتظرهم حُكمُ الله الَّذي لا مَرَدَّ له. أنا معكم، أنتم العطاش إلى السَّلام والعدل، الَّذين لا تستسلمون لمنطق الشَّرّ، وباسم يسوع “أَحِبُّوا أَعداءَكم وصَلُّوا مِن أَجلِ مُضطَهِديكُم”.