الاسد في الكرملين ونتنياهو في البيت الابيض .. أين لبنان؟

بري استقبل بوحبيب .. وجعجع على تصعيده الكلامي

بين موسكو وواشنطن انقسمت الاهتمامات المحلية والدولية امس. الاولى تستضيف “على الرحب والسعة” الرئيس السوري بشار الاسد ويستأنس نظيره فلاديمير بوتين برأيه “المهم” في ما خص تطور الاوضاع في المنطقة، آسفا لميلها نحو التصعيد. والثانية تحمل على الراحات والاكّف رئيس حكومة اسرائيل بنيامين نتنياهو، متغاضية عن اجرامه ومجازره،الا بقلة قليلة من شعبها اعترضت واحتجت على استقباله نتيجة ممارساته اللاانسانية، كانت نجمته من دون منازع على مدرّج الكونغرس، رشيدة طليب عضوة الكونغرس من المعسكر التقدمي، بارتدائها الكوفية وحمل لافتة “مجرم حرب”.

وما بين سوريا وروسيا واسرائيل والولايات المتحدة، يقبع لبنان في حال من الشلل مترقبا نتائج محادثات الاطراف الاربعة، علّه يتلمّس ما قد يفرج عن بصيص نور لحل ازماته السياسية والامنية، لكنّ الامل ضئيل وليس ما يُبشر بانفراج قريب.

اسرائيل جاهزة!

فغداة كلمة نتنياهو في الكونغرس الاميركي ومواصلته لقاءاته في الولايات المتحدة، استمر الوضع على حاله جنوبا، وتبادل جيش الاحتلال وحزب الله عمليات القصف .

وفي الاثناء، اعلنت كتلة “الوفاء للمقاومة” في بيان اثر اجتماعها الدوري “إن لبنان بما يتهدده من مخاطر وأضرار جراء استمرار العدوان على غزة والضفة وبقية الأراضي الفلسطينية معني بمواصلة جهوزيته وتضامنه مع المعتدى عليهم من شعبنا في فلسطين، وذلك بهدف الضغط من أجل وقف العدوان، وحماية السيادة الوطنية التي هي في عين استهداف العدو الصهيوني”. واشارت الى ان “الرهانات المعقودة على التوصل إلى صيغة مقبولة لوقف الحرب وإنهاء العدوان على غزة، ينبغي أن تبقى واقعية من دون مبالغات”.

بوحبيب عند بري

في الموازاة، استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبد الله بوحبيب حيث جرى عرض لتطورات الأوضاع العامة والمستجدات السياسية والميدانية.

وتابع الرئيس بري أيضاً الأوضاع العامة والمستجدات وشؤوناً تشريعية خلال إستقباله النائب محمد سليمان.

وبعد الظهر، إستقبل رئيس المجلس نائبة رئيس مجلس الوزراء وزيرة الدفاع السابقة زينة عكر.

ثلاثية جديدة

رئاسيا، قال رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، في بيان: أفصح الرئيس نبيه بري اليوم، عن مكنوناته كلها دفعة واحدة، بطرحه ثلاثية جديدة لانتخاب رئيس للجمهورية: “تشاور فتوافق فانتخاب”، وهذا يعني بوضوح تام تطيير الانتخابات الرئاسية بشكل عملي وفعلي وجعلها خطوة شكلية بعد التشاور والتوافق. إن هذا المنطق يشكل ضربا كاملا للدستور الذي ينص في مواده كلها التي تعنى بالانتخابات الرئاسية على الانتخابات فقط لا غير. اضاف: كما أن معادلة الرئيس بري الجديدة تحوِّل المجلس النيابي إلى “لويا جيرغا” بدلا من ان يكون مجلسا ينبض بالحياة وتجري الأمور فيه كما ينص الدستور وكما تجري في سائر برلمانات الكرة الارضية. لم ولن نألوَ جهدا من اجل اي تشاور يؤدي إلى انتخاب رئيس للجمهورية، وحاولنا كثيرا التوافق ضمن ما ينص عليه الدستور، وقد تبيّن، ويا للأسف، ان لا التشاور أدى إلى نتيجة، ولا التوافق بسبب التعطيل الممنهج، ومن هنا حتمية إجراء الانتخابات الرئاسية كما ينص عليها الدستور، وليس ربط إتمامها بتوافق مزعوم قوامه الفعلي موافقة الجميع على مرشح حزب الله. وفي الأحوال كافة، تذكرنا ثلاثية الرئيس بري الجديدة بالثلاثية القديمة “جيش وشعب ومقاومة”، والتي أدت إلى مصادرة دور الجيش الذي وحده يدافع عن لبنان، وأدت إلى تهجير الشعب الذي يعاني الأمرين من تغييب الدور الفعلي للدولة”.

الاستحقاق معطل

بدوره، نبّه النائب وليد البعريني إلى “الخطر الوجودي الذي يهدّد لبنان”، وأكد ا ان “الاستحقاق الرئاسي ما زال معطّلاً وانّ الطّبخة لم تنضج بعد، وذلك نتيجة عوامل عدّة منها الانقسام الداخلي الحادّ بين الافرقاء وانشغال الخارج بملفات أخرى”. وقال البعريني في حديث اذاعي “نأمل في ان يحمل الشهر المقبل خرقاً ما إذا نجحت المساعي في ابرام الهدنة في غزة”. وكشف عن تطوير مبادرة الإعتدال من دون الإعلان عن ذلك، معتبراً ان الكلام لن يأخذ شيئاً من الإيجابية. وردّاً على سؤال عن موقف الكتلة من دعوة نواب المعارضة لعقد جلسة للبحث في أوضاع الجنوب، أشار البعريني الى ان “الكتلة لم تُحدد موقفها بعد لأنّها تسعى لوقف الشّرخ الحاصل عبر لعب الدور الوسطيّ إزاء أيّ تحرّك”، مشدّداً على أولوية التلاقي مع الطرف الاخر لما لديه من دور وحضور ايضاً.

ارهاب

على صعيد آخر، وجهت وزارة العدل الأميركية تهمة “الإرهاب باسم حزب الله” للشاب الأميركي من أصول لبنانية هادي مطر الذي حاول قتل الكاتب الأميركي- البريطاني سلمان رشدي في ولاية نيويورك في آب 2022. وقالت الوزارة، في بيان، أن “هادي مطر بمحاولته قتل سلمان رشدي في نيويورك عام 2022، ارتكب عملًا إرهابًيا باسم حزب الله، المنظمة الإرهابية المرتبطة بالنظام الإيراني”. والشاب هادي مطر البالغ 26 عامًا يحاكم حاليًا أمام محكمة محلية في ولاية نيويورك، لكنه أصبح ملاحقًا على المستوى الفيدرالي بـ3 تهم بينها “دعم منظمة إرهابية أجنبية”، وفق وثيقة قضائية صادرة بتاريخ 17 تموز أعلنتها المحكمة الفيدرالية لغرب ولاية نيويورك الأربعاء.

التعليقات (0)
إضافة تعليق