نفذت الشرطة الأميركية اعتقالات جديدة في إطار حملة على الاحتجاجات المستمرة في العديد من الجامعات الأميركية رفضا للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وبالتزامن انضمت المزيد من الجامعات في أوروبا للحراك الطلابي.
وفي جامعة كاليفورنيا سان دييغو، فضت الشرطة مساء الاثنين مخيم احتجاج مؤيدا للفلسطينيين، واعتقلت 64 شخصا بينهم 40 طالبا.
من جهتها، أفادت الإذاعة التابعة لطلاب جامعة كاليفورنيا بلوس أنجلوس بأن شرطة الجامعة اعتقلت حوالي 40 شخصا اتهمتهم بالتجمع المخالف لحظر التجول.
وفي نيويورك، تمكن الطلبة المحتجين من إغلاق أحد أكبر شوارع المدينة بعد مظاهرة بدؤوها في جامعة هانتر الأهلية تضامنا مع غزة.
وفي جامعة ماساتشوستس للتكنولوجيا، حطّم الطلاب المحتجون حاجزا أقامته الإدارة في ساحة الاعتصام، وأعادوا دخولها من جديد رغم انتهاء مهلة حددتها لهم الإدارة وانتهت الاثنين.
ورفع المتظاهرون لافتات طالبوا فيها بوقف برامج التعاون بين جامعتهم والجيش الإسرائيلي. وكانت قوات الأمن قد عززت وجودها لفض الاعتصام بالقوة، في حين أنذرت رئيسة الجامعة الطلاب المعتصمين بالفصل النهائي والاعتقال في حال رفض أوامر فض الاعتصام وإخلاء الساحة. وكانت الاحتجاجات التي تندد بالحرب على غزة وتطالب بالمقاطعة الاقتصادية والأكاديمية لإسرائيل انطلقت قبل 3 أسابيع من جامعة كولومبيا وامتدت إلى نحو 40 جامعة أميركية، حيث نظم الطلاب اعتصامات، وقامت الشرطة بفض بعضها بالقوة.
وتعرض المحتجون المتعاطفون مع الفلسطينيين لاتهامات من جمهوريين وديمقراطيين على حد سواء بمعادة السامية والتعاطف مع حركة حماس، وواجهوا أحيانا مضايقات أو اعتداءات من مؤيدين لإسرائيل.
إجراءات وعقوبات
في غضون ذلك، ألغت جامعة كولومبيا حفل تخرج كان مقررا في 15 أيار الجاري، وقررت تنظيم فعاليات أصغر بدلا من ذلك.
وفي السياق، أعلن 13 قاضيا اتحاديا أميركيا عينهم الرئيس السابق دونالد ترامب رفضهم تعيين طلاب من كلية الحقوق أو الطلاب الجامعيين بجامعة كولومبيا، متهمين إدارة الجامعة بالتساهل مع المظاهرات التي قالوا إنها تنشر التعصب ومعاداة السامية.
من جانبه، قال رئيس جامعة هارفارد بولاية ماساتشوستس إنه سيحيل جميع الطلاب والعاملين المشاركين في الاعتصام الاحتجاجي إلى إجازة إجبارية.
كما قررت جامعة إيموري في مدينة أتلانتا بولاية جورجيا تغيير مكان حفل التخرج وإلغاء العديد من الفعاليات في ظل استمرار الاحتجاجات الرافضة للحرب على غزة. ولاحتواء الاحتجاجات، اعتمدت الجامعات الأميركية تكتيكات مختلفة بينها إلغاء حفلات التخرج أو نقلها لأماكن أخرى، ومنع أعداد من الطلاب المحتجين من اجتياز الامتحانات، والتهديد بطردهم واعتقالهم.
احتجاجات تتوسع
وفي أوروبا، انضمت جامعات جديدة إلى الحراك الطلابي الذي تشهده عدة دول رفضا للحرب الإسرائيلية على غزة.
ففي بريطانيا، بدأ طلبة جامعة كامبريدج اعتصاما للضغط على رئاسة الجامعة لوقف تعاملها مع مؤسسات وشركات وصفوها بالمتواطئة منذ عقود مع الاحتلال الإسرائيلي. كما بدأ ائتلاف من طلاب جامعة أوكسفورد البريطانية وأعضاء هيئتها التدريسية والعاملين فيها اعتصاما في حرم الجامعة مطالبين إدارتها بسحب استثماراتها من شركات يعتبرونها متواطئة في جرائم حرب إسرائيلية، كما دعوا إلى إنهاء الشراكات الأكاديمية مع إسرائيل.
كما أعلن طلاب محتجون في جامعة أدنبره بأسكتلندا إضرابا عن الطعام بهدف الضغط على إدارة جامعتهم لتحقيق مطالبهم وأهمها قطع العلاقات مع إسرائيل.
وفي هولندا، أقام الطلاب بجامعة أمستردام -التي تعد من أبرز جامعات البحوث في أوروبا- مخيما في الحرم للتضامن مع الفلسطينيين في غزة، بيد أن الشرطة تدخلت في وقت مبكر امس وأنهت الاعتصام واعتقلت نحو 125 من المشاركين فيه. وطالب المعتصمون بقطع العلاقات الأكاديمية والبحثية مع إسرائيل ووقف التعاون التجاري للجامعة مع شركاتها.
وفي إسبانيا، انتشرت مظاهرات تضامنية مع فلسطين بمختلف الجامعات في أقاليم الباسك ونافار وأراغون والأندلس وكاتالونيا. وأعلن طلاب جامعة الباسك ونافار أن الاحتجاجات ستستمر إلى أجل غير مسمى من خلال إقامة مخيمات كما حدث في فالنسيا.
وفي فرنسا، نظم طلاب من معهد العلوم السياسية (سيونس بو) في باريس الثلاثاء وقفة احتجاجية سلمية في شارع سان غيوم أمام مقر المؤسسة، قبل أن تتدخل عناصر الشرطة وتطلب منهم المغادرة، فيما اعتقلت طالبين اثنين وكبلت أيديهما. وفي بلجيكا، بدأ طلاب في جامعة غينت غربي البلاد اعتصاما في حرم المؤسسة للمطالبة بقطع العلاقات مع المؤسسات والمعاهد الإسرائيلية، وذلك بعد رفض الإدارة طلبا قدموه الأسبوع الماضي، وقال المنظمون إن الاعتصام سيستمر حتى تلبية مطالبهم.