كتب عوني الكعكي:
لا نبالغ عندما نقول: إنّ الاجتماع الذي سيحصل في معراب ودعا إليه قائد “القوات اللبنانية” لن يحقق طموحات القائد “الحكيم” لعدّة أسباب أهمها:
أولاً: لا يوجد حليف حقيقي لـ”القوات اللبنانية” اليوم على الساحة الوطنية اللبنانية، إلاّ نائب من بين خمسة نواب من طرابلس، حيث أسفرت الانتخابات عن تبعثر القوى السنّية في العاصمة الثانية، وجاءت النتيجة، كما يُقال، من “كل واد عصا”.
ثانياً: لا يوجد حليف لـ”القوات” على الساحة الوطنية من القوى المسيحية.. لأنه وللأسف الشديد فإنّ الساحة المارونية هي الأكثر “تبعثراً” بين القوى المسيحية كافة.
ثالثاً: موضوع الـ”1701” هو من أهم المواضيع التي تهمّ الوطن واستقلاله… ولكن يبقى السؤال… وهو من يعطّل تنفيذ الـ1701؟
رابعاً: نوجه هذا السؤال الى قائد “القوات اللبنانية”… هل يملك القوة التي تجبر إسرائيل على تنفيذ القرار 1701؟ فإذا كان لا يملك القدرة فسيكون المؤتمر إنشائياً فقط، أي بيان يضاف الى البيانات التي تصدر في الأمم المتحدة ولا تلتزم إسرائيل بها، ولا تريد تنفيذها.
خامساً: جزء من الـ”1701” يتعلق بسوريا.. وهنا لا بد من سؤال “الحكيم”: هل أصبحت علاقاته مع سوريا جيدة وتسمح له بالضغط عليها للحصول على الاعتراف بأنّ “مزارع شبعا” هي أراضٍ لبنانية؟ أم ان هناك تصوّراً عند الحكيم؟
سادساً: قبل الدخول في موضوع الحدود بين لبنان والعدو الاسرائيلي، نسأل القائد هل يملك أي تصوّر لأي حل؟ وإذا كان لديه تصوّر… فهل يملك القوة لتنفيذه؟
هذه بعض النقاط التي نتمنى أن يقرأها “الحكيم” قبل تضييع الوقت في مؤتمرات واجتماعات لا تقدّم ولا تؤخر…
من ناحية ثانية: أريد أن أكرر ما كتبته أمس، وهو ان هناك شغوراً في المراكز التالية:
أولاً: موقع رئاسة الجمهورية.
ثانياً: موقع حاكم مصرف لبنان.
ثالثاً: موقع قائد الجيش.
رابعاً: موقع في القضاء وهو رئيس المجلس الأعلى للقضاء.
خامساً: موقع مدير مخابرات الجيش.
كل هذه المواقع مارونية… فإذا كان القائد الدكتور سمير جعجع لا يستطيع أن يتفق مع “أهله”.. أي مع إخوانه الموارنة… فكيف يستطيع أن ينجز هذه الاستحقاقات المصيرية في تكوين “لبنان”؟
أكرّر، لفت الدكتور سمير جعجع أنه كمن يضيع وقته في مؤتمرات لا تغني ولا تفيد ولا تغفر له ما تنكّر له من مصالحات مسيحية – مسيحية، ومن مصالحة مع شركائه في الوطن، وأعني هنا أهل السنّة… خصوصاً ان أهل السنّة فقدوا أي أمل بالاتفاق مع الدكتور جعجع لأنه لا يلتزم باتفاقياته ولا يفرّقه عن “طفل الأنبوب” سوى “حفنة” واحدة من قلّة الوفاء والصدق.
وطالما نحن نتحدث عن الساحة المسيحية لا بد من أن نسأل الدكتور هذا السؤال: هل الزعيم سليمان فرنجية الذي مدّ له يد “المصالحة”، وقال له: “سامحتك على اغتيال والدي… ولكني لن أنسى…”، كان مقصّراً معه؟
انطلاقاً من ذلك، لماذا لا يتحالف مع أكبر زعيم مسيحي في الشمال ويضع يده بيده؟ وهنا سؤال لـ”الحكيم” أيضاً: ألا تظن يا حكيم ان الزعيم الوطني سليمان فرنجية، أفضل لك وللمسيحيين من “طفل الأنبوب”، ومن “اتفاق معراب” التي اتفقت من خلاله مع أكبر زعيم مسيحي تسبّب بأكبر مجزرة بحق المسيحيين؟ وأعني “حرب الإلغاء” و”حرب التحرير”. وهل يتذكر الدكتور ذلك؟؟؟
aounikaaki@elshark.com