اتفاق وقف النار قد يمدد إلى نيسان.. ماذا تنتظر إسرائيل لتنجز انسحابها؟

لارا يزبك

لا يزال الجيش الاسرائيلي يتصرف جنوبا وكأن اتفاق وقف النار بينه ولبنان او حزب الله بالاحرى، لم يبصر النور. يوميا، ينسف احياء ويغير على قرى ويدخل الى منازل ويفتّشها. اول امس مثلا، نفذت مسيرة اسرائيلية غارة على منطقة الرومية بين بيت ليف وياطر. وقام الجيش الاسرائيلي بعمليات تمشيط بالأسلحة الرشاشة للمناطق الممتدة بين ياطر وبيت ليف ورامية منذ الصباح. وكانت قوة اسرائيلية توغلت صباحا إلى داخل بلدة بيت ليف وقد شوهدت بالعين المجردة آليات الجيش الاسرائيلي على طريق البلدة بالقرب من خزان المياه ، فيما لم تغب الطائرات المسيرة والاستطلاعية والحربية عن سماء المنطقة لا سيما في القطاعين الغربي والأوسط .

حجة تل ابيب للمضي قدما في هذا السلوك وعدم الانسحاب من الاراضي اللبنانية، هي ان حزب الله لم ينسحب مع سلاحه الى شمالي الليطاني. وبحسب ما تقول مصادر سياسية مطلعة لـ”المركزية”، فإن الحزب ينتظر بدوره، الخروج الاسرائيلي للتراجع.

اما الجيش اللبناني، فأيضا، يريد ان ينسحب الجيش العبري وأن يتراجع الحزب نحو شمال النهر، كي يباشر انتشاره الفعلي. الكل ينتظر الكل اذا. وبما ان الدولة اللبنانية وقعت على الاتفاق، وبما ان الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم قرر إعطاءها فرصة من اجل تحرير اراضيها، فيجب عليها فورا ان تطلب من الحزب تسليم كل ترسانته ومواقعه جنوبا الى الجيش اللبناني والخروج منه، وبذلك، ينسحب الاسرائيلي وتدخل الشرعية اللبنانية كقوة عسكرية وحيدة جنوبا، علما ان هذا الامر يجب ان يسري ايضا على كل الاراضي اللبنانية، دائما وفق الاتفاق الذي وافق عليه لبنان الرسمي بالنيابة عن الحزب.

الخطير انه اذا لم يتحقق هذا السيناريو، فإن اوساطا عربية مطلعة تقول لـ”المركزية”، إن هناك امكانية لتمديد مهلة وقف النار والمحددة في الاتفاق بـ60 يوما، بحيث تُمدد حتى نيسان المقبل، اي ان الجيش الاسرائيلي سيبقى في لبنان الى ذلك الحين.

لكن وفق الاوساط، فإن تل ابيب لن تنفّذ الاتفاق وستبقى تماطل جنوبا، وتُبقي على جيشها في القرى الجنوبية، حتى وصول رئيس جديد للجمهورية وتشكيل حكومة كاملة الصلاحيات في لبنان، تعمل على ترسيم الحدود بين الجانبين، وتريد ان تطمئن الى ان في لبنان سلطات جدية في احترام وقف النار وتطبيق القرارات الدولية… فهذه الترتيبات تأتي في سياق مشروع السلام الشامل في الشرق الاوسط الذي تتطلع الى انجازه، الولايات المتحدة واسرائيل، تختم الاوساط.

 

التعليقات (0)
إضافة تعليق