بقلم المحامي
د. عبد الحميد الأحدب
الأزمة التي يتخبط فيها لبنان اليوم، هي ان حزب الله هُزِم، وهو يرفض هزيمته ويعتبرها انتصاراً!
والمشكلة انه عند وصولنا الى الإستحقاقات، فإن هزيمة حزب الله ستصطدم بالواقع مما يولّد المشاكل!
حزب الله كانت قوته من: 1- السلاح والمال الإيراني 2- دعم نظام الأسد له 3- دويلة راكبة على الدولة.
وبسقوط نظام بشار الأسد قُطِع على حزب الله طريق المال والسلاح الإيراني. لدى حزب الله مخزون من المال والسلاح ولكنه سينفذ طالما ان باب سوريا مقفل، وحينئذ سيواجه وفيق صفا الحقيقة المرة! ويواجه وفيق صفا الحقيقة المرة في أن الدويلة لم تعد قادرة عل الإستيلاء على الدولة، لأن الدولة صارت مضطرة بعد تحررها من نظام بشار الأسد، وبعد اتفاقية تنفيذ القرار 1701، صارت مضطرة ان تكون دولة، دون اي وصاية، لأن اميركا لها بالمرصاد، واذا حاولت ان تعود دويلة راكبة على الدولة فإن الحرب ستعود، والحرب هذه المرة ستكون اسرائيلية اميركية ودولية، واكبر دليل على أن الدولة قد تحررت من حزب الله، ما حصل في المطار مع الطائرة الإيرانية التي جاءت بالمال، فإذا بالمال يُصادَر ويُمنَع من دخوله الى حزب الله.
يحاول حزب الله ان يعوض في انتخابات الرئاسة، ولكن الرئيس الحليف من صنع حزب الله لم يعد له وجود!
فالمطلوب رئيس لإعادة اصلاح الدولة التي هُدِمت بكل مؤسساتها، ومطلوب اعادة الإعمار، والرئيس الحليف ليس هو القادر على الإصلاح، لأن الإنهيار جاء من تحالف حزب الله مع عون في حكم استمر عشر سنوات، والرئيس الحليف ليس من يؤمِّن اعادة الإعمار، والإعمار هذه المرة يحتاج لدولة منفتحة على العرب وعلى اميركا، تزيل حزب الله من الوجود، والا فلا اعادة اعمار.
وموضوع اعادة الإعمار له تأثيره على البيئة الشيعية المناصرة لحزب الله، والتي ستدفع ثمن وقف الإعمار بسبب حزب الله، واذ ذاك، وهنا بالذات يُصاب حزب الله بالضربة القاضية في تخلي بيئته عنه وانقلابها عليه، حين تجد انه صار عقبة امام عودتها الى الحياة!
حزب الله انهار وهُزِم وتمويله بالسلاح والمال توقف، وبيئته ذاهبة الى مخاصمته اذا تابع مسيرته وتحول الى عائق في وجه اعادة الإعمار!
الحقيقة المرة اقوى من وفيق صفا ومن نعيم قاسم، فقوة حزب الله كانت في نظام الأسد وفي طريق السلاح والمال من ايران وفي مساندة بيئته الشيعية له، وقد انهارت هذه القوة مع سقوطه في الحرب التي زعم لبيئته انه قادر على حمايتها وحده فإذا هو الذي جاء لها بالخراب.
إنكار حزب الله لهزيمته سيزيد من وقع الهزيمة، وآخر ما بقي له اطلالته التلفزيونية، وهذه آخر ما ستسقط له من ظواهر الوجود.
اذا سلّم حزب الله بالهزيمة في أول الطريق فإنه سيخرج بأمان، اما اذا عاند الى نهاية الطريق وحين تأتي الإستحقاقات التي بدأت تطل، اذ ذاك، فإن الهزيمة مرّة وفيها كثير من الإذلال.
والأيام بيننا!!
د. عبد الحميد الأحدب