لارا يزبك
في اعقاب جلسة مجلس النواب اول امس، قال عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب حسن فضل الله “شعبنا وأهلنا عادوا مرفوعي الرأس إلى قراهم وكتلتنا جاءت لتقوم بما عليها ولتأكيد التمسك بالجيش الذي قدّم دماءً وكان إلى جانب أهلنا”. ودعا فضل الله إلى “تسليح جيش دفاعي حقيقي”، لافتاً إلى أنّ “المشكلة لم تكن يوماً من الجيش بل من الدول المسؤولة عن تسليحه، ويجب أن يكون لدينا قرار وطني بدولة قويّة وبجيش لديه أحدث الأسلحة للتصدّي لأي خرق إسرائيلي”، مؤكّداً أنّه “لن يكون هناك أيّ مشكلة بين المقاومة والجيش بل تعاون، ونحن نريد أن تبسط الدولة سلطتها في كلّ مكان وأن تُدافع عن أرضها”.
واذ اعلن “اننا نعيش مرحلة جديدة وسنطبّق الإجراءات التي اتّفق عليها، وللبنان والمقاومة حقّ الدفاع عن النفس وشباب المقاومة موجودون بالجنوب، وعتادنا ننقله إلى الجنوب في وقت الحرب أمّا في الأيّام العاديّة فليس لدينا قواعد عسكريّة”. قال فضل الله “قرار الحرب بيد العدو الإسرائيلي وسنقاومه عندما يعتدي علينا ونريد للجيش أن يتصدّى له لكن لا إمكانات لديه”، مشدّداً على أنّه “من حقّنا الطبيعي أن نقاوم في حال اعتدت إسرائيل علينا، وقيادة الحزب تعمل لمصلحة لبنان وسماحة السيد راضٍ عمّا حدث اليوم”.
اما الاربعاء، وغداة اقرار وقف النار، فقال وزير العمل في حكومة تصريف الأعمال مصطفى بيرم وهو من وزراء الحزب، في حديث تلفزيوني “حق الدفاع عن النفس مشروع للبنان ولإسرائيل وإذا تحرّك رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو، فنحن سنردّ والمقاومة هي ردّة فعل على الاحتلال”… كما نقلت أ ف ب عن النائب فضل الله قوله: نحن مقاومة سرية ولا سلاح ظاهرا أو قواعد لنا في جنوب لبنان ولا أحد يستطيع إخراج أبناء الحزب من قراهم جنوب الليطاني. وقال في حديث تلفزيوني: لنا حق الدفاع عن النفس إذا اعتدى علينا وبلدنا “مش سايب و2 كلم ما قدر العدو يحتلّ.
اما في جلسة مجلس الوزراء التي عقدت الاربعاء ايضا، فسجلت جملة انتقادات وجهها وزراء الحزب الى قائد الجيش العماد جوزيف عون كما طالبوا بخروجه من الجلسة بعد ان انتهى النقاش في الشق التقني من اتفاق وقف النار.
كل هذه المعطيات، تدل بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”، على ان الحزب يرسل اشارات متناقضة في ما خص تقيده بتطبيق القرار 1701، وايضا في ما خص التعامل مع المؤسسة العسكرية. من جهة، يعلن نوابه التزامهم بنود الاتفاق، ومن جهة ثانية يعلنون ان لديهم الحق في التحرك اذا اعتدى “الاسرائيلي”، علما ان هذا الحق، وفق الاتفاق، هو للدولة اللبنانية وليس للحزب، خاصة ان اي سلاح يملكه الاخير، ممنوعٌ وجودُه جنوبي الليطاني، فعن اي حق بالرد يتحدث الحزب اليوم؟! ايضا هو يتحدث عن تعاون مع الجيش، ويمدد للعماد عون، في وقت يوجّه سهامه الى هذا الجيش ويعتبره أعجز من الدفاع عن لبنان.
فهل يتحدث عن استنفاره العسكري المستمر، من اجل شارعه وشد عصبه؟ ام انه فعلا لن يبدّل شيئا على الارض وسينفّذ “نظريا” الـ1701، ويخرقه “عمليا”، كما فعل منذ العام 2006 وصولا الى اليوم، ليفتح من جديد ابواب جهنم على لبنان واللبنانيين؟