الشرق – تسارعت التطورات العسكرية امس في شكل دراماتيكي على الجبهة الجنوبية للبنان والشمالية لإسرائيل، وفي العمق اللبناني من دون ان تتدحرج الى الحرب المفتوحة الى الان، فأطلقت صواريخ بالمئات من المقاومة الاسلامية على الاراضي المحتلة، مقابل استهداف الجيش الإسرائيلي العديد من منصات إطلاق الصواريخ التابعة للمقاومة في الجنوب ثم غارة بمقاتلات للعدو على مبان سكنية في الضاحية الجنوبية لبيروت اوقعت عشرات الضحايا والجرحى.
فقد دوى انفجار في منطقة الجاموس في الضاحية الجنوبية بعد ظهر امس، تبيّن أنه ناجم عن غارة اسرائيلية استهدفت مبنى في شارع الجاموس في منطقة الرويس بالقرب من «مجمع القائم» ما ادى في حصيلة اولية الى سقوط ٩ قتلى و٥٩ جريحا، تبين ان المستهدف الاساسي فيها هو ابراهيم عقيل القيادي في حزب الله، وقد هرعت سيارات الاسعاف الى المكان المستهدف، وتصاعدت أعمدة الدخان في سماء المنطقة.
وأفيد أن العاملين في الدفاع المدني والصليب الأحمر والمسعفين الموجودين في مكان الغارة الاسرائيلية في الضاحية الجنوبية، طلبوا من الاهالي عدم التوجه إلى مكان الغارة واخلاء الطرق وعدم التجمع، افساحا في المجال أمام عمليات الانقاذ. كما طلب المسعفون والعاملون في عمليات الإنقاذ، التي تجري في موقع الغارة في محلة الجاموس في الضاحية الجنوبية، من المواطنين من ذوي فئة الدم «سلبي»، التوجه الى مستشفيات الضاحية للتبرع بالدم.
وأعلن الدفاع المدني أنه على اثر انهيار مبنيين سكنيين في محلة الجاموس بضاحية بيروت الجنوبية توجهت فرق البحث والإنقاذ المتخصصة لدى المديرية العامة للدفاع المدني، من مراكز متعددة، الى الموقع وباشر العناصر تنفيذ عمليات المسح الميداني الشامل بحثا عن المفقودين تحت الانقاض.
ولاحقًا، أعلن الإعلام الإسرائيلي عن أن المستهدف هو إبراهيم عقيل وهو قائد منظومة العمليات الخاصة في حزب الله وعضو المجلس الجهادي في الحزب وهو رقم 3 وأصبح رقم 2 لانه عيّن مكان فؤاد شكر.
وذكرت القناة 12 الإسرائيلية أن هناك شخصيات أخرى استهدفت إلى جانب إبراهيم عقيل في ضاحية بيروت، والتي كانت قد أعلنت أن اجتماعًا كان يعقد في المبنى المستهدف بين مسؤولين كبار فلسطينيين ومن حزب الله.
فيما نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مصدر مقرب من حزب الله تأكيده مقتل قائد قوة الرضوان في حزب الله في الغارة الإسرائيلية.
في الأثناء، نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مسؤول إسرائيلي أنه لا توجد خطوط حمراء حالياً والهدف هو ملاحقة حزب الله.
من جهة ثانية، تواصل القصف الاسرائيلي امس مستهدفاً القرى والبلدات الجنوبية، وفي هذا الإطار، تعرّضت بلدة بيت ليف لقصف مدفعي اسرائيلي أدّى الى استشهاد عنصر من «المقاومة»، وهو يوسف محمد السيد «نينوى» مواليد عام 2003 من بلدة بيت ليف، الذي نعاه «الحزب» لاحقاً. وتعرضت بلدة عيتا الشعب لقصف مدفعي إسرائيلي متقطع، في وقت قام الجيش الاسرائيلي بعملية تمشيط من مرابضه في الجليل الغربي لأطراف بلدة علما الشعب بالأسلحة الرشاشة الثقيلة، وسط تحليق مكثف للطيران الاستطلاعي والمسير في اجواء ألجنوب، لا سيما فوق الساحل الممتد من المنصوري حتى سواحل صور جنوبا وشمالا.
وجدد الطيران الحربي الاسرائيلي غاراته مستهدفاً منطقة المرج الشمالي في بلدة ميس الجبل واطراف العديسة- كفركلا و بلدة الطيبة. كما تعرض وادي زبقين في القطاع الغربي لقصف مدفعي اسرائيلي.
ونفذ الطيران الحربي الاسرائيلي عدوانا جويا حيث نفذ غارات مستهدفا بلدتي عيترون ويارون وحانين وعيتا الشعب في قضاء بنت جبيل.
كما تعرضت على أطراف بلدة كفرشوبا لقصف مدفعي إسرائيلي، واستهدف قصف بمدفعية الميركافا منزلا في بلدة كفرشوبا.
كما أعلنت «المقاومة» في بيان ان مجاهدي المقاومة الاسلامية استهدفوا نقطة تموضع لجنود العدو الإسرائيلي في موقع المطلة بصاروخ موجه واصابوها إصابة مباشرة. كما استهدفوا أيضاً القاعدة الأساسية للدفاع الجوي الصاروخي التابع لقيادة المنطقة الشمالية في ثكنة بيريا بصليات من صواريخ الكاتيوشا. كذلك، استهدفوا المقر المستحدث للفرقة 91 في اييليت هشاحر بصلية من صواريخ الكاتيوشا، وأعلنت المقاومة في بيان أنها استهدفت مقر قيادة الفيلق الشمالي في قاعدة عين زيتيم بصليات من صواريخ الكاتيوشا،كما واستهدف مقر الاستخبارات الرئيسية في المنطقة الشمالية المسؤولة عن الاغتيالات في قاعدة ميشار بصليات من صواريخ الكاتيوشا.
ونعى «حزب الله» في بيان العنصر علي حسن الزين «رضا» مواليد عام 1996 من بلدة قبريخا في جنوب لبنان.
أيضا، نعى الإعلام الحربي في «المقاومة»، علي صبحي منصور «كربلاء» مواليد عام 1985 من بلدة الطيبة في جنوب لبنان، وحسين حسن فقيه «ساجد» مواليد عام 1996 من بلدة رب ثلاثين في جنوب لبنان.
في المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل جنديين وإصابة تسعة آخرين في هجمات شنها «حزب الله» على الحدود مع لبنان.
وبحسب بيان الجيش، وقعت باقي الإصابات في انفجار مسيرات استهدفت منطقة الجليل الغربي، كما اُطلق 60 صاروخا في الرشقات الأخيرة على الجليل الأعلى والجولان عن غارة إسرائيلية استهدفت بلدة العديسة سبقتها غارة أخرى على بلدة الطيبة جنوب لبنان، كما سقطت صواريخ في محيط قاعدة ميرون الجوية شمال إسرائيل، وكانت وسائل إعلام إسرائيلية أشارت صباحاً الى سقوط صاروخَين على الأقل في مستوطنة المطلّة أطلقا من جنوب لبنان باتجاه إصبع الجليل على الحدود مع لبنان.