كتب عوني الكعكي:
هذا القول ينطبق على إسرائيل بشكل كبير، إذ ان تاريخ إسرائيل في تركيب أفلام الاغتيالات والجرائم التي ترتكبها وتريد أن تُلْبسها لغيرها من أجل القيام بأعمال عسكرية ومجازر لأعدائها كثيرة ومتنوعة، وهي بارعة جداً في «فبركتها».
فلو عدنا الى تدمير سفينة التجسّس الاميركية Liberty إذ كان السبب أن أميركا لم تكن تؤيّد الاجتياح الإسرائيلي عام 1967 في حرب إسرائيلية ضد العرب. يومذاك كي تحتل إسرائيل الضفة الغربية وقطاع غزة، كما ذكرنا، قصفوا السفينة الاميركية كي لا تعرف أميركا أين وصلت القوات الاسرائيلية.
الحادث الثاني عام 1982 وهي محاولة اغتيال سفير إسرائيل في لندن واسمه شلومو آرغون في 1982/6/3. وكان ذلك لإيجاد ذريعة، حيث قامت بحرب 1982/6/5 لاجتياح لبنان بحجة القضاء على الارهاب، وكان ذلك ضد المقاومة الفلسطينية في لبنان، وكما نعلم فإن إسرائيل دخلت في حرب مع لبنان واجتاحت بعض أراضيه وتمكنت من الوصول الى مشارف بيروت حيث بقيت بيروت محاصرة لمدة 100 يوم، وللتاريخ يُقال إنّ عدد القنابل والصواريخ التي انهالت على بيروت من الجو والبحر ومن محيط قصر بعبدا، حيث كانت القوات الاسرائيلية، على ذمة الراوي هناك، أكثر مما انهال على برلين في الحرب العالمية الثانية.
وبالفعل، فإنّ إسرائيل وبعد اتفاق خروج قوات المقاومة الفلسطينية بقيادة القائد ياسر عرفات (أبو عمار) الذي انتقل بالباخرة مع رفاقه الى تونس.
وهذا مثال آخر على ان إسرائيل عندما تريد أن تقوم بأعمال إجرامية بغية ارتكاب مجازر، فإنها «تختلق» عملية اعتداء عليها وتأخذها حجة لارتكاب جرائمها المشهورة بها تاريخياً بدءاً بمذبحة بلدة الشيخ عام 1947، ودير ياسين 1948، وقرية أبو شوشة 1948، والطنطورة 1948، وكفرقاسم 1956، وخان يونس 1956 وغيرها.
إسرائيل اليوم في حيرة من أمرها وأمام حائط مسدود، إذ ليس هناك من حلّ في الأفق خصوصاً أن فشلها العسكري بالقضاء على «حماس» بعد 10 أشهر من قصف صاروخي ومدفعي واستعمال جميع أنواع وسائل العنف ضد الشعب الجبار، الذي يستحق أن يُشاد به، لم تتقدم إسرائيل خطوة واحدة.
وهذه المرّة الأولى في التاريخ التي تواجه إسرائيل مثل هذه الحرب، حيث كانت معتادة على حسم أي معركة خلال أيام ولمصلحتها بالتأكيد.
اما اليوم، فإنّ الجيش الاسرائيلي محبط ومعنوياته منهارة «في الارض».. وأصابته حال من التذمّر والغضب، لأنّ ذلك الجيش فشل تماماً، وعبثاً يحاول رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو إنقاذ الموقف رغم ذهابه الى أميركا للحصول على السلاح والمال، ولكن كل هذا لن ينفعه، لأنّ إرادة صمود القادة التاريخيين مثل يحيى السنوار والقائد محمد الضيف، يساندهما شعب الجبابرة، هذا الشعب الذي لا يهاب الموت والذي يضحي كل ثانية بأرواح بنيه في سبيل العزة والكرامة، والأهم استرجاع أرضه وبلده المحتل.
من ناحية ثانية، أمام هذه الحرب التي أصبحنا اليوم في شهرها العاشر لا بدّ أن ننظر الى الأمور التالية:
أولاً: حققت جبهة المساندة من خلال حزب الله في لبنان عدّة أهداف: أهمها تهجير 80 ألف مواطن إسرائيلي من شمال فلسطين المحتلة ولأوّل مرّة في التاريخ.
ثانياً: حقق الحزب معادلة جنوب لبنان مقابل الجولان.
ثالثاً: إذا فكّر العدو الاسرائيلي بالاعتداء على بيروت فسيكون الرد على حيفا ويافا وتل أبيب، وسيكون الرد عنيفاً وقوياً ولن تستطيع إسرائيل أن تتحمّله.
لذلك، فكل هذه «الهمروجة» والتهديدات والوعيد ستظل على وتيرة الحرب نفسها، ولن تستطيع إسرائيل أن ترتكب أي حماقة لأنها تعلم ماذا ينتظرها…
أخيراً، هذا لا يعني ان علينا أن ننام على حرير، لأنّ العدو الاسرائيلي ماكر وغادر ولا أحد يعلم متى يستغل الظروف.
على كل حال، اليوم هناك شعوب عربية استيقظت وسوف تعلّم العدو الاسرائيلي دروساً لن ينساها.