أميرة الأميرات في ذمة الله

غيّب الموت الأميرة منى الابنة الثالثة للزعيم الوطني الكبير الشهيد رياض الصلح… الأولى رحمة الله عليها، كانت أكبر كاتبة وصحافية لبنانية وعربية، وهي السيدة علياء… والثانية أطال الله في عمرها الأميرة لميا المتزوجة من شقيق الملك المغربي الراحل الأمير مولاي عبدالله وعم الملك الحالي محمد السادس بن الحسين… والرابعة هي السيدة بهية المتزوجة من المغفور له المرحوم النائب والسفير سعيد الأسعد… والخامسة الوزيرة والسيدة ليلى المتزوجة من المرحوم الوزير ماجد حمادة، وهي التي تدير شؤون مؤسسة الوليد بن طلال الإنسانية والخيرية، وهي لم تترك جمعية خيرية إلا وغمرتها بعطفها وساعدتها، فكانت بحق رائدة العمل الإنساني ورمز العطاء والمحبة ومساعدة الفقراء والمحتاجين.
يكفي أن يكون زوج الفقيدة الكبيرة الأمير طلال ابن الملك عبد العزيز مؤسس المملكة العربية السعودية، وأولادها الأمير الوليد بن طلال الذي وصلت سمعته وعطاءاته الى جميع بلاد العالم… والذي يعتبر من أكبر الأغنياء في العالم مالياً وأخلاقياً… والجدير ذكره هنا أن الأمير الوليد جمع ثروته بعرق جبينه وذكائه وعمله الدؤوب.
عندي ذكريات جميلة مع الراحلة الأميرة منى، لأنها كانت تقيم على شرفي كلما ذهبت الى المملكة دعوة عشاء، وكنا نتبادل أجمل الأحاديث، وكنت بالفعل من أشد المعجبين بتفكير تلك الأميرة وبذكائها ورجاحة عقلها.
أخيراً، الموت حق.. وكل نفس ذائقة الموت.. ويكفيها أنها عاشت حياة جميلة تكللت بالعز وأعمال الخير ومحبة الناس.
عزائي الكبير أولاً الى الأمير الصديق الوليد بن طلال وشقيقه الأمير «الشقي» الأمير خالد رمز الرجولة والعنفوان والكرم والأخلاق… وإلى شقيقات الأميرة اللواتي تربطني بهن جميعاً صداقات هنّ والعائلة، خصوصاً أن زوجتي من عائلة الصلح.
كما أطلب من العلي القدير أن يدخل الفقيدة الغالية الأميرة منى في رحمته ويسكنها فسيح جناته…
وإنّا للّه وإنّا إليه راجعون.
عوني الكعكي

التعليقات (0)
إضافة تعليق