بقلم عماد الدين أديب
مارس نتنياهو في خطابه أمام الجلسة الخاصة للكونغرس ومجلس النواب، مساء أمس، أكبر قدر من الكذب والخداع والتزوير السياسي.
فعل الرجل ذلك، متجاهلاً عقول وذاكرة ووقائع التاريخ الغريب منذ 7 أكتوبر الماضي حتى تاريخه.
ادعى نتنياهو أن حكومته وإدارته وجيشه، لم يتسببوا في تجويع الشعب الفلسطيني في غزة.
وادعى أن جيشه سمح بإدخال 40 ألف شاحنة طعام، ومساعدات من خلال معبر كرم أبو سالم.
وادعى الرجل أن الطعام كان متوفراً، وأنه لم يصل للجوعى الفلسطينيين، لأن «حماس» كانت تستولي عليه!
الادعاء الثاني، أن جيشه لم يقم بقتل المدنيين في غزة، وأن جيشه هو أكثر الجيوش أخلاقية في الالتزام بقواعد الحروب في الدنيا.
ولم يأتِ الرجل على ذكر 40 ألف شهيد مدني، معظمهم من الأطفال والنساء والشيوخ، ولم يأتِ على ذلك كيف أصيب أكثر من 120 ألف مدني، وكيف فُقد 20 ألفاً تحت الأنقاض، وكيف تم هدم 80 % من البنية العمرانية لقطاع غزة.
واتهم نتنياهو المحكمة الجنائية الدولية بالانحياز ضد إسرائيل، وتوجيه ادعاءات ظالمة لها.
وركز الرجل على المعركة التي تخوضها إسرائيل نيابة عن العالم المتحضر في الغرب، هي معركة ضد التخلف والإرهاب، الذي تدعمه إيران، على حد وصفه.
لم يذكر الرجل كلمة واحدة عن تسوية أو حل الدولتين.
ركز نتنياهو على أنه يحارب أعواماً ضد السامية!
بمنطق نتنياهو، إسرائيل لم تقتل ولم تجرح ولم تعتدِ، وهي ضحية إرهاب متخلف، لذلك هي تحارب بأنيابها دفاعاً عن الولايات المتحدة!
ولا حرف ذكره نتنياهو عن معضلة الاستيطان، واعتباره حقاً لها، وأن وجود المستوطنين في الضفة وغزة غير شرعي، وفق القانون الدولي.
ولم يُشر نتنياهو لدور حكومته في مسألة تسليح المستوطنين ببنادق آلية ومدافع رشاشة، مجانية من الجيش الإسرائيلي، وقيام هذا الجيش بحماية المستوطنين في عمليات التعدي على ممتلكات وأراضي وزراعات الفلسطينيين، أصحاب الأرض.
ولم يُشر نتنياهو الذي يتغنى ليل نهار بمسألة معاداة السامية، بتصريحات بن غافير منذ ساعات، بالسماح لليهود بالصلاة في أي وقت داخل المسجد الأقصى!
حدث ذلك كله، وجمهور مجلسي الشيوخ والنواب، يصفق تصفيقاً حاراً!.
عماد الدين أديب