هل يحمل هوكشتاين حلاً ما لتجنّب الحرب؟

اتصال بريطاني بميقاتي: إنها لحظة حاسمة

وقت كان الجميع في الاقليم والداخل يترقبون رد ايران وحزب الله وطبيعتهما التي قد تحدد مصير المنطقة حربا او تسوية، تحوّل الترقّب في بيروت الى زيارة الموفد الاميركي آموس هوكشتاين المتوقعة اليوم، لتلمس ما اذا كان يحمل اقتراحا او طرحا جديدا لسحب فتيل الازمة النارية، هو الآتي من اسرائيل، حيث يفترض انه نقل رسالة من الادارة الاميركية للاحتكام الى العقل والمنطق، عشية انطلاق المفاوضات لوقف النار، وحملَ جواباً الى لبنان يبلغه اليوم الى الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي ، والا وخلاف ذلك، تبقى زيارته من دون طائل.
الاطفائية الاميركية المتنقلة بين عواصم المنطقة، ولا سيما تل ابيب وبيروت، قد تدوزن الردين الايراني ومن جانب حزب الله، بحيث تذهب التوقعات الى ان يأتيا على شكل ضربات تستهدف مصالح اسرائيل في الخارج تزامناً، فتبدّل في المعايير القائمة وتستتبع بمفاوضات قد تنتهي بالموافقة على مقترح بايدن ووقف النار لمدة 6 اسابيع قابلة للتمديد الى حين انجاز الانتخابات الاميركية، وتحديد طبيعة المرحلة المقبلة.
رسالة هوكشتاين
الموفد الأميركي وصل امس إلى تل أبيب في جولة مباحثات جديدة لخفض التصعيد، على أن يصل اليوم الأربعاء إلى لبنان حيث يلتقي بري وميقاتي وايضا قائد الجيش العماد جوزيف عون. واشارت معلومات صحافية الى ان الديبلوماسي الاميركي يحمل رسالة صارمة إلى المسؤولين الاسرائيليين والمسؤولين اللبنانيين مفادها أن «لا مجال للمناورة والحرب ستؤذي الطرفين وإن لم تذهبوا اليوم للتفاوض فذلك سيكلفكم الكثير من الدماء والدمار وفي النهاية كلّ حرب تنتهي بالتفاوض فلتذهبوا اليوم إلى المفاوضات بدل تكبيد البلدين دماراً إضافيًّا». من جهتها، قالت وكالة تسنيم الايرانية نقلا عن مصادر لبنانية: هوكشتاين يعود إلى بيروت في محاولة لمنع حزب الله من الرد على إسرائيل ولا يحمل أي حل للأزمة.
لحظة حاسمة
ليس بعيدا من مساعي العواصم الكبرى للجم التصعيد، تلقى رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي إتصالا من وزير خارجية بريطانيا ديفيد لامي تم خلاله البحث في العلاقات بين لبنان وبريطانيا والوضع في لبنان والمنطقة. وفي خلال الاتصال قال الوزير البريطاني: «إنها لحظة حاسمة بالنسبة للاستقرار في الشرق الأوسط، ولا يمكن أن يكون هناك المزيد من التأخير، بل يجب أن يتوقف القتال الآن». وشدد «على ضرورة قيام كل الأطراف بتهدئة الوضع بشكل عاجل وفوري». وقد شكر رئيس الحكومة الوزير البريطاني «على اهتمام الحكومة البريطانية الدائم بلبنان وحرصها على حفظ الاستقرار فيه».
واجبات المجتمع الدولي
وفي انتظار ما اذا كانت هذه المساعي ستنجح ام لا، واصل ميقاتي عقد سلسلة اجتماعات في السراي، في اطار متابعة خطة الطوارئ التي اعدتها الحكومة. وشدد رئيس الحكومة خلال الاجتماعات «على ان الهم الاوحد الذي يجمع اللبنانيين في هذه المرحلة، هو مواجهة التهديدات الاسرائيلية المستجدة والعدوان المستمر على لبنان منذ اشهر». وأكد رئيس الحكومة، وجوب قيام المجتمع الدولي والهيئات والمنظمات الدولية بواجبهم تجاه لبنان ودعمه في هذه الظروف الصعبة، خصوصا وأنه يرزح تحت اعباء كبيرة جدا بفعل النزوح السوري». وقال «ان العدوان والتهديدات الاسرائيلية يجب ان يشكلا حافزا اضافيا واساسيا للتضامن بين اللبنانيين وعدم فتح سجالات جانبية ليس اوانها حاليا»، مشيدا «بالمبادرات الاهلية لاستقبال اللبنانيين النازحين». واكد «ان مجلس الوزراء سيناقش غدا بشكل مفصل التدابير والاجراءات المتعلقة بخطة الطوارئ الوطنية، وملف النازحين السوريين». وكانت الامانة العامة لمجلس الوزراء وزعت اليوم ملحقا اضافيا لجدول اعمال جلسة مجلس الوزراء عند التاسعة والنصف من قبل ظهر اليوم.
خطة الطوارئ
ايضا، اجتمع الرئيس ميقاتي، في حضور منسق لجنة الطوارئ الوطنية الوزير ناصر ياسين، مع منسق الامم المتحدة في لبنان للشؤون الأنسانية عمران ريزا. وقال الوزير ياسين «ان الاجتماع كان لمتابعة موضوع المساعدات من قبل المنظمات الدولية للبنان، لمواكبة العمل الحكومي على ان تعقد اجتماعات لاحقة مع عدد من ممثلي الدول المانحة».
ثناء اشتراكي
واستقبل رئيس الحكومة عضو اللقاء الديمقراطي النائب وائل أبو فاعور الذي قال بعد اللقاء «اريد الثناء على كل ما يقوم به الرئيس ميقاتي بالشراكة الكاملة مع الرئيس نبيه بري، خلال حملة الإتصالات الديبلوماسية والدولية التي يقومان بها لأجل درء الاهوال وتفادي الاسوأ. فلبنان يقوم بحملة اتصالات ديبلوماسية وسياسية كبيرة جدا الهدف منها تفادي اندلاع حرب، وهذه الاتصالات بعضها يجري على المستوى الدولي، وايضا هناك توقعات لزوار ومبادرات قد تأتي من الخارج نأمل ان تقود هذه المبادرات الى خفض التوتر. وفي النهاية فان الحل النهائي هو وقف اطلاق النار في غزة، واذا ما حصل وقف لاطلاق النار هناك فهذا يقود الامور في المنطقة بشكل عام الى تخفيف التوتر ولجم الاندفاعة الاسرائيلية نحو الحرب».

 

التعليقات (0)
إضافة تعليق