بقلم وليد الحسيني
2728، قرار جديد صدر عن مجلس الأمن، ضمته إسرائيل إلى مزبلتها التاريخية العامرة بالقرارات الأممية.
فرحت مجموعتنا العربية الرسمية في نيويورك، بتوافق خماسي الفيتو، مع باقي الدول العشر الخرساء، التي أصواتها بلا صوت… والتي نعمها مثل لائها… فهي لا تقدم ولا تؤخر… إنها مجرد عدد لا يعتدّ به.
القرار الذي أدهش العرب، وصفقت له حماس، قرر وقف إطلاق النار طيلة بقايا رمضان.
وقبل أن نزيّن أروقة مجلس الأمن بقناديل رمضان، ابتهاجاً بالإفطار بعد صيام، فرضته أربعة «فيتوات» أميركية، وجدنا أنفسنا «نفطر على بصلة».
لم تتوقف إسرائيل عن القتل… ولم تتحمل أميركا خيبة أمل نتنياهو بالدعم الأميركي.
وفي سرعة، تفوق سرعة صوت بايدن بحماية المدنيين في رفح… وبتوفير الهدوء على الجبهة اللبنانية، أرسلت واشنطن 2500 قنبلة، كل واحدة منها تكفي لتدمير بنايات فوق ساكنيها… وطائرات F35، وهي أحدث وأخطر ما وصلت إليه تكنولوجيا الطيران العسكري.
وبعد هذا، وبالأصح بعد كل هذا، يتحدث أغبياء المحللين، عندنا، وفي بلاد مراكز الدراسات الإستراتيجية في الغرب، العالم بأسرار العالم، عن خلاف أميركي إسرائيلي.
بايدن، الرئيس الزهايمري، يتذكر، أو يذكّرونه، بأن يبيع كلمنجية العرب كلاماً، وبأن يَعدّ لإسرائيل ما تملكه مخازنه من قوة وعتاد وعدة.
أقنعوه، وهو الفاقد للإدراك، أن الناخب الأميركي من أصول عربية وإسلامية وإفريقية، يكتفي بأن يأخذ من طرف لسان الرئيس حلاوة، في حين أن اللوبي الصهيوني، وهو الناخب الأكبر، لا تهمه الأقوال… فهل يجرؤ بايدن على التقصير في فعل ما تريده إسرائيل من أفعال؟.
هو لن يفعل… حتى لو انفعل ضده عرب الموت السريري.
ترى لماذا حماس متحمسة لوقف إطلاق النار؟.
لماذا، وإسرائيل، وفق ما يبلغنا «أبو عبيدة»، مهزومة؟.
فهي في حرب السبعة شهور، والمتجهة إلى المزيد، لم تحقق أياً من أهدافها الثلاثة.
هي لم تدمر حماس، ولا أطلقت أسراها، ولا اغتالت السينوار والضيف.
هل تعبت، أم تعب الغزاويون منها ومن دفن شهداء تجاوزوا الثلاثين ألفاً؟.
كيف يمكن لها أن تتباهى بشرطها إطلاق 400 سجين فلسطيني، وبعد «طوفانها»، طافت سجون إسرائيل بأكثر من 7000 معتقل من فلسطينيي الضفة والقطاع؟.
وماذا لو تمّ لها وقف إطلاق النار، واشتعلت جبهة لبنان؟.
من سيرد لنا الجميل ويساندنا ويشغل ألوية جيش العدو وطيرانه ودباباته عن جنوبنا المشتعل؟.
هل ستتخلى عنا حماس، ونحن الذين تخلينا عن أمننا عندما دعتنا وحدة الساحات إلى فتح ساحتنا؟.
لا شك أن السيد يكظم غيظه… فهو لا يستطيع الرد، كما يشتهي، وكما وعدنا وتوعدهم… فإيران تخشى من حرب مفتوحة، يفقد بسببها حزب الله حاضتنه الشعبية وقوته الصاروخية.
وهنا تحضرني نكتة قديمة، تحوّلت إلى حقيقة معاصرة.
تقول النكتة أن سفينة مزدحمة بركابها تعرضت لخطر الغرق… فطلب القبطان من بعض الركاب التضحية.
تقدم الألماني وصرخ تحيا ألمانيا وألقى بنفسه في البحر.
تقدم الفرنسي وصرخ تحيا فرنسا وألقى بنفسه في البحر.
تقدم البريطاني وصرخ تحيا بريطانيا وألقى بالهندي في البحر.
أما وقد تحولت النكتة إلى حقيقة فإن الإيراني صرخ تحيا فلسطين وألقى بالفلسطيني واللبناني والسوري والعراقي واليمني في الحرب… وجلس محمياً بمباحثات أميركية سرية تحت الطاولة العمانية.
وليد الحسيني