كتب عوني الكعكي:
الجرائم وحرب الإبادة التي يرتكبها الجيش الاسرائيلي بحق أهل غزة جعلت هولاكو ودراكولا ونيرون وغيرهم من الشخصيات المتخصصة بالإجرام تلاميذ لدى أكبر مجرم وأكبر كذاب ألا وهو نتن – يا – هو، رئيس وزراء إسرائيل.
في الحقيقة، استمعت الى خطاب نتنياهو أمام الكونغرس الاميركي الذي غاب عنه خمسون من أهم أعضاء الكونغرس ومن بينهم نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب الاميركي السابقة، وكامالا هاريس نائبة الرئيس الاميركي والمرشحة المقترحة لرئاسة الجمهورية.
والعجيب الغريب ان بعض النواب في الكونغرس والمؤيدين لإسرائيل كانوا يصفقون له، بينما كانت الجماهير الشعبية وبأعداد كبيرة تهتف ضده، حتى ان الشرطة الاميركية كانت تقف عاجزة غير قادرة على تهدئتهم… هذا المنظر وحده يكفي أن يقول لنتنياهو إنّ كل كلامه غير مقبول وإنّ الذين صفقوا له كان تصفيقهم من أجل مصالح انتخابية في استحقاق انتخاب رئيس الجمهورية. وما لفت إقدام النائبة الاميركية رشيدة طليب على مواجهة نتنياهو في الكونغرس بالكوفية ولافتة مجرم الحرب على صدرها.
أبدأ بالتوجه الى نتنياهو لأقول له بأنه مهما حاول أن يكذب وأن يظهر في مظهر المظلوم ويبرّئ نفسه من الجرائم التي ارتكبها جيشه، فلا يمكن أن يغيّر شيئاً لأنّ الحقيقة ساطعة ونتنياهو تناسى ان أي مسؤول لا يستطيع أن يخفي شيئاً حتى «حادث سيارة»، فإنّ صور الأحداث توزّع خلال ثوانٍ عبر الهواتف الذكية وعبر الانترنت. ففي هذا العالم الجديد أصبحت الكرة الارضية كملعب كرة قدم صغير.
اليوم لم يعد أي مجرم باستطاعته أن يرتكب أي جريمة حتى ولو كانت صغيرة، وأن يخفي معالمها، فكيف بارتكابات وجرائم عشرة أشهر ممثلة بمحاولة إلغاء مدينة غزة وإزالتها من الخارطة الفلسطينية.
وبالرغم من ذلك يقف نتنياهو عاجزاً عن تحقيق هدفين أعلنهما بداية وهما:
الأول: تحرير المخطوفين، وكما ذكرت سابقاً لم يبقَ إلاّ نصفهم لأنّ النصف الأول بدل أن يحررهم نتنياهو قتلهم.
والهدف الثاني: القضاء على «حماس». وها هي «حماس» تقوم بعمليات تدمير أهم وأغلى دبابة في العالم، ألا وهي «الميركافا» التي تتهاوى كالعصافير، وخلال أشهر قليلة سيبقى الجيش الاسرائيلي من دون سلاح الدبابات.
من ناحية ثانية، هناك مجموعة كبيرة من الأكاذيب ساقها في خطابه.. والمصيبة انها كلها كذب بكذب خصوصاً في موضوع المخطوفين.
يقول نتنياهو إنّ 300 مقاتل من «حماس» قاموا بعملية قتل 1200 مواطن من عشرين جنسية بينهم تسعة من الولايات المتحدة، وخطفوا 350 رهينة.
للمعلومات فإنّ الذين قاموا بالعملية لا يتعدّى عددهم الألف.. وعلى كل حال الكذب بالنسبة لنتنياهو هو «زاده اليومي».
كذلك، فإنّ حرب الإبادة وتدمير 25 مستشفى والقضاء على دوَر العبادة من كنائس ومساجد الى المباني السكنية المكتظة بالسكان الى الجامعات والمدارس وخاصة مدارس «الأونروا».. إذ لم يتبق حجر على حجر في غزة، هذا كله لم يقله نتنياهو.. لماذا؟
كذلك أيضاً، عدد الشهداء الفلسطينيين وصل الى 50 ألفاً معظمهم من الأطفال والنساء وإلى 90 ألف جريح معظمهم كذلك من الاطفال والنساء… فلماذا لم يقل نتنياهو كلمة واحدة عن هؤلاء؟
أخيراً، مهما حاول نتنياهو الكذب واللف والدوران فإننا نقول له Game is over، واليوم يوجد شعب عظيم شعب الجبارين الذي بالرغم من 75 نسة من القهر والتعدّي والسجن والتعذيب والإهانة والتجويع لا يزال هذا الشعب يقف مدافعاً عن أرضه وعن شعبه وبقيادة أبطال لم يعرف التاريخ مثلهم، وهنا أعني: القائد يحيى السنوار والقائد محمد الضيف اللذين يتربصان بك ايها الكذاب المجرم نتنياهو.
والنصر قريب لا بل قريب جداً…
aounikaaki@elshark.com