نتنياهو لن يوقف الحرب إلاّ بعد الانتخابات الأميركية

كتب عوني الكعكي:

مع مجيء المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين ومعه بريت ماكغورك الى فلسطين المحتلة البارحة كثر الحديث عن أنه يحمل تسوية سوف يناقشها مع المجرم السفّاح بنيامين نتنياهو، وبعد ذلك يأتي الى لبنان.

فماذا عن المشروع؟

بغض النظر عن المشروع الذي لو قُدّر له أن يُبحث جدّياً مع الإسرائيليين، فسيكون هناك جولات وصولات للوصول الى الحلّ النهائي… خصوصاً أن تاريخ أي اتفاق بين العرب وإسرائيل يحتاج الى عملية جهادية، وصبر يفوق التصوّر.

ولكي نؤكد قولنا هذا، لا بدّ من العودة الى رحلة الرئيس المصري الراحل أنور السادات الى القدس… وما جرى هناك…

يقول لي الصحافي الزميل أنيس منصور، المتزوّج من يهودية.. إنّ الرئيس أنور السادات طلب منه أن يذهب الى القدس، وأن يرفع له يومياً تقريراً عن ردّات الفعل للزيارة التي ينوي الرئيس السادات القيام بها الى القدس.

أضاف الاستاذ أنيس منصور، إنّ جرس الهاتف كان يرن يومياً في غرفة الفندق التي يسكن فيها… ويكون على الخط أحد المسؤولين الإسرائيليين وهو يطلب من الأستاذ منصور تعديلاً جديداً على ما اتفق عليه… ومن التعديلات أن يكون هناك 45 ألف جندي مصري في سيناء فقط. طبعاً الأستاذ منصور كان يتصل بالرئيس السادات وينقل له الرسالة.. فيكون جواب الرئيس السادات: بسيطة موافق.

حتى اليوم الثاني والثالث كان المضمون واحداً، إجراء التعديلات… حتى عندما وصلت طائرة الرئيس أنور السادات الى مطار بن غوريون، اتصل الأستاذ منصور بالسادات، وأعلمه أن هناك تعديلاً جديداً، فكان جواب الرئيس السادات: موافق.

وهكذا استطاع الرئيس السادات بحنكته وذكائه الشديد، أن يُفوّت على إسرائيل فرصة التملّص من الاتفاق. وهكذا استطاع الرئيس السادات استرجاع سيناء بكاملها.

نحن نقول هذا الكلام إيماناً منا بأنّ المفاوضات مع اليهود ستكون صعبة وشاقة، خصوصاً أنهم اليوم أكثر عناداً من الماضي، خصوصاً أنهم ينقلبون على ما وعدوا به.

أما مشروع هوكشتاين لوقف الحرب بين لبنان وإسرائيل فإنه يتضمن، حسب ما نقلته أخبار مسرّبة قريبة من الموفدين الأميركيين:

أولاً: إنشاء قوات دولية تراقب أي انتهاكات من قبل إسرائيل وحزب الله.

ثانياً: يتم تعزيز قوات «اليونيفيل» واستبدالها بقوات أخرى من جنيسات ألمانية وفرنسية وبريطانية.

ثالثاً: يتضمن المقترح الجديد انتشار الجيش اللبناني في الجنوب. ويبدأ بوقف إسرائيل وحزب الله الأعمال القتالية لمدة 60 يوماً.

رابعاً: إن مسودّة الاتفاق تسمح لإسرائيل بضرب لبنان خلال الفترة الانتقالية.

خامساً: تفاصيل الاتفاق، تبحث لاحقاً خلال الـ60 يوماً بوساطة أميركية… وتتضمن هذه التفاصيل آلية المراقبة وتنفيذ الاتفاق.

سادساً: رفض العودة الى القرار 1701 بصورته القائمة حالياً، ويجب أن تضاف عليه مهام قوة «اليونيفيل»، وتوسيع نطاق عملها آخذة بالاعتبار القرار 1559.

سابعاً: مراقبة الحدود والمعابر البرية والبحرية لمنع وصول أي سلاح لـ «الحزب».

ثامناً: منع أي وجود مسلح (باستثناء الجيش) في المناطق اللبنانية القريبة من الحدود.

كل الوقائع تدل على تعنّت نتنياهو المجرم لأنه فشل في كل شيء… فهو لم يستطع أن يحرّر الاسرى، ولا أن يقضي على «حماس»… كل ما فعله في غزة وفي لبنان هو تدمير لكل حجر، وتدمير للبشر أيضاً، فهذه المرة لا تشبه أي مرة في التاريخ.

بالعودة الى المفاوضات بالنسبة للبنان، فإنّ المهمة ستكون صعبة ودقيقة جداً، خصوصاً ان القرار لن يكون قبل انتهاء الانتخابات الرئاسية الاميركية، وعلى ضوء من يفوز يتقرر الاتفاق وتعدّل بنوده.

فإذا فاز الرئيس دونالد ترامب فإنّه سيهدي الفوز لنتنياهو وستكون الأمور سهلة.

اما إذا لم يفز ترامب، فإنّ الأمور ستكون طويلة وصعبة وشاقة، خصوصاً أن نتنياهو يريد أن يبتز الرئيس الجديد وسيصعّب الموقف ويزيده تعقيداً.

aounikaaki@elshark.com

التعليقات (0)
إضافة تعليق