كتب عوني الكعكي:
تصريحات وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت حول رغبة بلاده في اتفاق مع حزب الله، أثارت خلافات بالرأي خلال اجتماع المجلس الوزاري الاسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية “الكابينت”، وأربكت قيادة الكيان الاسرائيلي وهزته أكثر مما هو مهزوز ومأزوم في حربه مع حزب الله اللبناني، الذي يقدم المساندة لأبطال فلسطين منذ عملية “طوفان الأقصى” في 7 تشرين الأول “أكتوبر” عام 2023.
وقال غالانت خلال اجتماع “الكابينت”، مساء الخميس الماضي، إنه أخبر المسؤولين الاميركيين، خلال زيارته الأخيرة الى واشنطن ان إسرائيل لا تريد حرباً مع لبنان، وإنها تقبل باتفاق يُبْقي حزب الله بعيداً عن الحدود.
من جانبه، تراجع بنيامين نتانياهو عن موقفه السابق وعن عنترياته “الجوفاء” فقال: “إذا عاد السكان الى الشمال فيمكن التوصّل الى اتفاق مع لبنان”.
“براڤو” نتانياهو، وأحسنت يا غالانت.. لقد أثبتما بالقول والفعل ما كنا قد قلناه مراراً من ان عملية “طوفان الأقصى” غيّرت مجرى التاريخ، وأعادت الحياة والكرامة للقضية الفلسطينية، كما جاء كلام نتانياهو وغالانت ليؤكد ما ذهبنا إليه مراراً أيضاً من زيف ما قالته بعض الاحزاب اللبنانية وعلى رأس هؤلاء سمير جعجع، من ان مساندة حزب الله العظيم لأبطال غزة لم تأتِ بجديد، ولم تحقق شيئاً.. وها هم اليوم يرون تراجع القيادة العسكرية الاسرائيلية وحتى السياسية عن مواقفها السابقة… وسلّمت بهزيمتها وأقرّ نتانياهو -صراحة- بهزيمته وتراجعه، وبأحقية القائد الفلسطيني البطل يحيى السنوار. كما أقرّ المكابرون اللبنانيون بأهمية مساندة حزب الله لأبطال فلسطين وشعبها العظيم.
وللتأكيد على ما قلته، أعود الى ما قالته صحيفة “معاريف” الاسرائيلية ان يحيى السنوار، القيادي في حركة حماس، وأحد العقول المدبرة لعملية “طوفان الأقصى” انتصر على نتانياهو، وحسم حزب غزة. لقد نشرت الصحيفة هذا الكلام تحت عنوان: السنوار انتصر على نتانياهو.
أضافت الصحيفة الاسرائيلية ان السنوار يدرك انه انتصر بالفعل في الحرب، حتى لو “قتل” في المعركة، نظراً لأنّ الوقت في صالحه مع تزايد الضغوط الدولية والعسكرية والنفسية على إسرائيل.
إلى ذلك، قالت وسائل إعلام أميركية: إنّ زعيم حركة حماس في غزة القائد يحيى السنوار انتصر في الحرب، وبالفعل حتى لو لم يخرج منها حيّاً. (وإن شاء الله سيخرج حيّاً منتصراً).
وقد ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” في تقريرها ان السنوار يعتقد ان الوقت لصالحه، وأنّه كلما طال انتظاره زاد الضغط الدولي على الدولة العبرية.
وقالت معلومات مسرّبة من داخل “إدارة جو بايدن نفسها” “إنّ السنوار انتصر، وراح يتحكم بالمحادثات ومشاورات وقف إطلاق النار… ومواقفه هذه كسرت “ظهر” اليمين ونتانياهو، فإن وافق خسر اليمين وسقطت الحكومة ودخل نتانياهو السجن، وإن لم يوافق يستقيل غالانت وايزنكوت وتشتعل إسرائيل ويزداد الانقسام الداخلي فيها. وباتت الادارة الأميركية متخبّطة، وهي تحثّ نتانياهو على الموافقة قبل فوات الأوان”.
إلى ذلك، زعمت القناة العبرية العاشرة، ان إسرائيل انهارت رغم المكابرة أمام عناد أبطال “طوفان الأقصى” وصلابة يحيى السنوار وقادة “حماس”.
هذا من جهة، أما من جهة ثانية، فقد كشف مسؤولون أميركيون لصحيفة “نيويورك تايمز” ان وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت غيّر موقفه بشأن فتح جبهة جديدة للحرب في الشمال مع حزب الله اللبناني.
وأشار المسؤولون للصحيفة الاميركية، الى ان غالانت كان يعتقد، مثل بعض المسؤولين الآخرين في الحكومة الاسرائيلية، انه يجب الرد بتدمير حزب الله وحماس بعد هجمات السابع من تشرين الأول “أكتوبر” الماضي.
وأوضح المسؤولون ان وزير الدفاع الاسرائيلي، غيّر موقفه في الوقت الحالي، ويرى ان فتح جبهة جديدة لن يكون قراراً حكيماً.
ولا يمكن أن ننسى تصريحات غالانت السابقة، حين كان يهدّد ويتوعّد، حين وقف في “حيفا” مشرفاً على تدريبات للجبهة الاسرائيلية الداخلية قائلاً: “إنّ الحرب مع لبنان ستكون صعبة على إسرائيل”.
أضاف: “إنّ بلاده تفضّل التوصّل الى اتفاق لوقف التهديد من حزب الله في شمال إسرائيل”.
وَلْنَعد الى ما قاله بعض اللبنانيين عند بدء عملية مساندة حزب الله لأبطال غزة، فقد قال رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع “إنّ العمليات العسكرية في الجنوب لم تفد غزة بشيء. وأكد ان التوترات في الأشهر الأخيرة أظهرت ان حزب الله غير قادر على حماية لبنان”.
وأضاف خلال مؤتمر لقوى وشخصيات معارضة: “نحن كفرقاء معارضة ليست لدينا أدوات تنفيذية.. بينما الموالاة تملكها”.
وأكد جعجع -يومذاك- في كلمته على ان الخسائر الاقتصادية التي تحمّلها لبنان بلغت مليارات الدولارات”.
من هنا، أتوقف اليوم لأقول لكل المشككين بجدوى “طوفان الأقصى”، وجدوى مساندة حزب الله للعملية البطولية في غزة.. لقد ذاب الثلج وبان المرج.. وها هي النتائج الايجابية بدأت تظهر تدريجياً، من خلال هزيمة نتانياهو وتراجعه المخزي، وتقدّم السنوار وجبهة المساندة له… وانّ النصر الكامل آتٍ لا ريب فيه.. وليعلم المشككون ان دولة الباطل ساعة وأنّ دولة الحق باقية حتى قيام الساعة. وها هي ذي إسرائيل تتنقل من فشل الى آخر، في حين ان الفلسطينيين يتقدمون من نجاح الى آخر.
aounikaaki@elshark.com