مَن تسبّب في الحروب الإسرائيلية على لبنان [الحلقة الثانية]

كتب عوني الكعكي:

تحدثنا أمس كيف ساهمت منظمة التحرير الفلسطينية بالاعتداءات الإسرائيلية على لبنان، وكيف أدّى الاحتلال والاجتياح الإسرائيلي عام 1982 لبيروت الى «خلق» مقاومة لبنانية ترفض الاحتلال الإسرائيلي مهما كان. وهذه طبيعة الشعوب عندما يحدث اجتياح أو احتلال من جيش غريب، إذ لا بدّ من قيام مقاومة ترفض الاحتلال.

ومن خلال الدعم الإيراني للمقاومة صار لبنان رازحاً تحت الاحتلال الإيراني. وكلنا نتذكر حرب الـ2006 التي قام بها «الحزب» تحت شعار «تحرير أسرانا»، وكيف دمّرت إسرائيل لبنان، وأدّى ذلك الى 6000 قتيل وجريح و15 مليار دولار خسائر جرّاء الحرب، والمصيبة ما قال السيّد حسن نصرالله: «لو كنت أعلم».

تلك الكلمة، كلفت اللبنانيين 6000 قتيل إضافة للخسائر المادية والجرحى. ولكن من يحاسب؟ والأنكى أن السيّد حسن رفع شعار «النصر الإلهي».

على كل حال، ليته توقف عند ذلك «النصر الإلهي» ولم يكمل.

فاجأتنا حرب 7 أكتوبر التي قام بها القائد الفلسطيني التاريخي يحيى السنوار تحت عملية «طوفان الأقصى» حيث قُتِلَ 250 إسرائيلياً وأُسِرَ 126 شخصاً. لكن القائد التاريخي للمقاومة وشهيد فلسطين السيّد حسن نصرالله أبى أن يترك إخوانه الفلسطينيين يُذبحون على أيدي العدو الإسرائيلي، فدخل حرب المساندة في اليوم الأول لعملية «طوفان الأقصى» واستطاع أن يهجّر 80 ألف مواطن من شمال فلسطين المحتلة مقابل 800 ألف مهجّر من لبنان الجنوبي.

استمرت الحرب دائرة، والحزب يحاول جاهداً أن يمنع الإسرائيليين المهجرين من العودة الى شمال فلسطين.

جاءت عملية «البيجرز» التي تضرّر منها 4000 شخص من نخبة شباب الحزب، حيث قُتل ألف، وألف فقدوا أبصارهم، وألف بُترت أطرافهم، وألف صاروا عاجزين عن العمل.

لم تكتفِ إسرائيل بذلك بل استطاعت بتاريخ 27 أيلول 2024 أن تقصف الضاحية الجنوبية لمدينة بيروت وتحديداً مقر قيادة الحزب في الطابق الثامن تحت الأرض حيث كان السيّد يظن أنه بأمان، فاخترقت الصواريخ الإسرائيلية الأدوار الثمانية لتتمكن من القضاء على كامل قيادة حزب الله وعلى رأس القادة القائد شهيد فلسطين السيّد حسن نصرالله، من ثم تمكن العدو الإسرائيلي من اغتيال السيّد هاشم صفي الدين ابن خالة نصرالله في 12 تموز 2024… تلك العملية قضت على الحزب.. وأصبح عاجزاً عن ردّ الاعتداءات الإسرائيلية التي دمّرت جنوب لبنان خاصة القرى الحدودية جنوب نهر الليطاني، ثم قصف مدينة صور لأوّل مرة في التاريخ.. تلك المدينة التاريخية، ثم مدينة النبطية لأول مرّة كذلك في كل الحروب مع إسرائيل. كما امتدت الاعتداءات الى البقاع الشرقي والغربي والأوسط، وإلى مدينة بعلبك التاريخية وإلى الهرمل.

كل هذا جاء بسبب «الحزب العظيم»، والأهم أن هناك إحدى عشرة فرصة عُرضت على شهيد فلسطين السيّد حسن، ومن الشهر الأول جاء آموس هوكشتين جالباً معه أهم مشروع سلام مع إسرائيل… ولو نظرنا إليه لقلنا إنه حلم، لكننا خسرناه مع رفض السيّد حسن.

الأنكى أن الرفض استمر 11 مرّة حيث اغتيل شهيد فلسطين السيّد حسن، وأُجبرنا على توقيع اتفاق وقف نار مجحف بحق لبنان واللبنانيين.

اليوم… أوجّه نصيحة للحزب فأقول، ما قاله فخامة رئيس الجمهورية مراراً وتكراراً: إنّ الحلّ الوحيد هو الحلّ الديبلوماسي حتى لو أخذ «وقته».

سقط الحزب وسقط سلاح الحزب وسقط مشروع ولاية الفقيه في لبنان وفي سوريا وفي العراق، واليمن على الطريق بعد الغارات العنيفة عليها.

أخيراً استطاع نظام ولاية الفقيه أن يحقق ما أرادت وخططت له إسرائيل.

aounikaaki@elshark.com