في الاتجاه القطري بقيت العيون امس شاخصة لليوم الثاني على التوالي، حيث سترسم نتائج المفاوضات الامنية مصير المنطقة برمتها، حربا او تسوية واطفاء للنيران المشتعلة منذ 7 تشرين الاول 2023.
المفاوضات تؤخر بدورها الرد الايراني على اغتيال اسماعيل هنية وحزب الله على اغتيال فؤاد شكر، علّ التأخير يمنح المفاوضات فرصة نجاح يسعى اليها المفاوضون ومن خلفهم الدول الناشطة على خط الاتصالات من الولايات المتحدة الاميركية الى قطر ومصر وصولا الى ايران خصوصا في ضوء معلومات رشحت عن ملامح ايجابيات برزت امس نتيجة الجهود المبذولة للوصول إلى وقف لإطلاق النار، وإطلاق سراح الرهائن وإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة.
واعلن بعد انتهاء المحادثات عن مقترح اميركي مصري قطري يقلص الفجوات بين الطرفين وستواصل الفرق الفنية العمل خلال الأيام المقبلة على تفاصيل التنفيذ، كما اكد ان أن «كبار المسؤولين من حكوماتنا سيجتمعون مرة أخرى في القاهرة قبل نهاية الأسبوع المقبل».
اجواء مفاوضات الدوحة وحركة الاتصالات نقلها الى بيروت ثالث الزوار الاجانب هذا الاسبوع، بعد الموفد الاميركي آموس هوكشتاين ووزير خارجية فرنسا ستيفان سيجورنيه، وزير خارجية مصر بدر عبد العاطي آتياً من القاهرة، في موازاة زيارة لسيجورنيه ووزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي الى تل ابيب حيث اعلن سيجورنيه انه نقل خلال زيارته للبنان الرسائل نفسها لإيران وحزب الله لتجنب حرب كبرى، فيما اشار وزير خارجية اسرائيل يسرائيل كاتس الى أن بلاده تتوقع من حلفائها مساندتها في «مهاجمة أهداف مهمة» في إيران في حال تعرضها لهجوم من طهران.
عملية عسكرية او امنية؟
اليوم، أفادت شبكة «سي بي أس نيوز» الأميركية بأنّ «التقييمات الأميركية تُشير إلى أنّ إيران لن تسعى إلى تعطيل مفاوضات وقف إطلاق النار الجارية في الدوحة، والتي تهدف إلى إنهاء الحرب بين حماس وإسرائيل».وأضافت أنّ «هذه المحادثات قد تمتدّ إلى نهاية الأسبوع، لكنّه من غير الواضح إلى متى قد تمتنع إيران ووكلاؤها عن مهاجمة إسرائيل». واضافت الشبكة نقلاً عمّا أسمته «مصادر متعددة في المنطقة» أنّ «الحكومة الإيرانية تواصل المناقشة الداخلية حول ما إذا كانت ستستخدم القوة العسكرية كما فعلت في هجوم 13 نيسان الماضي، عندما أطلقت مئات الطائرات بدون طيار والصواريخ باتجاه إسرائيل، أو ما إذا كانت ستجري عملية استخباراتية سرية». وأشارت المصادر أيضاً للشبكة إلى أنّ «الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله لا يريد التصرّف من دون موافقة إيران، لكنه لا يسعى أيضاً إلى صراع أوسع نطاقاً مع إسرائيل»، فيما «تُقدّر الولايات المتحدة أنّ حزب الله قد يشنّ هجوماً من دون سابق إنذار أو تحذير».
ساعة المقاومة
في السياق، أكّد عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب حسن فضل الله أن «المقاومة عند التزامها الرد على العدوان الذي استهدف الضاحية الجنوبية وعلى ما ارتكبه العدو من جريمة فيها، فإن هذا التزام ثابت، ورد المقاومة آتٍ، ولكن وفق التوقيت الذي تختاره المقاومة، لأن ساعتها لا تعمل وفق حسابات محللين أو ناشطين، فتوقيتها هو على ساعتها، وليس على ساعة الموقّتين أياً كان هؤلاء، وبالتالي، فإن كيفية الرد وتوقيته، وبأي أسلوب، هو عند صاحب القرار، أي عند قيادة هذه المقاومة التي تحدد كيفية تطبيق التزامها، وكيفية الرد بمعزل عن كل ما يكتب ويقال، ومهما طال الوقت أو قصر، فهو التزام قائم».
الى جانب لبنان
الوزير المصري زار فور وصوله الى بيروت رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة.وثمّن الرئيس بري عالياً الجهد الكبير الذي تبذله جمهورية مصر العربية والرئيس عبد الفتاح السيسي لوقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة… وأكد التطابق في وجهات النظر بين لبنان ومصر بإعتبار أن الجذر الحقيقي للصراع في المنطقة هو القضية الفلسطينية ومنح الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة. بدوره قال عبد العاطي، بعد اللقاء الذي استمر زهاء ساعة: «نقلت لدولته رسالة دعم وتضامن من القيادة المصرية ومن الحكومة والشعب المصريين الى الشعب اللبناني الشقيق والحكومة ولكافة مؤسسات الدولة اللبنانية مفادها بأن مصر متضامنة مع لبنان ونحن نؤكد أيضاً أن أمن وإستقرار لبنان هو مصلحة مصرية في المقام الأول، وهو أيضا مصلحة عربية نعمل على صيانتها ونحرص أيضاً للمحافظة عليها». وأضاف: «انا موجود هنا في هذه الزيارة للبنان بتكليف وتوجيه من فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي لكي ننقل هذه الرسالة الواضحة ولنؤكد وقوفنا الى جانب لبنان حكومة وقيادة وشعباً، و لنؤكد مرة أخرى على أهمية وقف التصعيد وعدم جر المنطقة الى أتون حرب إقليمية شاملة، وأيضاً مصر تبذل كل جهد ممكن كما تعلمون لوقف هذا التصعيد والعمل قدر الإمكان وبأسرع وقت ممكن للوصول الى وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة ووقف العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة».
واضاف: «أكدت للرئيس بري إدانة مصر لكافة السياسات الإستفزازية بما في ذلك إنتهاك سيادة لبنان، ونؤكد مرة أخرى على دعم مصر لوحدة لبنان وسلامة اراضيه وسيادته، وأن اي إنتهاك لهذه السيادة هو أمر مدان والعدوان على الضاحية الجنوبية للعاصمة الحبيبة بيروت أمر مرفوض وأدناه سابقاً بشدة وكذلك سياسة الإغتيالات مرفوضة تماما».