اعتبر الكاتب والمحلل الإسرائيلي أفرايم غانور فشل جيش الاحتلال الإسرائيلي في التعامل مع هجوم الطائرة المسيّرة التي استهدفت قاعدة جولاني جنوب حيفا جزءا من سلسلة إخفاقات طويلة تكشف عن نقص في التخطيط الإستراتيجي والتكيف مع التحديات الحديثة. و”امتدادا للفشل في التعامل مع هجوم 7 أكتوبر”.
وفي مقال له بصحيفة “معاريف” وصف غانور القيادة الإسرائيلية بأنها “تعاني من جمود عقلي وغطرسة تحت وهم أن الردع يتحقق بمجرد امتلاك التفوق العسكري، وهذا الاعتقاد الخاطئ أدى إلى الشعور بالراحة الزائفة”.
ويرى غانور أن التحديات التي تواجه إسرائيل اليوم “تكشف عن ثغرات كبيرة في نظامها الدفاعي، على الرغم من تجهيز الجيش بأحدث الأسلحة والأنظمة المتطورة”، مستغربا عدم قدرة الجيش على التصدي للطائرات المسيرة، واصفا إياها بأنها “سلاح يبدو وكأنه لعبة” مقارنة بترسانة الجيش.
واستشهد بمقولة ديفيد بن غوريون عام 1950: “إن أخطر عدو لأمن إسرائيل هو الجمود في فكر المسؤولين عن أمن الدولة، ونحن ملتزمون باليقظة المستمرة والنضارة في الفكر والتخطيط الأمني، والتحقق باستمرار مما إذا كنا مستعدين للغد الجديد”.
وانتقد غانور رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، قائلا “إن فترات حكمه الطويلة لم تسهم في تطوير إستراتيجية دفاعية وهجومية شاملة، والتكلفة الضخمة التي أنفقتها إسرائيل على الدفاع ضد الأنفاق وإنشاء السياج المحيط بقطاع غزة للحماية من الأنفاق المقابلة للقطاع، كانت فاشلة تماما، وعلى القيادة الإسرائيلية إدراك أن تكديس طبقات الدفاع لن يكون كافيًا في المعارك المستقبلية”.
ويرى غانور أن الطابع الحديث للحروب “يفرض على إسرائيل تجنب إستراتيجية الحروب الطويلة الأمد، لأنها تؤثر سلبا على الاقتصاد الوطني والمعنويات العامة”، ويقول “في عصرنا الحالي، النصر ليس مطلقا، لكن يمكن تحقيقه عبر ضربات سريعة وصاعقة تُفقد العدو توازنه”. ولفت إلى أن “إطالة أمد الحرب تضر بالاقتصاد وتضعف القدرة العسكرية، مما يجعل من الضروري التفكير في سياسات هجومية تعتمد على السرعة والمرونة”.
كما أشار إلى “أهمية تطوير إستراتيجيات هجومية تشمل التفكير التكاملي الذي يمزج بين الدفاع والهجوم. وعلى الرغم من أهمية نظم الدفاع مثل القبة الحديدية ونظام السهم (حيتس)، فإن إسرائيل بحاجة إلى إستراتيجية تعتمد على قوة الردع الهجومي للحفاظ على أمنها”.