متى تتوقف الحرب المجنونة والمدمّرة على لبنان؟

كتب عوني الكعكي:

هذا السؤال الذي يسأله كل لبناني لأي مواطن آخر، أو لأي مسؤول يقابله… باختصار حديث الناس هو: متى ستنتهي هذه الحرب؟ وللإجابة على هذا السؤال لا بدّ من أن نعلم الأمور التالية:

أولاً: صحيح أن الشهيد السيّد حسن نصرالله أعلن في 8 أكتوبر حرب مساندة «الحزب» لأهلنا في غزة.. بمعنى آخر أن «الحزب» هو الذي بدأ الحرب على إسرائيل… لكنها حرب إغاثة ومساندة المغلوب على أمره ضد المعتدي.

ثانياً: حانت 3 فرص لـ «الحزب» كي يتوقف عن الحرب.. وأقول 3 فرص ذهبية، إذ كما هو معروف أن العدو الإسرائيلي كان مستعداً أن ينهي النزاع على الحدود بالنسبة لـ13 نقطة خلافية، ومن ضمنها مزارع شبعا وكفرشوبا.. ويُقال أيضاً إنّ الشهيد السيّد حسن كان موافقاً ولكن الإيرانيين رفضوا.. وطبعاً الكلمة لإيران كما يعرف الجميع.

ثالثاً: صحيح أن «الحزب»، وخلال أكثر من سنة يطلق الصواريخ يومياً، ولكن هذه الصواريخ لا تقارن بالتدمير الذي سبّبه الطيران الإسرائيلي…

رابعاً: عدد القتلى والتدمير والتهجير مقارنة بين لبنان والعدو الإسرائيلي مختلف تماماً. ففي لبنان نزح 1.250.000 (مليون ومائتان وخمسون ألفاً)، بينما هناك 80 ألف يهودي هجّروا من شمال فلسطين.

خامساً: أثبتت هذه الحرب أنّ الصواريخ الدقيقة أو الذكية، أو صواريخ «قيصر عامر» لا تستطيع أن تفعل شيئاً مع الطائرات.

سادساً: هناك دعم مالي وعسكري لامحدود من أميركا وأوروبا لإسرائيل، بينما كل ما يحصل عليه الفلسطينيون واللبنانيون بعضاً من المساعدات الغذائية والطبية… وهذا لا يُقارن بما يحصل عليه العدو الإسرائيلي.

نعود الى سؤالنا الأساسي: متى تتوقف أو تنتهي هذه الحرب التدميرية في فلسطين وفي لبنان؟

أقول بكل صراحة إنّ المخطط الإسرائيلي الذي تخطط له الدولة العبرية هو كما يلي:

أولاً: سوف تدمّر المنطقة الممتدة من الحدود الى نهر الأولي.. أي بعبارة أوضح تنفيذ القرار 1701 على طريقتها، أي لا يوجد في هذه المنطقة إلاّ الجيش اللبناني.

ثانياً: يمكن أن تكون بعض القرى المسيحية لا تزال على «قيد الحياة»، ولكن القرى الإسلامية أصبحت مهدّمة بشكل كامل.

ثالثاً: هناك مرحلة جديدة مقبلة وهي ان حزب الله سوف يكون أمامه خيار واحد، هو تسليم السلاح للدولة اللبنانية كما حدث بعد «اتفاق الطائف».. حيث سلّمت جميع الميليشيات أسلحتها: أي الحزب التقدمي الذي أرسل أسلحته الى سوريا، و «القوات» باعتها بمبلغ جيّد وصل الى الـ80 مليون دولار، وظلّ سلاح «الحزب» تحت شعار المقاومة.

اليوم، وأمام المخطط الإسرائيلي، في كل لبنان وعلى الحدود مع سوريا، حيث قُطع طريق الإمداد وتوقف نقل الأسلحة… فلن تتوقف إسرائيل عن حربها وتدميرها إلاّ بعد تحقيق الهدف بتدمير مستودعات الأسلحة مهما طال الزمن.. والمصيبة الأكبر أن العالم صامت، خصوصاً أننا في وقت وجود اهتمام آخر عند الأميركيين، هو الانتخابات الرئاسية في نوڤمبر (تشرين الثاني المقبل).

aounikaaki@elshark.com

التعليقات (0)
إضافة تعليق