كتبت تيريز القسيس صعب
الشرق – لا يخفى على احد ان كل الجهود الدولية والعربية الديبلوماسية لم تفض حتى الساعة الى نتيجة حتمية وسريعة لإيقاف الحرب الدائرة بين إسرائيل وحماس والتي خرجت عن نطاق السيطرة بعد كل محاولات التهدئة ووقف إطلاق النار بين الطرفين.
وبات واضحا لدى كل القيادات الدولية الفاعلة على الساحة الخارجية ان تعذر التوصل إلى وقف فوري ودائم لاطلاق النار في غزة من شأنه عرقلة أي حلول او تسويات للسلام يجري العمل عليها في المنطقة.
وفي هذا الإطار كشف مصدر دولي في نيويورك في اتصال مع «الشرق» ان فرنسا تعمل بالتشاور مع شركائها لإعداد مشروع قرار «شامل» يقدم الى مجلس الأمن بشأن الشرق الأوسط يتضمن جميع العناصر لأيجاد حل للوضع في غزة من جهة، ويدعم في نفس الوقت المبادرة العربية للسلام التي اقرت في قمة بيروت العربية في العام 2002.
واكدت ان عملية التشاور في شانه لم تنته بعد، خصوصا ان محطات ديبلوماسية مهمة تنتظر بلورة بعض الأمور ليبنى على الشيء مقتضاه لا سيما القمة المنتظرة في 6 حزيران بين الرئيسيين الفرنسي ايمانويل ماكرون، والاميركي جو بايدن في منطقة النورماندي الفرنسية، وذلك لمناسبة الذكرى الـ80 لانتصار الحلفاء في الحرب العالمية الثانية، والمواضيع التي سيتناولها الطرفان، اضافة الى المنحى الجديد الذي ستتبعه ايران في نهجها السياسي بعد مصرع رئيسي.
ففرنسا التي لم تتراجع عن تثبيت وجودها ودورها الديبلوماسي الفعال في المنطقة بعدما اجهضت كل مساعيها ومبادراتها على خط الأزمة اللبنانية، فإن رئيسها ايمانويل ماكرون يرسل من جديد ممثله الخاص جان ايف لودريان الى لبنان ليكون على بينة واضحة اكثر من كل التطورات الداخلية في ما خص الملف الرئاسي وزواريبه اللبنانية، وتشجيع اللبنانيين إلى التشاور والتحاور للاتفاق على اسم لإنهاء الشغور الرئاسي، نظرا لأهمية ودقة المرحلة الدولية القادمة، كما التطورات الميدانية في الجنوب والجهود التي تبذلها فرنسا مع الأطراف كافة لاستبعاد توسيع الاعتداءات جنوبا.
وعلى الرغم من ان الجانب الفرنسي يدرك تماما أن زيارة لودريان لن تخرق الجمود على الخط الرئاسي قبل بلورة الصورة الدولية والاقليمية، الا ان مضمون التقرير الذي سيرفعه لودريان إلى ماكرون سيعطي رئيس الاليزيه صورة أوضح واشمل بعد بيانات سفراء المجموعة الخماسية، وسيتسلح به خلال القمة الاميركية – الفرنسية المقبلة.
ويبدو واضحا بحسب المعلومات ان فرنسا ومنذ بداية الأزمة تحاول التنسيق ومد الجسور مع مختلف القوى الدولية وتحديدا الولايات المتحدة الاميركية، باعتبار ان لأميركا دورا اساسيا في اي تسوية او حل، لا بل هي شريك رئيسي ان في مجلس الامن او في الجهود الدولية وان الحوار قائم ودائم معها.
اما الكلام عن عقد لقاء او دعوات لمسؤولين لبنانيين للتحاور في فرنسا، فقد نفت مصادر سياسية في العاصمة الفرنسية هذا التوجه، وأكدت ان على اللبنانيين في ما بينهم إدارة حوار والتشاور لحل قضاياهم الداخلية. ففرنسا تحاول الدعم والتشجيع للجلوس معا على طاولة واحدة، وهي تدرك تماما خطورة المرحلة ولم تتوقف ابدا عن دعم وحث المسؤولين على التقدم خطوة الى الامام.
Tk6saab@hotmail.com