يولا هاشم
الشرق – لافتة كانت زيارة المبعوث الخاص لوزير الخارجية الروسي لشؤون الشرق الاوسط فلاديمير سافرونكوف إلى لبنان واجتماعه مع رئيسي مجلس النواب نبيه بري في عين التينة وحكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، وقد شدد خلال لقاءاته على «ضرورة قيام كل الاطراف بضبط النفس تمهيدا لاحياء عملية السلام»، مؤكداً ان العملية لن تتقدّم من دون مشاركة روسيا. فهل من دور محوري تلعبه موسكو على الساحة المحلية في ظل تصاعد التوتر بين «حزب الله» واسرائيل على الجبهة الجنوبية؟
مصادر مطلعة على الشأن الروسي تؤكد لـ»المركزية» ان زيارة الوفد الروسي إلى لبنان هي رسالة من موسكو للقول بأنها موجودة وتتواصل مع كل القوى في سبيل عدم توسعة الحرب، خاصة في لبنان وسوريا. وهي حريصة على هذا الامر بحكم وجودها في سوريا حيث لديها قواعد عسكرية، وأي توسيع للحرب سيجعلها في موقف دقيق، لذلك جاء الوفد للقول بأنه يتواصل مع كل الاطراف، والتقى المسؤولين وابلّغهم هذا الكلام وبأن الاوضاع متوترة جدا ويجب ضبط النفس وعدم توسيع رقعة الصراع. كما اجتمع الوفد أيضاً مع رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد وتحدث بنفس الإطار لأن توسع الحرب سيؤدي إلى كارثة في المنطقة، وانجرار قوى أجنبية للاشتراك، خاصة وأنهم يعلمون ان الحرب ستؤدي الى مشاركة سوريا والعراق وايران والحوثيين وستكون معركة كبيرة. وهذا ما تتخوف منه روسيا. وكانت للوفد جولة على الإمارات والسعودية، ثم زار لبنان للقول بأنه على تواصل دائم مع الايرانيين، ومع الاسرائيليين رغم العلاقة المتوترة مع اسرائيل، وتحذيرهم من وقوع الحرب.
في مجال آخر، وعن الحديث عن عودة الرئيس سعد الحريري إلى لبنان برعاية روسية، ترى المصادر ان الحريري لديه دعوة لزيارة موسكو، وكان سيزورها سابقاً لكن الوعكة الصحية التي ألمّت به أرجأتها. والدعوة ما زالت قائمة وستتم عندما تصبح الظروف مناسبة. وروسيا حريصة على عودة الحريري الى لبنان من أجل التوازن على الساحة اللبنانية، وهي تعلم ان دوره أساسي في حلّ الامور. وفي حال حصول أي تسوية سيكون للحريري دور أساسي من منطلق أن الطائفة السنية يجب ان يكون لديها ممثلها.
وفي سياق آخر، برزت زيارة وفد من عائلة الامام موسى الصدر إلى موسكو للطلب من السلطات الروسية مساعدتها مع ليبيا لكشف معلومات حول الامام الصدر، بعد تغيّبه في طرابلس الغرب ولم يتمّ الكشف عن المؤامرة التي استهدفته، علما ان الوفد زار في وقت سابق طهران واجتمع مع المسؤولين للغاية نفسها. هنا، تؤكد المصادر ان هذه الزيارة لن تحمل أي نتائج، لأن المسؤولين الحاليين لا علاقة لهم مع نظام القذافي وعلاقة روسيا مع خليفة حفتر وهو لا يملك معلومات ولا بد من التواصل مع مسؤولين سابقين من عهد القذافي للحصول على المعلومات.
وسيجتمع الوفد اليوم مع نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، لكن الروس ليس لديهم إمكانيات في هذا الخصوص، لأن علاقتهم غير جيدة مع ليبيا- قسم طرابلس، بل قوية مع حفتر. في المقابل، تهتم روسيا بقضية هنيبعل القذافي الموقوف في لبنان وتتحرك السلطات الروسية في هذا الاتجاه، والتقديرات ان في اجتماعهم مع بوغدانوف، سوف يسألهم عن سبب استمرار السلطات اللبنانية باعتقال هنيبعل لأن لا علاقة له بالموضوع. وسيطالبون بوجوب الافراج عنه. علماً ان موضوع هنيبعل ليس لديهم بل لدى رئيس المجلس النيابي نبيه بري بحسب ما تؤكد المصادر.
عن لقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالرئيس السوري بشار الاسد، وهل هي تمهيد للمصالحة التركية -السورية في ظل الحديث عن لقاء مرتقب مطلع آب المقبل بين الاسد والرئيس التركي رجب طيب اردوغان في موسكو، فتؤكد المصادر ان روسيا تعمل بشكل جدي منذ فترة على التقارب التركي- السوري، وترى انه يفيد الطرفين، ويلعب دوراً أساسياً في عودة النازحين السوريين الى بلادهم. في المقابل، لدى النظام السوري وتركيا مصالح مشتركة في موضوع الأكراد، ويتخوفان من الانتخابات التي ستجريها في المناطق الكردية وعملية إعلان دولة كردية. وروسيا حريصة منذ فترة طويلة على العمل في مجال تطبيع العلاقات بين سوريا وتركيا، وما زالت جدية في هذا الاتجاه. بالطبع سيبحث الرئيسان هذا الموضوع بالاضافة الى مواضيع أخرى كالتوتر على الساحة الشرق اوسطية ومن ضمنها موضوع توسع الحرب الذي تتخوف منه روسيا. لكن متى سيتم اللقاء بين الاسد واردوغان؟ الوقت لم يُحدّد بعد بحسب ما صرّح بوغدانوف، لكن العمل جارٍ في هذا الاتجاه، تختم المصادر.