غارة جديدة على الضاحية: سقوط كل الخطوط الحمراء

قلق أممي .. وماكرون وبلينكن: ضروري خفض التصعيد

ساعات قبل انعقاد جلسة مجلس الامن لبحث التطورات الامنية بين حزب الله واسرائيل، تسارعت في شكل دراماتيكي الاحداث على الجبهة الجنوبية للبنان والشمالية لإسرائيل، وفي العمق اللبناني من دون ان تتدحرج الى الحرب المفتوحة. صواريخ بالمئات من حزب الله على الاراضي المحتلة مقابل زعم الجيش الإسرائيلي انه استهدف نحو ألف منصة لإطلاق الصواريخ التابعة للحزب في الجنوب وأسر عنصرين عند الحدود بعد استشهادهما ثم غارة عنيفة على الضاحية الجنوبية لبيروت استهدفت القيادي في حزب الله ابراهيم عقيل وادت الى استشهاد 8 مدنيين واصابة 58. وكما التطورات الميدانية ، كذلك المواقف التصعيدية. اذ غداة خطاب امين عام حزب الله حسن نصرالله امس ، أكد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، أن الإجراءات العسكرية ضد الحزب ستستمر، وأنه سيدفع ثمنا كبيرا.
وفيما ينتاب الولايات المتحدة القلق من احتمال أن تشن إسرائيل هجوما بريا على جنوب لبنان، في ظل استمرار التصعيد مع حزب الله على الحدود بين البلدين، اعتبر المرشح الرئاسي للحزب الجمهوري دونالد ترامب أن ما حصل في لبنان كان جنونا، وأن هذه حرب ولا بد من بذل كل الجهود للفوز بها.
ورأى ترامب أمام القمة الوطنية للمجلس الإسرائيلي الأميركي في واشنطن، أنه إذا خسر الانتخابات أمام مرشحة الحزب الديمقراطي كاملا هاريس، فالمسؤولية ستقع جزئيا على الناخبين اليهود.
ماكرون- بلينكن
وفي باريس، التقى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن وبحث معه في «ضرورة خفض التصعيد في لبنان والتزام حل دبلوماسي يسمح بعودة السكان في شمال إسرائيل»، بحسب «روسيا اليوم».وبحسب وزارة الخارجية الأميركية، «فقد ناقش بلينكن وماكرون تطورات الشرق الأوسط، بما في ذلك العمل على تحقيق وقف إطلاق النار في غزة وإعادة الرهائن إلى ديارهم وزيادة المساعدات الإنسانية لشعب غزة». كما ناقشا «الحاجة إلى خفض التصعيد في لبنان والالتزام بحل ديبلوماسي يسمح للمدنيين الإسرائيليين واللبنانيين بالعودة الآمنة إلى ديارهم».
وكان بلينكن ناقش مع نظيره الفرنسي ستيفان سيجورنيه في باريس، «الجهود الجارية لتحقيق وقف إطلاق النار في غزة لإعادة الرهائن إلى ديارهم وتلبية الاحتياجات الإنسانية لسكان غزة». وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر إن بلينكن وسيجورنيه بحثا في «الحاجة الملحة لتهدئة التوترات في لبنان وكل أنحاء الشرق الأوسط». وشكر بلينكن نظيره الفرنسي على استضافة الاجتماع الخماسي عبر الأطلسي في باريس.
ميدانيا
ميدانياً، يوم ساخن جدا بين اسرائيل وحزب الله وتطور ميداني خطير، تجلى في أسر الجيش الإسرائيلي جثماني شهيدين من حزب الله على الحدود اللبنانية، الا ان الحزب لم يصدر اي بيان رسمي في هذا الشأن حتى الساعة.
وتوازيا، شن الطيران الاسرائيلي بعد الظهر غارة استهدفت منطقة الجاموس قرب جامع القائم في الضاحية الجنوبية لبيروت، في وقت تواصل القصف الاسرائيلي مستهدفاً القرى والبلدات الجنوبية.
مقتل جنديين
في المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل جنديين وإصابة تسعة آخرين في هجمات شنها “حزب الله” على الحدود مع لبنان. وبحسب بيان الجيش، وقعت باقي الإصابات في انفجار مسيرات استهدفت منطقة الجليل الغربي، ليرتفع بذلك عدد قتلى الإسرائيليين إلى 715 جنديا منذ السابع من تشرين الماضي.
كما اُطلق الحزب 60 صاروخا في الرشقات الأخيرة على الجليل الأعلى والجولان ردا على غارة إسرائيلية استهدفت بلدة العديسة سبقتها غارة أخرى على بلدة الطيبة جنوب لبنان. كما سقطت صواريخ في محيط قاعدة ميرون الجوية شمال إسرائيل.
قلق أممي: في السياق، حضّت قوّة الأمم المتحدة الموقّتة في لبنان على خفض التصعيد بعد تصاعد المواجهات على الحدود اللبنانية مع إسرائيل. وأكد المتحدث باسم «اليونيفيل» أندريا تيننتي لـ»رويترز»، إنّ قوّة اليونيفيل ترى «تصاعداً كبيراً في الأعمال القتالية عبر الخط الأزرق وفي جميع أنحاء منطقة عملياتها». وأضاف: «يساورنا القلق من التصعيد المتزايد عبر الخط الأزرق ونحضّ جميع الأطراف المعنية على خفض التصعيد على الفور».
الى نيويورك
على المستوى السياسي المحلي، وقبل ان يرأس رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي جلسة لمجلس الوزراء في السراي، حيث افيد انه أبلغ الوزراء أنه في ضوء التطورات الحاصلة سيتوجه الى نيويورك في خلال اليومين المقبلين لعقد سلسلة اجتماعات على أن يلقي وزير الخارجية عبدالله بو حبيب كلمة لبنان في الجمعية العمومية للامم المتحدة، إستقبل ميقاتي سفيرة الولايات المتحدة الاميركية في لبنان ليزا جونسون في السراي وبحث معها الوضع الراهن في لبنان والجلسة المقررة لمجلس الامن الدولي بعد ظهر اليوم لبحث ملف التفجيرات التي حصلت في لبنان اخيرا. كما استقبل كلا من سفيري اليابان ماسايوكي ماغوشي وهنغاريا فيرنز تشيلاغ، وتم التشاور في موضوع التفجيرات التي وقعت في لبنان، وطلب منهما المؤازرة والمساعدة التقنية في التحقيقات الذي يقوم بها الجيش في هذا الملف. واجتمع ايضا مع منسق لجنة تنسيق عمليات مواجهة الكوارث والأزمات الوطنية وزير البيئة ناصر ياسين وعرض معه المستجدات الراهنة.

التعليقات (0)
إضافة تعليق