كتب عوني الكعكي:
لم أصدّق عندما استمعت الى المرشحة الديموقراطية للانتخابات الرئاسية في أميركا عندما قالت علناً على أحد التلفزيونات، إنها تكره العرب والمسلمين.
الكره، ليس من شِيَم الإنسان الحضاري، خصوصاً إذا كان ينادي بالحريات وبالديموقراطية، أفهم أنك ولأسباب أجهلها لا تحبين العرب… وهذا يعود الى موقف خاص لا أعرف أسبابه ولا ظروفه.
على كل حال، لا أريد أن أتدخل في حياتك السابقة، وكيف كنت، وأين أصبحت. ولكِ مني نصيحة، وهي إنك يجب أن تكوني على مسافة واحدة من الجميع.. خصوصاً أبناء وطنك هذا أولاً…
ثانياً: لا مانع عندي من أن تتعاطفي مع اليهود.. وهذا حال بعض الناس.. لأنّ اليهود محتالون يعرفون كيف يستثمرون أموالهم في الإعلام، وفي البنوك.
ثالثاً: لا أشك ولو للحظة واحدة، أن اليهود يعرفون جيداً كيف يبتزون الحكومات الأميركية، والوحيد اليوم الذي يقف على الحياد -كما يُقال- هو المرشح الجمهوري الرئيس السابق دونالد ترامب.
رابعاً: لو عرف العرب كيف يبتزون أميركا، خصوصاً أن الولايات المتحدة هي أهم وأعظم دولة في العالم… في صناعة السلاح، لكانت الصورة تبدلت وتغيّرت. فمصلحة أميركا الأولى بيع السلاح، والعرب وخاصة دول النفط يملكون المليارات، فلو عرفت كيف تستغلّ موضوع شراء الأسلحة وربطها بمصالحهم هناك، كانت الأمور كلها تغيّرت وتبدّلت وانقلبت رأساً على عقب، خصوصاً أن العرب يملكون الأسلحة بينما إسرائيل تأخذ السلاح والأموال من دون إعطاء أي بديل ومن دون دفع الثمن.
خامساً: أريد أن أسأل الإدارة الأميركية… كم وكم من الأموال يبلغ ثمن الأسلحة والمساعدات التي تقدّم لإسرائيل بينما أظن ان الشعب الأميركي هو أحق بهذه الأموال.
إلى ذلك، أتمنى من جميع المقترعين أن يعملوا على انتخاب الرئيس ترامب، لأنه الرئيس الذي سيعرف كيف يحقق السلام في العالم… وهذا يصب في مصلحة كل أميركي أولاً وفي مصلحة العالم أيضاً.
إنّ ولاية ميشيغان واحدة من الولايات السبع الحاسمة التي تجري متابعة التطورات فيها بصورة شبه دائمة. لقد كانت هذه الولاية سابقاً معقلاً للديموقراطيين.. وإن كان دونالد ترامب ربح معظم أصواتها عندما فاز بالرئاسة وخسرت هيلاري كلينتون.. لكن الرئيس الحالي جو بايدن أعادها الى صفوف الديموقراطيين عام 2020، بدعم من العمال النقابيين، وجالية كبيرة من اللبنانيين والعرب.
لكن كامالا هاريس تواجه هذه المرّة وبسبب عدائها للعرب -كما أشارت- خطر خسارة تأييد جالية أميركية عربية تعدّ 200 ألف نسمة. هذه الجالية التي ندّدت بمواقف بايدن وهاريس وموقفهما من عدوان إسرائيل على غزة وحربها ضد لبنان.
ويكفي أن أذكّر في الختام بالتناقض الشديد الذي ظهر في مواقف كامالا هاريس… ففي مهرجان أقامته في ديترويت أمام جالية لبنانية عربية إسلامية… قالت المرشحة الديموقراطية: «إنّ شعب غزة يُباد… ويجب إنصافه وإنقاذه من حرب الإبادة التي تشنها عليه إسرائيل». ووعدت بـ «حلّ الدولتين» وإنصاف الشعب الفلسطيني المظلوم.
وكامالا هاريس نفسها.. في مهرجان آخر في بنسلفانيا أمام جالية يهودية قالت: ىمن حق إسرائيل أن تدافع عن نفسها، لأنّ الإرهابيين اعتدوا عليها».. أضافت: «سندافع -نحن في أميركا- عن إسرائيل وعن حقها في حماية نفسها من الأشرار…».
لا يا هاريس… عيب على مرشحة تدّعي الثقافة والصدق أن تتلوّن حسب الأحوال… وحسب جمهورها.
في بلادنا… نسمّي ما تفعلينه نفاقاً…