عماد الدين أديب عن نصرالله: قتلته إيران بالتخلي عنه

قال الاعلامي المعروف عماد الدين أديب من واشنطن عبر “سكاي نيوز عربية” عن استشهاد السيّد حسن نصرالله، الأمين العام لحزب الله: هناك علامات استفهام كبيرة تدور حول أسباب مقتل الأمين العام لحزب الله.. وأنا أقول بكل صراحة: إنّ إيران هي التي قتلت السيّد حسن بالتخلي عنه… فقد طلبت منه فتح جبهة إسناد غزة، لقد قتلته إيران قبل أن تطلق إسرائيل عليه قنابلها المتفجرة… وسأكون أكثر تحديداً لأقول: إنّ إيران وسوريا هما اللتان قتلتا نصرالله… الأولى تحمل فكرة ولاية الفقيه، والثانية المسؤولة عن الدعم اللوجستي. لقد طلبت إيران من السيّد حسن خوض المعركة وتركته وحيداً.

أقول: لقد قتلت عملية التخاذل الايراني الأمين العام، كما قتله “عدم الوعد الصادق”.

أضاف أديب: نحن نعيش في هذه الأيام مرحلة “الذلّ الاستراتيجي” في العالم العربي. فسماؤنا مفتوحة لإبادة المدنيين الفلسطينيين واللبنانيين… وهنا طُلب منا ومن السيّد حسن “الصبر الاستراتيجي”. وهنا أتساءل: إذا لم تكن قادراً (والكلام موجّه لإيران) على تنفيذ وعدك وحماية ضيوفك (كما حصل مع هنية)، فلماذا تورّط الآخرين بعمل لا تقدر على تقديم المساندة والدعم الحقيقي والصادق له.

تابع أديب: نحن اليوم أمام عدّة “إيرانات”… فهناك إيران المرشد، وقد بدأت سلطته تتضاءل مع تقدّم في العمر، وإيران الرئيس الجديد مسعود بزشكيان وإيران الحرس الثوري بفكره القديم. وخلاصة القول إنّ الفكرة المسيطرة على السياسة الايرانية هي ان إيران لم تعد قادرة على مواصلة تحمّل العقوبات المفروضة عليها. من هنا بدأت إيران وكأنها مستعدة للتخلي عن وكلائها وأذرعها كورقة تقدمها للولايات المتحدة لإبرام صفقة “النووي” تمهيداً لرفع العقوبات عنها.

وهنا يبدو التساؤل مشروعاً: هل تريد إيران صفقة بعد تحسين شروط التفاوض بتقديم تنازلات عبر الضغط على وكلائها وأذرعها في المنطقة؟

ولا شك بأنّ بنيامين نتنياهو نجح تماماً في اختيار الزمان المناسب، قبيل الانتخابات الأميركية… وهنا باتت إيران وأذرعها تفتش عن أقل الخسائر وليس عن أكبر المكاسب.

لقد جاءت عملية 7 أكتوبر، (عملية طوفان الأقصى) و8 أكتوبر حرب المساندة من حزب الله هدية لنتنياهو، لا على طبق من فضة بل على طبق من ذهب.. وها نحن نعيش اليوم ما يمكن تسميته بالحقبة الاسرائيلية.

وهنا يبدو التساؤل الثاني مشروعاً أيضاً:

من سينتصر في إيران، ولمن ستكون الغلبة؟ لقد أجريت خمسة حوارات في أزمنة مختلفة مع السيّد حسن نصرالله. وكثيراً ما دعاني الى إفطارات في بيته البسيط المتواضع. فالسيّد حسن كان لطيفاً، ذا أخلاق عالية… وسألته عن علاقته بإيران، فأجاب (وأسمح لنفسي بذكر إجابته اليوم بعد استشهاده):

أنا لا أتعامل في إيران إلاّ مع المرشد شخصياً… فالدعم يأتيني من المرشد، وحتى الأموال التي أحصل عليها من المرشد “من أموال الخمس”.

لقد كانت كلمة المرشد هي التي تنفّذ.. ولا تزال.. لكن صحته بدأت تضعف وهو لا يريد أن يترك “الحياة” قبل أن يخفف الضغط عن إيران من خلال رفع العقوبات.

لقد استخدمت إيران حزب الله، لاستخدام هذا الامر كورقة ضغط لتقديمها للولايات المتحدة.

لقد سمعت من السيّد حسن خلال حواراتي معه، انه كان يشعر بألم شديد من الشروط والقيود التي كانت إيران تضعها عليه. فالسياسة الايرانية كانت تصب في رفع العقوبات وإبرام الاتفاق النووي.

أضاف: لقد أخبرني السيّد حسن ان السلاح الذي يصل إليه، كان يصل عبر سوريا، وأنّ سوريا كانت تحصي وتسجّل هذا السلاح حتى عدد الطلقات.

وختم أديب قوله: الآن ماذا تريد إيران من القيادة الجديدة لحزب الله، هل تريد أميناً عاماً مطواعاً ينفذ لها ما تريد، خصوصاً وأنّ السيّد حسن لم يكن حليفاً تقليدياً لإيران، بل كان له رأيه الخاص؟.. فبعد مقتل قاسم سليماني آل الملف كله الى السيّد حسن، وكانت له شخصية مميزة… فربما تريد إيران أميناً عاماً أكثر طواعية.

إيران كخلاصة للقول: نحرت السيّد حسن بتخليها عنه وتركه يواجه الموقف وحيداً يجابه مصيره.

 

التعليقات (0)
إضافة تعليق