بقلم عمر شبلي
موقفنا من العدوان الصهيوني الوحشي علينا جميعاً: قبل كل شيء تحية إكبار وإجلال لأرواح الشهداء الذين قضوْا، وهم يذودون عن شرف الوطن في كل المواقع التي يحددها معنى الشهادة. تحية لشهداء لبنان العربي المقاوم في كل مواقعه في الجنوب والشمال والبقاع والجبل، لقد كان لبنان كله مع الجنوب الجريح وهو يقاوم أشرس وأحقر وأظلم عدوان شهده التاريخ الإنساني وما نتج عن هذا العدوان الوحشي الظالم في السابع عشر والثامن عشر من أيلول الحالي. تحية وتقديس لأرواح المدنيين الذين قضوْا ولا ذنب لهم سوى أنهم لم يبرحوا وطنهم منذ بدء العدوان وما زالوا فيه يضمدون جراحهم وجراح لبنان كله.
تحية لشهداء فلسطين المقاومين في غزة والضفة وكل أرضٍ فلسطينيةٍ مغتصبة. تحية للصاروخ اليمني وهو يجتاح القباب الحديدية ليرعب تل أبيب ويجعلها تتخذ الملاجئ سكنا لها ولكل المدن الصهيونية المرتعدة من صواريخ المقاومة. تحية لكل من يناصر فلسطين ويعتبرها قضية الإنسانية الأولى في هذا العصر.
نريد أن نؤكد حقائق واضحة في هذا البيان:
أولها: إن استهداف المدنيين الأبرياء هو خروج على كل الأخلاقيات الإنسانية وعلى كل القوانين والدساتير التي صاغها الإنسان منذ وجوده، وهذا يؤكد أن الإرهابي الحقيقي هو الذي يستهدف المدنيين ويناقض أخلاقيات الحروب. في الحروب يتعالى الصراع وتتعالى الخسائر البشرية، ولكن بمنأى عن استهداف المدنيين الذين هم في بيوتهم ومدارسهم ومؤسساتهم ومشافيهم. وهكذا يكون استهداف المدنيين في الحروب هو أكبر علامات الإرهاب وأعلى درجاته. وبهذا يثبت أن النظام العنصري الصهيوني هو راعي الإرهاب وممارسه.
الحقيقة الثانية: إن قتل المدنيين هو دليل ضعف العدو الصهيوني، هو اراد أن يغطي إخفاقاته وفشله في تحقيق أهدافه يقتل المدنيين، لقد فشل في القضاء على المقاومة في غزة والضفة الغربية ولبنان فلجأ إلى قتل المدنيين بالآلاف لكي يخدع شعبه بأنه أنجز دماراً بشرياً بقتل المدنيين من الشيوخ والنساء والأطفال، ولكن هذا لم يغطِ فشله في تحرير الرهائن من قبضة المقاومة.
الحقيقة الثالثة: لقد ألغى قتل المدنيين الأبرياء مقولة الديموقراطية التي كان العدو الصهيوني يتبجح بها، لقد صار العالم يسمع ويرى إرهاب الإسرائيليين وممارساتهم التي تجاوزت كل الحدود، وبدأت محكمة الجنايات الدولية تصدر أوامر باعتقال مسؤولي المؤسسة الصهيونية الإرهابيين وعلى رأسهم المجرم نتنياهو.
الحقيقة الرابعة: بدأت شعوب العالم تقف مؤيدة للحق الفلسطيني، وكانت المظاهرات في أميركا والعالم الغربي اكبر دليل على أحقية الشعب الفلسطيني في تحرير أرضه ونيل كامل حقوقه.
أما ما حدث في لبنان في اليومين الماضيين فقد آذى كل صاحب ضمير حي وبدأ العالم يدين قتل المدنيين بسلاح يدل على حقارة مستعمليه وبعدهم عن كل ذرة إنسانية.
وأثبت العدوان الصهيوني الذي استهدف المدنيين اللبنانيين حق الشعب اللبناني في رد العدوان والتصدي له. واليوم نرى ان لبنان بشعبه ومقاومته يقف متكاتفاً ومؤيدا لردع العدوان بكل ما يملك من قوة.
عاشت وحدة الشعب اللبناني ونحن بكل وضوح نعتبر أننا مع أهلنا المنكوبين في كل لبنان ومع أهلنا في الجنوب الصامد والمقاوم لأننا أبناء جرح واحد وأمل واحد.