ضمير لبنان … في ذمّة الله

كتب عوني الكعكي:

بغياب «الضمير» يفقد الإنسان كل ما يملك… وفقدان دولة الرئيس سليم الحص ليس بالشيء القليل، لأنّ شخصية الرئيس الحص على الصعيدين العلمي والإداري وعلى صعيد الحكم والنزاهة والأخلاق والعروبة والإنسانية لا شبيه لها أبداً.

عاش دولة الرئيس بهدوء… ومَرِض بهدوء وذهب بهدوء…

كان خفيف الظل… وكان دمه «خفيفاً»، وفي عزّ الحديث يطلق نكتة صغيرة ترطّب الأجواء، حتى ولو كانت الأجواء ملبّدة.

عاش على الصعيد المالي كإنسان طبيعي وعادي، فالمال بالنسبة إليه أهميته فقط لحاجته الماسّة.

لو أراد سليم الحص أن يتنعّم بملذات الحياة لكانت كل الظروف متاحة لتحقيق ذلك، ويكفي أن الرئيس الشهيد رفيق الحريري كان قد أهداه طائرة خاصة صغيرة ليتنقل بها أيام الرئيس أمين الجميّل… والأهم أن الرئيس سليم الحص لم يستعمل تلك الطائرة وكأنها بالنسبة إليه لم تكن بل قدّمها الى الدولة اللبنانية.

صحيح أنه يملك منزلاً جميلاً في دوحة عرمون، حيث أطلق على المنطقة في ما بعد اسم «دوحة الحص»، حيث كان يملك تلك المنطقة المرحوم الرئيس صائب سلام الذي باع المنطقة من أجل السياسة… لا كما يجري اليوم، إذ على سبيل المثال نرى البعض كان معروفاً بأنه موظف بسيط نراه اليوم يتحدّث بمئات الملايين من الدولارات.

ليس اليوم مكان للكلام عن الفساد، لأنّ أمثال الرئيس سليم الحص والرئيس رفيق الحريري والرئيس صائب سلام قلّة نادرة.

وللأسف، نحن اليوم نعيش أيام الفساد، فنجد الذين يسرقون أموال الشعب.. ويكفي أن نتذكر أنه في عهد «الجنرال الهارب» سقط القطاع المصرفي الذي كان عنواناً للنجاح… ويكفي أنه كان في الصناديق ودائع للبنانيين بقيمة 200 مليار دولار ما يوازي ما هو موجود في بنوك المملكة العربية السعودية.

ولا بدّ أن نضع الملامة على رجالات حكموا البلاد وهي لا تستحق إلا أن تكون مثل «كندرجي أو بويجي».

وما دمنا نتحدث عن الفساد، يكفي أن يكون هناك فريق سياسي لا يزال يسيطر على قطاع الكهرباء وكبّد الخزينة اللبنانية 65 مليار دولار خسائر..

فماذا يعني هذا؟

يعني بكل بساطة أن الفرق بين رجالات الحكم الفاسدين وبين رجالات الحكم الأوادم كبير وكبير جداً… فالشرفاء الأوادم قلّة لن ينساهم الشعب أبداً.

اليوم نتذكر أيام الرئيس الحص وكيف حافظ على لبنان.

بينما حكام اليوم لا يستحقون أن يكونوا حكاماً، ولو كان هناك شعب يحاسب، لكان الأجدى بهذا الشعب أن يضع الفاسدين في مكانهم الطبيعي أي في السجون.

على كل حال، أكتفي بهذه المقارنة الصغيرة… لأوجّه من كل قلبي التحيّة لروح رجل القانون، رجل الدولة، رجل النظافة ورجل الإنسانية والنزاهة.

تحيّة الى روحك العطرة يا دولة الرئيس سليم الحص.

وإنّا للّه وإنّا إليه راجعون.

aounikaaki@elshark.com

التعليقات (0)
إضافة تعليق